الاثنين ٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم أكرم سلمان حسن

السيف

كانتْ تصاحبُ بوابة البيت، ترقبُ بلا ملل، مروره اليومي، مدندناً فيروزيته الأولى.. بيت الحبيب ما أجمله..خضر الغصون بتظلله.. وعندما تتعانق العيون.. يصلها صوته.. بتمرجح بقلبك.. بقلك أنا بحبك...

قالت أنه.. آمرُ القلعة، فارسها.. بسيفه الفولاذي.. قمرُ ليلها.. شالُ نائم بعمق على سرير عنقها، وحقيبةُ مدرسية تتأبطها، وأنه.. احمر الشفاه وحمرة الخدود، والكحل لعينيها.

قالت أنها مَلِكَةٌ متوجةٌ، حبه.. تاجها.. وأنها تنظرُ بازدراء، لأميرات، يخطرن أمامها،بتيجانٍ ماسيةٍ.. وأن كلماته.. أحجارٌ كريمةٌ، ترصعُ قلبها. وأنه..لحن المواييل والأغاني، وأنه لها أولَ وأخرَ قصيدة، وأنها في حبه.. شهيدة.

يذّكُرُها ، صورة.. مقيمةٌ بين وريقات كراسته الجامعية، يحملها ، ويجولُ على واجهات المحال، يروم أولَ حرف من اسمها، يُسلْسِلُه.. ويدليه فوق صدره..هناك.. يلامسُ قلبه.. فتهونُ عليه الغربة عن عينيها.

يذّكرُها.. بعيداً عن وطنه الثاني!! مجنداً لخدمة الوطن!! يحضنُ رسماً، لونته يداها، درب ترابي.. شجر وجبل وسماء.. وطيران عاشقان.. هناك، على مفترق طرق.. التقيا..تشابكت أياديهما، وسارا ملتصقين، كواحد، يقصدان اللا مكان،غائبين عن الزمان.

يذّكرُها! درةً نادرةً.. يغارُ عليها.. من مشط ومرآة، من صفحة في كتاب، ودمية تعانقها ليلاً، يغار من كل شيء.. إلاه!!.

متسلحاً بحبها.. معتداً بقوةِ سيفه، تحدى، ورمى القفّازَ في الوجه، طالباً المبارزة..لكن سيفه تشظى.. نثراتِ خشبية، عندما قامَ بصدِ أولِ ضربة.. من سيفٍ صغير مذهب..معلقٍ في سلسلة، تتدلى من مرآةِ أمامية، لسيارةٍ معطرةٍ يمتطيها.. قردُ!!. يبحثُ عن فيروزيةٍ للدندنة.. لا يجدها..يدندنُ حليميةً.. لا.. لاتكذبي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى