السبت ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الكرام

جزاء أمين

في كل صباح يحضر العم حسن بائع العصير إلى الحي، يلتف حوله الأطفال متلهفين على شرابه اللذيذ. . بينما كان يتجول بين الأزقة والدروب سقط منه مبلغا من المال. عثر عليه الطفل أمين في طريقه إلى البيت، الذي اعتاد هو الآخر شراب العم حسن. . لحق به باحث عنه. . . لم يجده فعزم أمين على تسليم دراهم العم قبل الرجوع إلى البيت.

قال أمين محدثا نفسه: سأحتفظ بهذه الدراهم حتى أجد صاحبها. . آه لو وجدته لأعطاني مكافأة.

سار أمين باحثا عن بيت العم حسن، سأل أحد السكان فدله على البيت. فرح أمين فرحا شديدا دق الباب فخرج إليه العم حسن بعينه.

 قال له أمين: عمي هذه الدراهم ضاعت منك، لقد عثرت عليها في الطريق.
 آه. . الحمد لله دراهمي عادت إلى.

ينظر إليه أمبن طامعا في المكافأة. ثم فزع من صوت العم الحسن الذي صاح قائلا: هذا المبلغ ناقص كان في الكيس خمسمائة درهم وهذه ثلاثمائة درهم فقط. . . أين الباقي أيها السارق.

استغرب أمين من كلام العم حسن بدل المكافأة توجه له تهمة السرقة. لم يتردد بائع العصير في طلب الشرطة التي حضرت على التو. أراد أمين الدفاع عن نفسه وإخبار الشرطي بالحقيقة لكن أمام إصرار العم حسن جعل الشرطة تحيل أمين على المحكمة للنظر في الفضية.

يوم المحاكمة رأى القاضي لو كان أمين سارقا لما أعاد المال لصاحبه، فطلب من العم حسن التنازل عن القضية، لكنه رفض وأصر على إدانة أمين.

أمام استغراب الجميع حكم القاضي ببراءة أمين آمرا الشرطي بالإفراج عنه، وطلب إرجاع ثلاثمائة درهم إلى أمين فقال للعم حسن: أيها الرجل اذهب وابحث عن المبلغ الذي ضاع منك فهذه النقود ليست لك.

فرح أمين فرحا شديدا فالمبلغ اصبح ملكه حلال عليه. وأمر القاضي بسجن بائع العصير بتهمة الكذب والافتراء على أمين مع أداء غرامة قدرها مائة وخمسين درهما ردا لاعتباره وتقديرا لأمانته.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى