الخميس ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٠٨

تألم..

بقلم: د. حنان فاروق

فاجأها الألم الذى تعودت زيارته من حين لآخر..أصبحت خبيرة به تعرف علامات قدومه وتحفظ عن ظهر قلب أسلوبه المميز فى تعذيبها..عندما أحست وقع خطواته قفزت إلى علبة الدواء وتناولت القرص الذي اعتادت عليه لكنه لم يأبه لها ولا له..اشتعل جنونه بسرعة البرق..أحست أن سقف الغرفة ينطبق على أرضها..الدنيا تضيق..قالوا أن المرء في تلك اللحظات يمر أمامه شريط حياته لكنه لم يفعل فزائرها الثقيل لم يترك لأحد فرصة لينال منها غيره..

أمسكت بيد زوجها تعتصرها علها تنفس عن بعض مابها لكن هيهات..كانت ترتعد خوفاً من أن يتركها وحدها مع ذلك الوحش حتى لو كان ذلك لجلب الدواء اللازم لها..خارج غرفتها جلس أحد أولادها أمام شاشة الكومبيوتر مسلماً إليها قياده بينما تذبذبت صيحات الآخر مع منحنى سير مباراة كرة القدم بين سادة اللعبة..تعالت آهاتها وهي تنثر أجزاءاً من روحها في فضاء الغرفة....في حين ألقى زوجها بنفسه داخل الهاتف يسأل الجار الطبيب عن مهديء للألم ..صوته اليائس أخبرها بأنه لم يجد..بدأ يرتدي ملابسه بسرعة للذهاب إلى الصيدلية..صرخة ابنها الناقمة على الهدف الضائع نفضتها من مكانها..بدأ الألم يخبو وأخذت ابتسامة ساخرة طريقها إلى شفتيها..أشارت لزوجها بتحسنها وبأنه لا داعي لخروجه ..ربت على يديها مطمئناً..وانصرف يتابع الدقائق الأخيرة من المباراة..

خرجت متحاملة على نفسها لتمحو بقايا مابها..نظرت لولديها اللذين لم يتأثر انشغالهما بإطلالتها الشاحبة..

..بطرف عينها لمحت أباهما يحد النظر إليهما ليسألا عنها..دون أن يلتفت سألها الكومبيوتري:

هل أنت متعبة ياأمى؟؟؟

بقلم: د. حنان فاروق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى