الاثنين ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم تركي بني خالد

تساؤلات ساذجة

من يا ترى فكر ذات يوم و صاح قائلاً: أيتها الدجاجة.. سأكون أول من يأكل أول شيء يخرج منك؟!

و من يا ترى خاطب البقرة ذات يوم: من أين لك بكل هذا السائل الأبيض اللذيذ؟

ومن منا تساءل يوماً: كيف لنا أن نحشر شخصاً في زاوية غرفة مستديرة الشكل؟!

ألم يفكر أحد في أن يجعل تلك المادة اللاصقة على مغلفات الرسائل البريدية بطعم الشوكولاته؟

ولماذا يخاف الناس من الفئران في حين أن بيد كل واحد منهم فأراً كل يوم يجلس إليه أمام شاشة الحاسوب؟

لماذا توجد فجوة صغيرة داخل حبة الفراولة بينما البذور من الخارج؟!

ولماذا يوزعون هدايا مجانية؟؟ أليست الهدية مجانية بطبيعتها و كيف تكون الهدية هدية إن لم تكن مجانية؟

ولماذا يتغنى الناس ببراءة الخراف، في حين يذبحونها كل يوم؟ أليست بريئة؟! و لماذا يأكلون ألسنتها إذا كانت بريئة.. في حين لا تؤكل ألسنة البشر؟

و لماذا يذهب الطلبة إلى الجامعات سنوات طويلة من أجل قطعة ورق "كرتونة" يعلقونها على جدران غرفة الضيوف في منازلهم؟ ألا يمكن أن تباع هذه "الشهادات" في السوبر ماركت؟

ألا يوجد من ينصح الفراشة الجاهلة بأن تتوقف عن إلقاء نفسها بالنار؟

من الذي اخترع الامتحانات؟ ألم يكن بالإمكان اختراع شيئاً أكثر ذكاءً؟

وهل تستحق أشجار الغابة أن نعاقبها بالقطع من أجل توفير الورق الذي نكتب عليه كلامنا وأفكارنا؟ وهل سيختفي الورق والكتب والصحف في عصر الكتابة الإلكترونية؟

ماذا لو تقام مهرجانات للأغنية الحميرية؟ أو الأغنية الكلبية؟ فلربما حضرها الكثير من الجمهور التواق للطرب الأصيل؟ و لماذا لا تقام مسابقة يتم من خلالها انتخاب زعيمة طرب الحمير؟

ترى ماذا يريد الديك أن يقول عندما يصحو كل صباح ويرسل صوته في الآفاق؟ ولماذا لا تشارك الدجاجات الديك صياحه؟ تصوروا أية سيمفونية يمكن أن تحدث لو أن الدجاجات قررت أن تشارك الديك صياحه ذات صباح؟

وهل لاحظت أن أحداً لم يلاحظ حتى الآن لماذا يتكلم كل هؤلاء الناس من حولك من خلال الهاتف المتحرك.. ترى ماذا يقولون؟ و ما أهمية ما يقولون؟ هل حقاً لديهم ما هو أهل لاستعمال الهاتف؟

و لماذا يمنع المدرس تلاميذه من الضحك أثناء الدرس قائلاً: "هل يوجد شيء مضحك"؟.. ألا يعرف حضرته أن كل ما في المدرسة يبعث على الضحك؟

و لماذا تأتي البيتزا على شكل دائرة بينما نتسلمها في علبة مربعة؟

ترى لو سألنا بقرة "مجنونة": ما الذي دهاك؟ ماذا عساها تقول؟ من المؤكد أنها ستحتج على السؤال الاستفزازي، و ستجيب: "لا أعرف بالضبط، لكني كنت أشاهد التلفزيون مؤخراً".

و لماذا يسمون صناديق البريد في المكاتب الإدارية "حفر الحمام" pigeon holes علماً بأن الحمام لا يعرف طريقه إلى تلك الصناديق؟

و لماذا يا ترى سميت مؤشرات الساعة "عقارب"... هل لأن الزمن يلسعنا مذكراً إيانا بأهمية الوقت.

و لماذا يتكلم الناس لغات مختلفة ما دام أنهم قد جاؤوا من أصل واحد؟ و لماذا نسمي المصعد مصعداً حتى عندما يكون نازلاً؟

و هل من الممكن فعلاً أن تقتل عصفورين في حجر واحد؟ و لماذا تقتل العصفورين أصلاً؟ ألا يكفي عصفور واحد؟ و من أباح لك قتل العصافير؟ و هل الحجارة قليلة إلى هذا الحد لكي يتم التوفير فيها أيضاً؟

و من يا ترى أكثر في حمار الوحش.. الخطوط البيضاء؟ أم السوداء؟ و لماذا هي مخططة بهذا الشكل أصلاً؟ و لماذا لا يلبس جميع العاملون في مجال التخطيط لباساً موحداً مخططاً؟

و إذا كان العالم كله مسرح فمن المتفرج إذن على هذه المسرحية؟ و إذا كان الحب "أعمى" كما يدعون، فكيف يكون الحب من أول نظرة؟

ولماذا.....؟؟؟؟


مشاركة منتدى

  • شكرا استاذ خالد على هذه التساؤلات
    بالتاكيد نحن ابناء البشر مشغولون بمصالحنا الخاصة وليس لدينا وقت للتفكير بشيئ اخر اصلا

  • شكرا لك يا اخ د. خالد :

    تساؤلاتك ليست بالساذجة , بل نحن الساذجون , لاننا لم نفكر يوما بحل لغز تلك التساؤلات .
    هناك تساؤلات كثيرة لا نعرف اجابتها او حتى نحاول ان نفكر فيها , ونحن في هذا الوقت لسنا سوى فراشات غبية ندور حول النار ظانين انها نور الهداية دون ان نفكر انها طريق الهلاك .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى