الأحد ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم ميلود بنباقي

الضربان

يسرح شعره الكث من الأمام إلى الخلف... يمسده بيديه المعروقتين. يبتسم لنفسه راضيا، وينحني ليلتقط القفة أسفل قدميه.

يقيد الذهول حركته. القفة تلتصق بالأرض وتعصى أوامر يده الممدودة صوبها. شعره ينتصب كشوك ضربان، يتمدد من الخلف نحو الأمام.

يرفع المشط من جديد، يمشط من اليسار إلى اليمين هذه المرة. يمسد بذات اليدين المعروقتين، ينتصب الشعر ويتمدد من اليمين إلى اليسار.

يمشط مرة أخرى. لكن في كل مرة ينتصب الشعر ليعاكس حركات المشط ورغبة صاحبه. ينتفه ويخرج، دون قفة، ودون شعر.

يتبعه الصبيان ساخرين، مرددين:
ـ الضربان، الضربان...

يحفر بيديه عميقا في الأرض. تنهال الحجارة على جسده، يتألم ويحفر. تكبر كومة الردم بجانبه. يتسلل للغار ويختفي عن الأنظار.

في ظلمة الغار ورطوبته، في صمته القاتل وعزلته... يلعن اليمين واليسار والخلف والأمام... يغمض عينيه ويستريح من المشط ومن صداع الرأس كله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى