السبت ١٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم عبد السلام العطاري

وداعا ً.. زكي العيلة

المتسائل.. والغائب عن السؤال

أتم وجهه الندي صلاة، وسلّم على الذين يحرسون السنابل... وأنهضَ الجسد ونشر الصوت الرخيم؛ أحبتي أنتم هناك.. كيف أنا.. يسّاءل عنه فينا.. كان يمنحه فرصة أخرى لحياة تتعب فيها الحياة... عندما نعانق الصوت الآتي من لٌجف قلبه الطيب... يمنحنا محبة تهذب عرق البعد وكلاحة الغياب... يا لهذا السائل عنا... يا لك من عصي جميل فارقتنا دون سؤال... سينعونك الصحبة بأغلى المعاني ويرفعون نهنهات البكاء ويجمّرون عيونهم بحُمرة الخجل...!

يا زكي... خجل فقدك ورحيلك الذي سيكشف غيمة الكثرة الغائبة والقلة الحاضرة فيك ومعك، وها أنت كنت المتسائل وأنت الغائب عن السؤال، وأنت الحاضر الدائم على جبهة الجواب... سنصمت لحظة ونثرثر كل الوقت بعد أن نعيد صورتك إلى صوتك.. لنعود إلى رشد سؤال الغائب... والأثير الممتد بينا وبينك يعرف أصوات السائل عن الغياب... والأثير الذي أشفق علينا وعليك من قياس المسافة... من معرفة الزمن الباقي لحضرة الموت.. أو لحضرة الحياة الموت... الأثير هو ما تبقى لك ولنا كي نبقى نتجه إلى غزة.. كأنه يرحمنا من لوعة نسيان الطريق إلى هناك... فالدروب المهجورة قيل أنها تتآكل أرصفتها وتتهرأ من قلة العبور.. وها أنت تعبر رُغما عن الطريق الغائبة الموغلة بالعتمة.. إلى جهاتك الأربعة..؛ لك الشرق فيه الفجر.. لك الغرب رائحة يافا وشذى الرملة حنينك الأبدي... لك الجنوب...أنت قِبلة فيه... لك الشمال.. أثير صوتك... وما تبقى... من هزج المعاني... وسبل الحِداء.

عليك رحمة من الله وبركاته ولغزة الخلاص حتى يتحرر مرقدك كما تحررت أنت ونعلّق أكليلا من قصصك وننثر على ما وارى الثرى آية من الرحمن... وبعض قصاصات القصائد العالقة على حواجز الوطن.

أرقد بسلام... ولك وعليك السلام.

المتسائل.. والغائب عن السؤال

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى