الأربعاء ٢١ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم مجيد البرغوثي

النكبة والمقاومة

عندما اكتشفت أم فلسطينية أنها حملت وسادة طفلتها سنة 1948

في مساءٍ من رصاصٍ ولهيب وغبار وغزاة
كانت الطفلةُ تحبو وتنام
خطفتها الأمُّ من فرشتها
ثم طارت بين زخّات الرّصاص
واختفت عن أعيُن الجند بعيداً
خلفَ أوراق الشجر
حملتها.. لمحَتها..
لم تجد طفلتَها بين يديْها
بل وِسَادَة!
لم تقل شيئاً وصارت كالحجر!
ورآها الناسُ تبكي
ورآها الناسُ تضحَك
شوهدَت بين الخيام
ورأوْها تحملُ الرشاشَ يوماً
ويدوِّي صوتُها بين الجبال
شاهدوها تنسفُ المُستوطنات
شاهدوها تقلب الدّنيا فقالوا:
هذه مجنونةٌ..
واشتكوْا أحوالها..
واشتكوْا إرهابَها
طاردُوها
ورأت عيني يهوداً ويهوداً حولها
ورأت بعض العرب...
أيّ ستين سنة؟
لحظة في العمر تغدو نكبةً
لحظة في العمر تغدو ثورةً
أيّ ستين سنة؟
لحظة في العمر تكفي لاجتماع الحزن فينا والغضب!
لحظة في العمر تغدو زمناً للحكايا.. والعجب!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى