السبت ١٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم حنان عبد القادر

زفرة

أبتاه يا عمرا من الأحزان
ويا فيضا من العطف الدفين الحاني
مدد فروعك يا أبي كي أحتمي في ظلها
فالقهر والأوصاب يرتميان في أحضاني
الشوك في دربي يعرقل خطوتي
والويل والأشجان لي صنوان
قد تاه عمري في الظلام فلا أرى
بين الدموع بيارق الإيمان
دوح الأمان تكسرت أفياؤه
وتشردت أطياره
لم يحمها وطن من الحرمان
تاهت دروبي في الدجى وتصدعت
جدران آمالي بغير أوان
هل أثمرت شمس الضياع
وحان وقت قطافها ..؟!
في ظل صمت دائم الهذيان؟!
سرقوا شبابي يا أبي
سلبوا هديل حمائمي الريان
قتلوني يا أبتي بغير جريرة
سملوا عيون الفجر في وجداني
نثروا على درب السنين براءتي
زرعوا مرار القهر في شرياني
نزعوا من القلب ابتسامته التي
كانت تنير غياهب القضبان
لقد استباحوا عمرنا ونضالنا
لم يتركوا شيئا لنا
نبكي به أحزاننا
ونغيب في ليل الحياة ودربها
نقتات بالأمل البعيد الفاني
 
أبتاه أعجزنا القرار
أتراه قد مات النهار
ولم يعد حزم الجراح السود في إمكاني
إني أتيت على الدروب يسوقني
أمل وشوق للصباح الهاني
فتكسرت آمال عمري ها هنا
ضاع الطريق وتاه من عنواني
وتحطمت فوق السنين بلاغتي
لم يبق لي إلا عيي بيان
وتقطعت أوصالنا بين الدنا
قد تاهت الأوطان في الأوطان
 
أبتاه إني قد أتيتك عاريا
لا تختبي مني فلست الجاني
جسدا يهيم بلا رؤى بين الورى
لفظته أنفاس العنا لهوان
في كل يوم تستباح مروءتي
هيض الجناح وضاع طهر زماني
أبتاه لا تخجل فإني متعب
من حمل أسمال النفاق العاني
جردت روحي من ملامح لا ترى
في الأفق غير الظلم والطغيان
أبتاه إني قد أتيتك عاريا
لملم جراحاتي من الأكوان
وابسط جناحك يا أبي فوق الدجى
كي تستر المخبوء في أجفاني
إني أعود إليك موتور الخطا
فاستر بحلمك زلتي وهواني .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى