السبت ٣١ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم باسل محمد البزراوي

نسجتُ كلَّ حروفِ الشعرِ

نسجتُ كلّ حروفِ الشعرِ من شَعَرِ
أرخَتهُ فوقَ رُباها الأرضُ في السّحَرِ
 
فالشعرُ إن لم يكن مِن عينها ألقاً
يودُّ أن شامَ برقَ الشامِ في خَفَرِ
 
والشعرُ لونُ الدمِ المسفوحِ مُنتشِياً
يروي الروابي لِتزهو بسمةُ الحَجَرِ
 
والشعرُ لونُ الرياحِ الهوجِ تنسجُهُ
جراحُ روحي وعَيْني كلّةِ البَصَرِ
 
فَسَلْ تجِيبُ رُبا حَيْفا وأودِيةٌ
في صدرِ يافا صدى صوتي على البَحَرِ
 
صدى فلسطينَ إذْ أنّتْ تَجَاوَبَها
أوتارُ قلبٍ شَتيتِ القلبِ والعِبَرِ
 
هذي فلسطينُ , والتاريخُ يذكُرُها
وتلكَ أطلالُها مَحلولةَ الشّعَرِ
 
فالجرحُ دامٍ وكأسُ الخمرِ ينكأُهُ
والسّكرُ يلهبُ شِعرَ السُّكرِ و الخمرِ
 
إني رأيتُ جراحَ الأهلِ مورقةً
في دنِّ خمرٍ شَرُودِ الشَّرْبِ مِن حَذَرِ
 
إني رأيتُ جراحَ الأرضِ نازِفةً
في ربطةِ العُنُقِ المنصوبِ كالوَترِ
 
وقد رأيتُ الروابي الخضرَ هاربةً
في عينِ قرشٍ غواهُ الكرشُ في السّمَرِ
 
ِ يا قومُ آنَ أوانُ الموتِ فانطلقوا
نحوَ الكُروشِ وَذودُوا عَن حِمى القمرِ
 
آنَ الأوانُ وشاخَ العابرونَ بها
وشاخَ ياربِّ شِعري في لَظى سَقَر
 
نموتُ نَحيا ونحيا كَيْ تموتَ بنا
ملامحُ الأرضِ والأسماءِ والصّوَرِ
 
فَهُم يُميتونَ فينا عِزّةً سَلَفَت
وَيُورِدُونا إلى مَوتٍ بلا صَدَرِ
 
وأورقَ المرُّ في أفواهِم ودَجا
عليهم الذلُّ لا يبقي ولم يَذَرِ
 
حُمَّ القضاءُ وساءَ المستقرُّ بِهم
على الصّدورِ وتحتَ الجمرِ والقدَرِ
 
فلا تظنّوا أحِبّائي بأنَّ لهُم
غيرَ المزابلِ مِن وعدٍ ومُنتَظَرِ
 
سيذكرُ الحلمُ أنَّ الحلمَ دغدَغَهُم
بليلةِ السكرِ من خمرٍ ومِن سكرِ
 
فقيلَ ما قيلَ مِن حُلمٍ يُراودُهم
بِمَوْتِ غزّةَ في بحرٍ بلا جزُرِ
 
فإنني جِئتُ مِن بؤسٍ على عَجََلٍ
لتستفيقَ بيَ الذكرى مَعَ السحَرِ
 
ذكرى بلادي , وذكرى صورةٍ حُفرت
على الصخُورِ الرواسي في الربى الخُضُرِ
 
فمن جِراحِ ثراها أورقَتْ صورٌ
تشيعُ في القلبِ ما أدري ولا أدري
 
سيغسِلُ الصبحُ عارَ الليلِ من حزَنٍ
ويرسمُ البحرُ فيها رائعَ الأثر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى