الثلاثاء ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم باسل محمد البزراوي

هذيان في ليل حالك

يا ذاك العربيّ القابع في وسط الصحراء ترجّلْ
فالليلُ وراءك قادمْ
والخوفُ الأسود في عينيك سيأتيك على أجنحة الأشباح القزميّة
يتحداك, ويصرخ فيك بان ترحلْ
تطفئ نور المصباح الخافت في بيت الشعر المنتصب هناك على
أطراف الصحراء فلا ترحلْ
شاء الله تعالى أن تصمدَ في الصحراء بلا مأوى
شاء الله رحيلك يا ذاك العربي فلا ترحلْ
لا ترحل لا ترحل
فالربع الخالي تقتتلُ معالمه بين يديك
وفي أشباح الشوك العاري يركع قدام الله ويعدم شنقاً في أعلى مئذنة في الكعبة
ترتجل الإعدام بعفويّة مأمورٍ عربيّ بصق الدهر على لحيته
البيضاء
فلا ترحلْ
كلّ مسافات الزمن العربي محاصرة
وحدود الجغرافيين العرب ازداد تصحرّها
والربع الخالي صادر كل جزائرنا
والربع الخالي يؤمن بالاستقطاب.فلا ترحل
يا ذاك العربي القابع في وسط الصحراء ترجل
فالجوع المزمن في الظلمة يتمرد
والفقر تمرد أيضاً, والأرض العربية يزداد تصحرها
وتصادر حتى الشمس من الآفاق
وتلك الأحلام الخضراء النائمة بعينيْ طفلٍ
يتجول في الحارة قدام بيوت الزينكو
لا أم لا احد لا جار
فالغربة قاتلة والحلم يطاردنا
نحلم أن العرب الثوريين يدقون المسمار وراء المسمار بنعش الموت
ونعش الحزن الأبدي
ونحلن أن الله يشقشق عينيه على عين الحلوة ليل نهار
كما كان يشقشق عينيه على تل الزعتر والزيب وجسر الباشا
صوتٌ طفلٌ في عمق الذاكرة يئنُّ ويخترق الآذان الصمّاء
ولا تسمعه إلا روحي
تنتحر الذاكرة ببحر رمادٍ وضباب وغبار
وينتحر الأمس أمام البؤس القاني في وجهٍ عربيٍّ شاخ على مرأى الزمن القاسي
في الصحراء الغربية............في بيروت....وفي أنصار
الجوع المزمن فينا يتمرد
والوحل المقرف لطخ كل الواحات الخضراء
تتحرك هذه اللحظة ألسنة من نار
وتهدد كل الناس بأن الخوف يطاردهم والجوع وأسياف العصر الأموي
وآفات العسس تعكرّ صفو الليل الهادي
وتصير الحيطان لها آذان
أقطاب عروبتنا تجتمع الآن على مائدة صفراء بأم عواصمنا
تعبس بعضُ كوادرهم
حتى تتدلى الشنبات إلى الأسفل
يتململ فوق الكرسيّ كأن الأرض العاقر لم تحمل أبدا غيره
أرض عروبتنا عاقر
معذرة أرض عروبتنا كل عواصمنا موحلة
كل مدائننا موحلة تشجبُ تستنكر
وتندد بالإرهاب
وتدعو للقمة علّ القمة تتقشّعُ عن نار ودخان
إرهاب القرن العشرين يطاردنا
ويهدد فينا المنطق واللون العربي
ويكسر فينا أعظمة الموتى
نشجب نحن الإرهاب ونقضي ألاّ نرهبَ أمريكا بعد الآن
سنقدم كأس الحب لأمريكا في نعش الملعون الإرهاب
عروبتنا مرحى, تجترح المعجزة الكبرى
لتنام على لذة عشق أبديّ يتخللها ودٌّ ووفاءٌ للسادة
أما عين الحلوة فتطارد في قاموس العرب الرحل
تتلف علناً كلّ الأوراق المتعلقة بهويتها
ترتسم على صفحات الذاكرة كشمس صباح تتخللها ألوانٌ حمراءْ
ووجوه شاحبة وركامْ
تحرق عين الحلوة برصاص الثوريين فتصرخ أبواق الأعلام بأن
القحطانيين افتتحوا سوقاً لكلاب الصيد
وآخر للمنفيين
يا سادة هذا العصر
تمرد فينا الألم.....الجوع
اهتزت أعظمُ حتى الموتى تحت الأرض
فكلُّ عواصمنا موحلة
وعروش الحكم موحلة أيضاً
وعروس النورس ضاعت في وحل الصمت
وما زلتم تنتظرون العشر الآخر
حتى تكتمل الأوراق
فانتبهوا فالأرض العربية عاقر
ماذا يعني أن تلدي البؤساء هناك على أطراف الصحراء بلا مأوى
ماذا يعني أن تلدي كل عروش الحكام بلا آلام مخاض
أو حتى ململة يخفق فيها قلبك للمولود
ماذا أرض عروبتنا؟؟
عفواً روحي تختنق الآن
فهذا البؤس وذاك الظلم يغشّي عينيّ فلا أبصرك
يضبّب عينيَّ وأحلامي ومعالمَ وجهك والأمس
وتلك الأثداء التائهة على صدرك
وشفاه الأطفال تعانقها
معذرة أرض عروبتنا
من يقصف بالرعب الأمريكي معاقلنا في البرج وشاتيلا...صبرا وعين الحلوة والرشيدية
ثوري لا شك به بين الزعماء!!!
وطني من يقصفني صبحاً ومساء !!
وطنيٌّ من يبصق فوق الشرف العربي إذا ما سعل أو استرخى في أحضان الغرباء!!!
ثوريٌّ من يلج إلى صف الأعداء بساعات الليل ويشرب معهم !!
يتقهقه في أحضان صباياهم حتى الفجر فيسحب شنطته
الدبلوماسية
كي يصبح من روّاد الصف الآخر دون استحياء
أقحاب التاريخ
متى صار الثوري يدغدغ أحلام الأعداء بقتل النور بأعين أطفال فلسطين؟؟؟؟؟؟؟؟
ومتى كانت أذناب الأحداث تقود التاريخ ؟؟
وتلجأ في نبش قبور الشهداء إلى أسياد الثوريين!!!
وذاك الثوري يقلب صفحات الأمس ليبحث عن أسلوب في القتل
يقدمه في طبق من ذهب للأسياد بليلة سمر شتوية..
غرباء أنتم أبناء فلسطين!!!
غرباء أنتم في هذا الوطن العربي السكران بلحظة دفء فوق الخارطة
يعاني أزمة نوم أبدي!!!!!!!!
وكوابيس هذاء
فكلاب الحارة تعوي, إن مرّ فلسطيني في الشارع
فهو غريب ومخيف ليس له عنوان!!!!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى