الخميس ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم باسل محمد البزراوي

لا تنتهي عبرُ الزمان

يا ديرُ جئتكَ والدموعُ تمَطّرُ
ولسانُ حالي مثل حالك أسمرُ
 
عربيّة هي في ذراك هويتي
وعلى جبينك شمسُنا تتسمّرُ
 
ولمعشر الشعراء فيك حكايةٌ
يروي ملامحها الدم المتفجِّرُ
 
فالشعر كالسيف الصقيل ودونكم
شعرٌ كأنّ الحرف فيه معسكرُ
 
شعرٌ تولّى للتراب عفافه
فبدا كأن البيت روضٌ مزهرُ
 
شعبي هنا باقٍ, ويشمخ باسقاً
كالنخل والزيتون فيه تجذّرُ
 
ما مات شعبي والقيودُ تفلّه
فرماحُه شُرعت وليست تقهرُ
 
صهيون تطفئ نورَه بعيونهِ
فيشعُّ من دمهِ اللهيبُ المسعرُ
 
صهيون حاصرت الخيام فأشعلت
غضباً يلي الحانات لا يتأخّرُ
 
غضباً يلي غضباً فكلُّ نجومه
العصماء, تنبت في الجراح وتثمرُ
 
يا قومُ قد أنّت عظام جدودنا
تحت التراب على المآسي تسهرُ
 
فاسقوا الردى كأس المنية صافياً
واعموا بصائرَه لكي تتبصّروا!
 
يا أيها الأحرار لا تتيمّموا
صوبَ الخبيث , وهل يُرامُ المحذرُ
 
وامشوا على شفة الزمان بيارقاً
فيها نعزُّ على الربوعِ ونفخرُ
 
لا تنتهي عبرُ الزمان وريبُه
حتى يطلَّ على الأنام المحشر
 
وتذكروا أنّ الطيور إذا علت
تهوي, وتسقط من علٍ تتكسّرُ
 
هل ظلّ في الدنيا معانٍ عانقت
شمس الصباح إذا أتتنا تبكر
 
ما عاد في الآفاق نسرٌ جارحٌ
يخوي, فقد كُسر الجناحُ الأحمرُ
 
لنرى نجومَ الظهر يوميّاً ولا
تسدي لنا الأيام نصحاً يُذكر
 
ونرى أنين اللاجئين, وكلّما
أنّت خيامُ اللاجئين فأعسروا
 
نعمي بصيرتهم بخطبة واقفٍ
والسيفُ في وجه اللجوء مشهّرُ
 
"جئنا نحارب والسفينُ مكبّلٌ
ويداه عارية كما تتصوّروا"
 
قتلوك يا وطني بطعنة خنجرٍ
مسمومة في القلب بئس الخنجر
 
نشروا غسيلك في الملاهي عندما
جئنا لمجلس أمنهم نتضجّر
 
نشروا غسيلك في المساء فما رأى
جرحاً يئن سوايَ لمّا أسكرُ
 
وبنوا صروحاً من هشيم ضلوعنا
فيها العدوُّ بدمع قلبك ينضرُ
 
لله تشكو أمتي ببلائها
نُصباً على أشلائها تستنسرُ
 
نسوا الجراح بقلب شعب ثائر
كسرت جماجمه ولمّا يكسر
 
هل يجهلون عظامنا وجلودنا
وجماجم الأطفال كيف تبعثرُ
 
هل قبضة الفولاذ أورق عودها
فيكم ورحتم للعدو تشمّروا
 
نامت نواطير الشعوب وأرهفت
حسَّ اللصوص زجاجة تتخمّر
 
قد شعشعوها بالدماء فألهبت
صبحاً قديماً ناره تتسّعرُ
 
فالباذخون تقمّشوا وتقمّصوا
شخصية الدولار حيث "تدولروا"
 
والكابرون "تعمشقوا" كتفاً هوت
بين الأزقة والرصاصُ يزمجر
 
والآن أسمع كلما لاح الهوى
ناقوس حزن في البلاد يحذر
 
لتموت في عهد الشباب منارة
جبلت حجارتها بقانٍ يقطر
 
ما مات هذا الشعب أو أودى به
رأسٌ بأي عباءة يتجرجر
 
قوموا البسوا تلك العباءات التي
جادت بها أمريكيا وتستروا
 
فهي التي سترت عيوب أبيكم
من قبلكم يضحي, وفيها يُعصر
 
وهي التي اختبأت بها أذنابكم
حين الشموخ وشعبنا يتضوّرُ
 
فبلادنا بيعت بسوق حرّة
يوم العراك وما تزال تكبّرُ
 
فأسأل حجارتها فإن مدامع ال
عينين بالهول العظيم تخبّر
 
أبني قريظة في ديار عروبتي
بعتم طهارة أرضنا فتطهروا
 
فالكلّ أعداء الشعوب لهاتهم
تحمرُّ من دمنا الغزير وتقطرُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى