الجمعة ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٢

لقـــاء مع المذيعة سوزان حامد

هادئة .. مثقفة .. بسيطة ورقيقة، وضعت هدفها نصب عينيها وطوعت هواياتها المتعددة لخدمته، أحبت التمثيل فمارسته على مسرح الجامعة وكادت تحترفه، وعشقت الغناء فدرسته ووقفت على أعتاب الساحة الغنائية لكن مداعبة حلمها الأكبر لخيالها جعلها تتراجع، خزين من جمال الصوت ورهافة الحس والثقافة والاستعداد القوي لتشكيل وجدان الجماهير، حملته سوزان حامد معها الى ماسبيرو، فاجتازت اختبارات المذيعات وصارت نموذجاً جيداً للمذيعة الشاملة، تقرأ النشرة الإخبارية بوقار وتقدم برامج المنوعات بخفة دم، واستثمرت حبها للتمثيل والغناء في تلوين صوتها ليصبح أداؤها معبراً ومنغماً حول الفن والشاشة تحدثت سوزان حامد في هذا الحوار:

في الوقت الذي ينادى فيه كثيرون بالتخصص، تراك قارئة نشرة ومذيعة منوعات؟

 المذيعة يجب أن تكون شاملة، تقرأ النشرة وتقدم التحليل الإخباري وبرامج المنوعات والثقافة والرياضة، وهذا النموذج تره في كل القنوات الفضائية، وأنا قادرة على الفصل بين ما أقدمه من نشرات وبرامج منوعات، ففي ستديو الأخبار، التزم بالوقار، وفي المنوعات أكون مرحة لأضفي جواً من السعادة على المشاهدين . أنا من عشاق التنوع لأنني أحب عملي ومهمومة به وأقضي فيه أغلب وقتي.

هل تحرصين على معرفة رد فعل الجمهور؟

 نعم، وأسأل الناس بعد كل حلقة عن انطباعاتهم لأنني لا أريد أن أقيم نفسي من وجهة نظر أحادية، وخرجت بنتيجة من الاستفتاءات التي أجريتها بنفسي وهي أن نجاح المذيعة في أكثر من مجال يتوقف على مدى قبول الناس لها، والحمد لله الذي منحني هذا القبول.

تقدمين برامج هواء وأخرى مسجلة، أيهما تحبين؟

 أحب برامج الهواء، فأنا وهي مثل السمك والماء، إذا ابتعدت عنها أشعر بالاختفاء، وقد تسلحت لهذه النوعية من البرامج التي تحتاج الى مذيعة من طراز خاص، ألملم معلوماتي من مصادر عدة وأذاكر جيداً قبل التحدث الى الجمهور حتى أتفادى المطلبات المعتادة في برامج الهواء، خاصة إن مفاجآت هذه النوعية من البرامج كثيرة وغير متوقعة.

هل أنت مع وضع سقف للحرية تتحرك المذيعة من خلاله؟

 نعم، لأن وجود هذا السقف خاصة في برامج الهواء سيضمن للمذيعة احترامها ووقارها، وفي أحيان كثيرة ينهار السقف فأشاهد مذيعات تستظرفن على الشاشة وتدلين بآرائهن وألف باء إعلام تقول إن المذيعة يجب أن تكون محايدة وأشاهد مذيعات يستفزني تقبيلهن للضيوف في بداية الرنامج وبعد نهايته.

إبداع المذيعة

موضعة جديدة اسمها فريق العمل ظهرت أخيراً، ثلاث أو أربع مذيعات تحاورن ضيفاً واحداً، ما رأيك فيها؟

 هذا الأسلوب الجديد في تقديم البرامج قد يروق المسؤولين، لكنني ضده لأنه يحد من إبداع المذيعة، فمن غير المعقول أن نتعامل مع المذيعة على أنها أداة لتوصيل المعلومة الى المشاهدين، لأن إبداعها مطلوب على الشاشة، فكيف يتسنى لي أن أبدع في حواري مع ضيف ومعي ثلاث مذيعات.

هل اهتمامك ينصب على البرامج الغنائية والسينمائية .. لماذا؟

 أحب الغناء منذ صغري وبعد أن أنهيت دراستي في كلية الإعلام وافق والدي، الذي منحني حرية مسؤولة، على التحاقي بمعهد الموسيقى العربية، فدرست العود والموشحات والصولفيج وتدربت على يد أستاذي عبد العزيز عباس، وأشاد بصوتي ملحنون كبار مثل محمد سلطان وعمار الشريعي لكنني لم أحترف الغناء. كما مارست التمثيل على مسرح الجامعة وشاركت في فيلم "دليل الاتهام" مع كرم مطاوع ومحمود المليجي وشيرين، وفي أكثر من مسلسل تلفزيوني ، لكن حبي للغناء والتمثيل لم يطغ على حلمي في أن أصبح مذيعة تلفزيونية.

لكن بدايتك كمذيعة لم تكن في التلفزيون؟

 نعم، بدايتي كانت في إذاعة الشرق الأوسط، كنت في زيارة الى صديقة لي في الإذاعة ونصحتني بتقديم أوراقي للجنة اختبار المذيعات وفعلت وشعر الإذاعيان أحمد رضوان ووجدي سلامة عضوا اللجنة بحبال صوتي فطلبا مني أن أغني، فغنيت لأم كلثوم وصفقت لي اللجنة. ثم اجتزت اختبار المعلومات العامة، وبعد فترة قضيتها في الشرق الأوسط استفدت من سناء منصور وإيناس جوهر وأحمد رضوان، تقدمت للعمل في القناة الثالثة مع بداية بثها.

هل تطلب ذلك اختبارات أخرى؟

 نعم، لكن اجتزتها، وأفخر بأنني أول وجه ظهر على شاشة القناة الثالثة مع بداية بثها عام 1985، فقد تم اختباري لإلقاء كلمة الافتتاح التي كتبها د. يوسف إدريس، كنت خائفة لأن وزراء وكتاباً كباراً وخبراء إعلام أحاطوا بي عندما ألقيت الكلمة، حتى أنني سمعت دقات قلبي رغم أنني واجهت الكاميرا من قبل.

القناة الثالثة محلية، فهل تستطيعين تحقيق أحلامك من خلالها؟

 هذه المحلية قادرة على صناعة النجوم، لم أكن أصدق ذلك في البداية ولم أكن أطمح الى الاستمرار فيها. كنت أرغب في الانتقال الى قناة أخرى، ومن خلال التجربة اكتشفت أن زميلات لي انتقلن الى قنوات رئيسية فخفتت نجوميتهن، أنا مؤمنة بالقناة الثالثة التي بدأت مشواري معها وكبرت فيها، وحتى لو كنت المذيعة الوحيدة التي تمسكت بها فهذا يشرفني لأنها بيتي.

هل استفدت من دراستك للغناء وحبك للتمثيل؟

 نعم، عملي كمذيعة يشعرني بأنني أغني وأمثل، خاصة عندما أقرأ سيناريو فيلم تسجيلي، لأن الأداء الصوتي به تمثيل عال جداً، فالتعبير عن لحظات فراق الأحبة وعناقهم يحتاج الى صوت حساس يتلون بتلون الموقف، كما أنني من المذيعات المعدودات على الأصابع اللاتي برعن في مجال الإعلانات حيث أعلق بصوتي على إعلانات كثيرة وأسمي كبير في هذا المجال.

ما معايير المذيعة الجيدة من وجهة نظرك؟

 المذيعة لا بد أن تكون مثقفة وبسيطة وجادة حتى لا تكون ضيفة ثقيلة على المشاهدين، وبساطة المذيعة تجعلها قريبة من قلوب الناس، في أحيان كثيرة أفاجأ بالناس في الشارع يحيطون في ويتحدثون عن برامجي وهذا ينفي ما يتردد حول عجز القنوات المحلية عن صناعة المذيعة النجمة ومن بين مواصفات المذيعة الجيدة أيضاً أن تختار برامج تحمل رسالة ولا تكتفي بمجرد الظهور على الشاشة.

هل تحرصين على ذلك في برامجك؟

 نعم أراعي أن يحمل كل برنامج لي رسالة يستفيد منها الجمهور، برنامج "نجم ومشوار" يرصد بداية الفنان في دخوله عالم الشهرة، هذا البرنامج بمثابة أرشيف لكل النجوم و"نجم ومشوار" من البرامج التي أثرت مكتبة التلفزيون وأحترم برنامج "كلمات متقاطعة" الذي يركز على الموسيقى والغناء وبرنامج "السينما تغني" الذي يلقي الضوء على الأفلام الغنائية وهو برنامج يصل الماضي بالحاضر ويعرف الأجيال الجديدة على إبداعات الرواد، وبرنامج "حلوة يا بلدي" الذي يبرز الأماكن الأثرية والسياحية في مصر، كما أقدم برنامج "كلمات" في نهاية إرسال القناة وهو يعتمد على الصوت الجميل والأداء التمثيلي العالي.

اجرى اللقاء بشير حسن من الاهرام العربي المصرية


مشاركة منتدى

  • ارجو من القائمين على الموقع ان يدلونى كيف احصل على اشعار بصوت السيدة سوزان حامد
    علما بانها تقرا الشعر فى برنامج همسات على القناة التالت المصرية
    ارجو سرعة الرد على الايمايل الخاص بى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى