الخميس ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم حسيب شحادة

تفشي الجهل بقواعد العربية أول مظاهر الفناء

لا أكشف سترا إذا قلتُ إن سلامة العربية المكتوبة اليوم في عهد الثورة المعلوماتية الشبكية في تقهقر وتردٍ لافت لكل ذي عينين عالم بأسس قواعدها يمارس المطالعة وكل ذي أذنين يسمع المذياع والتلفاز.

واللغة، أية لغة ليست أداة تخاطب وتعبير فقط، إنها عملية تصوّر نفسي ومنهج تفكير عقلي معقّد. إنها الوسيلة الوحيدة لفهم الوجود وفي تعلّم الموادّ الأخرى من معارف وعلوم والطريقة الأساسية للتثقيف وتنمية الرصيد المعرفي. اللغة هُوُيّة الإنسان وأهم مقوّمات كيانه وبدون هذه الهوية يغدو الإنسان كشجرة بلا جذور تهوي عند هبوب أية ريح. وتحرص جميع الأمم الحيّة الراقية قولا وفعلا على رعاية لغاتها وتطويرها وإكسابها لبنيها وبناتها على أتم شكل ممكن وفق أفضل الأساليب العلمية والتقنية الحديثة التي يعدّها المختصون الأكفاء. والصلة بين الأمّة ومكانة لغتها وطيدة جدا فثمة رباط جدلي صائب بين حضارة الأمّة ومكانة اللغة.

إنّ موقف الإنسان العربي العادي إزاء لغته محيّر، حبّ وكراهية في آن واحد، يعتزّ كثيرا بـ”قدسيتها” لما يربطها بالإسلام من علاقة وثيقة، الرسالة الخاتمة بلسان عربي مبين والله علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم. وفي التفكير اللغوي الحديث لا مكان للقدسية في اللغات فهي ملك للناس وليست الناس ملكا لها وفي مفهوم التقديس والقدسية جمود وقعود عن التغيّر والتطور واللغة في تبدّل دائم. أضف إلى ذلك جمال العربية وثرائها بقاموسها واتساع صدرها صرفا ونحوا من اشتقاق وتعريب وتوليد وقياس واقتراض ونحت وإعراب لاستيعاب العلوم الحديثة ومواكبة كافّة المستجدات. ومن جهة أخرى وعلى أرض الواقع، لا نرى أي انعكاس لهذه الصورة الوردية في ثقافة ذلك الإنسان العربي الذي طالما يتشبث بتلابيب اللغات الأجنبية على اعتبار أنها أداة وحيدة للاتصال بالحضارة المعاصرة. بعبارة قصيرة، أمامنا حالة من “مركّب نقص”، استولى “سحر الكلمة” على العربي الذي لا يملك أية مفاتيح لولوج عالم هذا السحر والقيام بدور ما ذي وزن. يبدو واضحا أن الأمّة العربية قد خرجت من نطاق الحضارة الراهنة وبهرها تقدم عدوِّها.

من المحزن والمؤرّق أن نرى سريان عدوى الاستخفاف باللغة العربية المكتوبة حتى لدى الدارسين والمدرّسين والكتّاب، ويتجلّى هذا الموقف بطوفان الأخطاء اللغوية الأساسية كما سنبين في العينة العشوائية لاحقا. وقد قرأت أكثر من مرة تبريرا لكاتب مكثار يعزو فيه أخطاءه اللغوية الكثيرة لعدم تعلمه المرحلة الثانوية في مدرسة عربية. الإقرار بالواقع أمر بدهي بالنسبة لكل من يحترم نفسه إلا أن هذا لا يكفي بل من الواجب العمل على الإصلاح وتغيير الوضع نحو الأفضل. أمام تحديّات القرن الحادي والعشرين لم يبق للعرب سوى اللغة ومن تبعات العولمة كانت دون ريب هيمنة الإنجليزية على حساب اللغات القومية ومنها العربية.

نرى أن هناك مشروعين كبيرين لا بدّ من القيام بكل جهد ممكن من أجل تنفيذهما بأسرع فرصة وبالتزامن في كافة الأقطار العربية: الأول تبنّي تجربة الدكتور عبد الله مصطفى الدنّان في إكساب الطفل العربي الفصحى بالفطرة من نعومة الأظافر في مرحلة الروضة. من الثابت علميا أن قدرة الطفل اللغوية في السنوات الخمس- الست الأولى تكون في ذروتها ومن الغباء حقا عدم استغلال هذا الوضع المثالي لترسيخ الملكة اللغوية كما هي الحال عند شعوب باقي لغات العالم صاحبة السبق في الإنجازات العلمية والمعرفية. صحيح أن وجود اللغة العامية في حياة الأمم أمر مفروغ منه ولا ينكره إلا من لا وزن لرأيه، إلا أن شقّة الخلاف والاختلاف بين اللغة العربية الأدبية المكتوبة واللهجات/العاميات العربية ما زالت عميقة إذا ما قورن الوضع الثنائي هذا بلغات الشعوب المتقدمة اليوم كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والسويدية. نقول هذا ونحن غير غافلين عن وجود عملية ردم مطّرد لتلك الهوة المذكورة بين لغة الكتابة التي ما زالت في جوهرها واحدة في العالم العربي وهي عامل موِّحد وبين لغة التخاطب، لهجات لا عد ولا حصر لها لدى قرابة الثلاثمائة مليون ناطق بها. وفي اعتقادنا يجب أن يكون الهدف من تدريس مادة القواعد تدريب المتلقي أي الطالب على استعمال واع للقاعدة اللغوية في حالات وأطر جديدة لا عدّ لها ومن الصعب التنبؤ بها. بعبارة أخرى، الكفاية اللغوية لا تتمثّل بمدى قوّة ذاكرة الطالب بل في المقدرة التطبيقية للأسس النظرية، للقواعد اللغوية. ألم يأن لأولي الأمر في أجهزة التربية والتعليم أن يعوا تماما أن اللغة في جوهرها استخدام وتطبيق، قراءة سليمة وتخاطب وكتابة وليست نظريات و”هلوسات” قواعدية فلسفية عفا عليها الزمن. الاستعمال هو الأصل والتقعيد مبني عليه والغرض من هذا التقعيد الحفاظ على سلامة اللغة للحفاظ على التسلسل الحضاري والتراثي بين الأجيال.

الكلام هو عصب حياة اللغة وفي لغتنا الفصحى لا وجود لمثل هذا الكلام بالمعنى الكامل، لغة أم طبيعية.

والمشروع الثاني بغية النهوض النوعي للعرب اليوم يكمن في اتخاذ العربية المكتوبة العصرية (لا لغة التراث، وهناك مستويات/أنماط لغوية عديدة يعرفها كل من له صلة باللغويات) لغة التدريس الجامعي في كل المساقات باستثناء اللغات الأجنبية بالطبع. هذا ما تقوم به الجمهورية العربية السورية صاحبة الريادة في هذا المجال منذ العام 1919 إذ أن كلية الطبّ بجامعة دمشق تدرّس بالعربية ومن شروط قَبول المحاضرين إتقان لغة الضاد. وهناك بوادر حسنة في السير في هذا الاتجاه في السودان وليبيا. وفي هذا السياق يجب التنويه بحقيقة استعمال اللغة العبرية الحديثة في تدريس كافة المواد وفي كل المستويات التدريسية منذ العام 1925 عند افتتاح الجامعة العبرية في القدس، ومن المعروف أن العبرية كانت لغة مكتوبة فقط مدة ألف وسبعمائة سنة حتى أواخر القرن التاسع عشر وثروتها المعجمية كانت محدودة جدا. وتشير نتائج الاستفتاءات لمكتب تنسيق التعريب أن العربية هي الأداة الطبيعية للتدريس الجامعي في كافة الموادّ وأنها ضرورة قومية. ومما يجدر ذكرُه أن أول كلية طبّ في مصر كان محمد علي باشا قد أقامها العام 1826 والتدريس فيها كان بالعربية وصدرت مجلات طبية معروفة مثل: اليعسوب والمنتخب والثناء. واستمر هذا التدريس لغاية العام 1887 عندما ضغط المحتلون وتبنّوا اللغة الإنجليزية لغة تدريس.

نعتقد جازمين أن تعليم العلوم في العالم العربي بلغة أجنبية (إنجليزية، فرنسية، إيطالية) سيؤدي في آخر المطاف إلى إصابة أجيالنا الصاعدة بالفصام الفكري وإلى ضياع الهوية القومية. لا هم متمكنون من لغة الأجانب ولا من لغة الأعارب. وكانت منظمة اليونسكو قد أوصت باستعمال اللغة الوطنية في التعليم إلى أقصى مرحلة ممكنة. وكما قال د. هاني مرتضى، رئيس جامعة دشمق، ليس العرب بدعا بين الأمم إن أرادوا التعليم بالعربية في الجامعات. وأضاف قائلاً “لقد درستُ الطبّ بالعربية وتابعت اختصاصي في كندا وحصلت على شهادة البورد الأمريكي في الأطفال وعلى شهادة LMCC لممارسة الطبّ في كندا وعلى شهادة زمالة الكلية الملكية الكندية FRCP ولم ألق أي صعوبة في التدريب أو اجتياز أي امتحان” )ينظر في بحث السيدة رجاء محمود أبو بكر: تعريب الكليات العلمية في جامعات الدول العربية.

ومن البدهي الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة على أنواعها في تردّي اللغة العربية وتراجعها وانحرافها المطرد عن الأصول. إن الخاصية الجوهرية للكتابة الصحفية هي سلامة اللغة واللغة العربية المكتوبة بحاجة ماسّة لصحفيين حقيقيين ذوي أسلوب راق يُحتذى به، ولغة الصحافة اليوم تعاني من أزمة ضمير الصحافي. وتساهم وسائل الإعلام المتنوعة من صحف ورقية وإلكترونية وإذاعة وتلفزة بنسب متفاوتة في إيذاء سلامة العربية إذ أن كل شيء تقريبا يُرسل للمواقع الإلكترونية يُنشر دون مشرط التدقيق مبنى ومعنى. هذه الطامة عامّة، انعدام مهمة المدقق )المصحح، المقوّم( اللغوي في النشر لدى العرب عامة. قبل أكثرَ من ستة عقود عقد العرب مؤتمرهم الأول لمعالجة الوهن والتردي في مستوى العربية وفي العام الماضي عقد المؤتمر الثاني وجلّ ما يُتفق عليه ويُخطط له يبقى كالعادة حبرا على ورق أو ملفات في أجهزة الحاسوب اليوم.

مفهوم “الأمية” التقليدي يعني عدم القدرة على القراءة والكتابة أما الأمية الجديدة فتشمل كلّ من لا يستطيع أن يتكلم ويقرأ ويكتب بلغة عربية سليمة. استنادا إلى هذا التعريف المتشدد نخلص إلى استنتاج محبط جدا بصدد عدد الأميين العرب اليوم خاصة إذا تذكرنا أن عدد أميي التعريف التقليدي يصل قرابة المليون إنسان، ثلث العالم العربي. وكل المؤشرات التي استطعت التحقق منها تشير إلى أن استعمال العاميات العربية في التدريس الجامعي متفشٍ في كل الأقطار العربية تقريبا وليس فقط في الجزائر ودول الخليج العربي. يعتقد الغيارى على سلامة العربية اليوم أنها عربية في حروفها وفي بعض ألفاظها أما في الكثير من تراكيبها واستعمالاتها فهي متّسمة بالاعوجاج والانحراف عن أصولها وقواعدها. وهناك من يذهب إلى أن كل من يقرأ النص العربي غير المشكول بصورة صحيحة يستطيع التحدث بالفصحى وقد أوافقه هذا الرأي إذا كان المقصود إنسانا عربيا، إذ أن جلّ المستشرقين الأجانب المختصين بالعربية والدراسات الإسلامية قادرون على القراءة السليمة هذه دون كبير عناء إلا أنهم عاجزون كلية عن التحدث بأي نمط عربي مقبول.

العينة العشوائية للأخطاء اللغوية المثبتة لاحقا مبوّبة وفق مجالات الدرس اللغوي، إملاء، صرف ونحو ولا أتطرق إلى أنماط معينة من الأغلاط على شاكلة قل ولا تقل مثل: نقول جاء وحده وليس لوحده، مبهور وليس منبهر، المصرف وليس البنك، أمعن في الأمر وليس تمعن، ما فعلته قط وليس أبدا، أثّر فيه أو به وليس عليه، داسته السيارة وليس دهسته، حار فلان وليس احتار، شائق وليس شيّق، معصوم من الخطأ وليس عن، حرمه الإرث وليس من الإرث، ثغاء الغنم وليس غثاء الغنم الخ. الخ. (ينظر مثلا في: أحمد مختار عمر، أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين. القاهرة 1991؛ عبد القادر الفاسي الفهري، عربية الصحافة، الرباط 1998؛ محيي الدين عبد الحليم وحسن محمد أبو العينين الفقي، العربية في الإعلام، الأصول والقواعد والأخطاء الشائعة. ط. ثالثة القاهرة 2002؛ محمد العدناني، معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة. بيروت 1984؛ علي جاسم سلمان، موسوعة الأخطاء اللغوية الشائعة؛ كوكب دياب، معجم الأخطاء الشائعة أو قل... ولا تقل، 2004؛ نضال عبد القادر صالح، المأزق في الفكر الديني بين النص والواقع.

بيروت 2006؛ هويدا الحسيني، الأخطاء اللغوية الشائعة في كتابات الدارسين في برنامج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى: دراسة ميدانية. جامعة المنصرة 1988).

لا يقتصر ورود الأخطاء اللغوية على الصحافة فحسب بل يقع فيها كتّاب وكتاب كبار أحيانا. وقع اختيارنا على رواية إلياس صقال (أو سقال)، زوايا نظر، بيروت 2000، 334 ص. د. صقال ولد بحلب عام 1940، وتوفي سنة 2000، درس الفلسفة وعلم النفس بدمشق ونال شهادة الدكتوراة في الفلسفة في فرنسا وفي روايته هذه محاولة جادة في سبر أعماق الشخصيات ولا سيما شخصية البطل، إبراهيم الزعتراني. أسلوب الرواية شائق ومن سماته العامة استعمال متكرر جدا لبعض الألفاظ والعبارات مثل: سويعة، سويعات، أويقات، منذ دوما، تزحلقت السكينة، فهي بعدها فتاة، سكري اللون، طرح مثل هكذا سؤال، النهار الشباطي، حدّ التخمة/الامتلاء/الانقلاب/الاختناق، أجج ومشتقاته، نهداها العامران، يجلبب بالغموض والضبابيات، زقزق ومشتقاته، زيارة ضحوية، عناءات، نهارات، لحومات، ضياءات، تفريحات ومسرات، حرمانات، عذوبات، صباحات، عشاءات، عداءات، كان في مشيتها كبرياء ودلال وبعض غرور حتى، يدخن لفافة فوق لفافة، حلم يقظوي، إنها متفرنجة بثيابها، هنا وهناك من زوايا بيتنا، سلوكات فجة زقاقية، فيتامينات ثقافية، وهم يلتقون بأناهم، امرأة مسيّجة أي متزوجة، كانت تشقّر شعرها، الصدفوية، رجل شحيم، الفشل الكثيف، ولا يعرف أي شيء عن المزمزة، المأكولات والمازوات، الاكتفاء بالقليل، إنسان مزوح، وكأنهم قماشة واحدة، مزاحات بيتوتية، وكنت أحاوط الإثنين بنظراتي، وكثيرا ما تسلك الحيلة على البائع، استيقاظات فجروية، بطريقة هروبية، هو أتنبل رجال المدينة على الإطلاق.

الإملاء، أخطاء طباعية:
وإقْترب من السرير، ص. 9
إذا ما اتحيت لها الفرصة، , 24, 228
سخرية من متناقضات الحياة، ملأة بتلك حد التخمة، 29, 66, 85, 259
توصّل إليهما في بض ساعات عمله، 60
وعايشتني ثماني عشرين سنة، 68
كنت أحمل معي إلى هذا اللفراش من، 89
بينما أضى حضورهما بالنسبة لأفراد عائلتي، 94
عتمة رصباصية، 98
مضاءات ينكسب منها النور علينا، ,106, 230,
شيء ماء، غريب في حياة، 106
وهم يغسلون لي وجهي بالمااء، 112
وهو ينقر برجله، على إيقاعات الطلبة، الأرض نقرا، 120
وها أنا اللآن أتأمل، 128
لكن الذي كان ينغض عليّ هناءاتي تلك، 130
وإسدركت بدلا من واستدركت، 197
أما السبب اللثاني، 200
فما أدارنا بظروف الناس كل الناس، 213
فقد أعفاه رؤوساؤه من تلك المهمة، 286
ونتمنا لها ولعريسها حياة مظللة بالهناء، 293
ليداري احزاجات )خطأ حاسوبي لأن الراء والزاي متجاوران( نفسية، 308
ثيابها الدخلية، 328
 
الصرف:
ولكني عضّيت على شفتي السفلى، 44
قصّيت عليها حلم حفيظة، 54
الذي يقود الشرزمة، 155
وكأنهم يحملون كل القباحة والدمامة على وجوههم، 156
بعد أن اضطريت إلى مغادرتها، 165
وتستعير روايتين أخريتين، 169
ومعها زجاجتين أخريتين كاملتين، 185
كل جزء منه، على حدى، 224
أشعر بأشياء مبهمة غامظة، 227
فأتساءل بجذع وبرهبة، 233
في يوم لا تحذر وقوعه بدقة، 254 , 257, 263,
ولم أتمكن من مدارة الشك باليقين، 329
استرديت بقية صحتك، 331
احتلينا طاولة، 332
 
النحو:
بينما تابع فليحان تغطية وَجْهَهُ براحتيه، 23
فتتسع شفتيه الكبيرتين أكثر فأكثر، 25
فتأخذ في طرح عشرين سؤال عليّ، 36, 166, 304,
ظلّت عانساً لثلاثين سبب وسبب، 42
ما يقارب ثمانية وعشرين سنة، 44, 241, 246,
عوضا أن نستند عليه، 44
تتواجد فيه دكاني، 48
من المستشفى الأمراض العقلية، 67
حين أضحت ندى في السابعة عشر من عمرها، 81
كنت أتمكن من توفير بعضا آخر من المال أسبوعيا، 90, 267
كما كان هناك نوادي لمختلف الهوايات، 90
تبدوا أحوال العم إبراهيم، 107
وأن ياسينا وحفيظة وآخرون يريدون، 112
كان المدعوين والمدعوات في أحسن أحوالهم، 120
وإن لم أكن متأكد بعد من حدسي، 167
لم تكن الأمور سوى حدسا في نفسي،168, 222, 228, 230
تطلعات مستقبلية للفتيان الذي كانوا في عمري، 177
ومعها زجاجتين أخريتين كاملتين، 246, 185
لأني لم أسْتَطِعُ أن أكوّن موقفا شخصيا، 192
واحدهما أكبر وأعْنَفَ من الثاني! 193
معظمهم متزوجين، 213, 221
فأكثر جسدي النصف عاري، 218
مع فناء صغيرة، 222
لا يسعنى إلا أتمنى لهالة كل السعادة، 226
احلاما مزعجة توقظني مع الفجر، 227
بل لعل هاتان الأخيرتان تمثلان روحه، 233
ومن كل قرار يمكن له أن يتخذُهُ، 268
ليكون أقل حرص وتقتير معهم، 270
يشحذ درهمين من هنا، 284

هذه العيّنة من الأغلاط اللغوية تعكس وضعا عاما وشائعا في الكتابة الصحفية الإلكترونية بشكل خاص وتأثير هذا المستوى اللغوي الهابط على الأجيال الصاعدة “مدمر” ولا أعرف له مثيلا في اللغات الأخرى التي أطالع فيها كالعبرية والانجليزية والألمانية والفرنسية والفنلندية. لا احترام لا للكلمة المنطوقة ولا المكتوبة في عالمنا العربي اليوم. تردّي مستوى العربية هذا يعكس أمورا كثيرة منها: استخفاف بعنوان الهوية القومية، قراءة قليلة وكتابة أكثر من اللازم، هذه العولمة وحرية النشر في الصحف الإلكترونية دون حسيب أو رقيب، غياب المحرر (مدقق، مقوم، مصحح) في الصحف ودور النشر وعلى كاهل مثل هذا المختص ملقاة مهمة جد خطيرة في كل دور النشر العالمية المرموقة، إنه الحكم الفصل في ما ينشر وما لا ينشر الخ.، إيلاء اهتمام أكبر بلغات أجنبية، أزمة حادة في طريقة تدريس قواعد العربية، إعداد الكتاب العصري والمدرس العصري، كل هذا يؤدي إلى نفور الطالب من القواعد.

وختاما أورد هذه الرواية عن إمام نحوي مشهور، أبي زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الفرّاء المتوفي عام 822 م.

“روي عن الفرّاء أن الرشيد قال له: أتلحن يا يحيى؟ أجاب ىا أميرَ المؤمنين إن طباعَ أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحضر اللحن، فإذا حفظتُ أو كتبت لم ألحن، وإذا رجعتُ إلى الطبع لحنتُ”.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى