الأربعاء ٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم نازك ضمرة

نقد على نقد

تعليقي على الحوار مع صبحي فحماوي والمنشور على موقع (ديوان العرب) وحاوره السيد إبراهيم السواعير.

وسوف يتناول تعليقي موضوعين: الأول يدورحول الحوار نفسه
والثاني حول حال النقد في بلدنا الأردن.

الأديب الكبير والمنتشر عربياً أكثر مما هو في وطنه الأردن، لم تكن إجاباته متأنية وفيها خلط وعدم تركيز، وابتعاد عن لب السؤال احياناً، وأرى أن اسئلة الحوار المقدمة من السيد إبراهيم السواعير كانت أثبت وأقدر على إثارة القارئ من تجاوبات السيد فحماوي عليها، وإبراهيم السواعير كان محاوراً أنيقاً مخلصاًً ومراوغاً لبقاً.

لم نستطع معرفة شخصية فحماوي ولا طموحاته ولا أهدافه بشكل يميزه ليكون الرافعة التي يعمل على امتداد ظلالها في طول البلاد العربية وعرضهامن معظم إجاباته، مثل إجابته عن العامية والفصحى، واجابته عن العولمة، والعولمة ليست في الصناعة والسلع ومضى على العالمالعربي والشرقي يعيش على الاستيراد منذ مئات السنين، ولست هنا بصدد تفسير روح العولمة التي تخيف المحاور والتي كما أعتقد هي تغليف عقول أو تبديل مفاهيم، وقلت أساليب حياة، وطمس تاريخ وعراقة.

أما الموضوع الثاني الذي أود التركيز عليه والمساهمة في نبشه فهو إن السيد فحماوي تهرب وبشكل ما أو عن تحفظ تعمد عن إجابة مؤلمة عن سبب تخلف النقاد في الأردن عن مسايرة ما يصدر من إبداعات ولم يبين لنا تخصص النقاد القلة في بلدنا بإنتاجات أفراد قلة لهم مراكز رسمية أو أصحاب قرارات أو نفوذ اقتصادي أو معنوي أو سياسي أو اجتماعي أو بدعم ما، هذا إن وجد لدينا نقاد حقيقيون، وإلا ما معنى أن يكتب نقاد مصريون أو مغاربة أو سوريون أو لبنانيون أو عراقيون عن منتجات أدبية أردنية، ونقاد بلدن يغفلون عن هذه الحقيقة المرة، وقد نفاجأ بأن معظم نقادنا لم يسمعوا أو لم سفكر أي منهم بقراءة كتابات المبدعين الذين أثبتوا مكانتهم في الساحة المحلية على الأقل، وما معنى أن تنشر مجلة "إبداع" المصرية ومجلة "أدب ونقد" ومجلة "نادي القصة" وكلها في مصر، ومجلة اقلام العراقية ومجلة الموقف الأدبي السورية ومجلة البحرين الثقافية ومجلة دبي وأبوظبي والكويت والعربي وغيرها إبداعات وقصص وشعر لأدباء أردنيين ولا تنشر مجلاتنا الأردنية العظيمة ولا صحفنا الرائعة الواسعة الانتشار في بلدنا لا تنشر إلا لعدد محدود ومتكرر.

وأخشى أنهم لا يعرفون أن كل الأدباء يعرفون لماذا ينشر لأمثال تلك الفئة القليلة وبتكرار ممل، وبمستوى هزيل، ويلوم بعض من يعدّون أنهم من كبار النقاد أن بعض الأدباء ينشرون على صفحات الانترنت لأن أدبهم لا يرقى لمستوى فهم أولئك النقاد أو رغبات من يقومون على أمر الصفحات الثقافية في صحف بلدنا، ويبدو أن كل النقاد العرب مخطئون ويتعلمون أصول النقد المحكم من نقاد لا نرى أثراً لهم على ساحةما، وكل ما يهمهم رفاقهم أو الشلة أو الفئة التي تدور وتدور، وإن لم تصدق فعد لصفحات المجلات الأدبية الأردنية ولصفحات الملحقات الثقافية للصحف الأردنية لتعد الأسماء التي نشر لها، أو عليك أن تتجنس بجنسية عربية أخرى أو تترجم كما تشاء بلا رقيت لأي كاتب عالمي أو كاتبة والأهم أن يتواصل الدفع النقدي لك وتكثر المكافآت بدل نشر ما نشر لك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى