الأحد ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم عبد الرزاق الدرباس

بطاقات شكر متأخرة

1 _
شكرا لها،
فهي التي قد أيقظت في الحياة.
فرحت لضحك طفولتي..
وتحمل الأعباء وقت رجولتي..
بذرت بصحرائي الحنين البكر دون مقابل
فعرفت كيف يكون فيض الحب من نبع الأمومة دافقا..
والصدق دون تكلف..
شكرا لها، منها تعلمت العطاء..
ولها تعلمت الوفاء
 
2 –
شكرا له،
فلقد تحمل في سبيلي كل أنواع الشقاء
ليرى امتداد الدرب في عيني
والمستقبل المخبوء في رحم القضاء..
ويريدني ثمرا جنيا..
بعد أن رضعت غصوني من جذور خانها طعم الرواء..
كنت الصغير على يديه..
واليوم قنديل أنير على مسير العمر خط الانتهاء.
شكرا له، منه تعلمت الأبوة والتحمل والفداء.
 
3 –
شكرا لها،
من وجهها الحلو تعلمت فضول الحاجة الأخرى..
ودقات الفؤاد..
وشعرت بالظمأ الجديد لما يقال له (النساء)
في وجهها كانت ورود العمر أحلى لوحة..
ومغالق الفردوس في ملكوتها..
في ثوبها الريفي رائحة التراب..
وعلى شفاه تساؤلي كم كان يمتنع الجواب!!
(نقل فؤادك حيث شئت من الهوى)
ما الحب إلا وجهها لكنه في زحمة الأيام غاب.
شكرا لها، منها تعلمت التكامل والمحبة في ضرام الاشتهاء.
 
4 –
شكرا له،
من غيظه وضع العوائق في الطريق..
كيما أقف...فمشيت رغم الشوك في حر الهجير..
وعرفت كيف أواجه العقبات دون تردد..
فالشهد يحلو بعد لسع النحل والألم الكبير وتضحيات بالدماء.
شكرا له، منه تعلمت العزيمة والتحدي والبقاء.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى