السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم سليمان يونس الحزين

تنكيس الظلال

رثاء لروح والدي
(وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ)
قرآن كريم الإسراء أيه 13
-هنا صوت البدء-
من أين سأبدأ
وكيف
وبأي لغة
من الدموع
يكون البكاء
في بريد حنجرتي
يسقط الوجع
يتسللون
لا علانية
ولا سرا
يصعدون بأماناتهم
للمنون
وفجر غزة
يجف من عتمته
لا فوق
نجم
ولا أقف بشمع
على خشب
ليمون وزيتون
ورحيق الزرع
 
****
 
- هنا صوت غربتي-
غريق بين
حزبين وحزنين
آه يا هم
تتلاءم لتملىء
وحدة غرفتي
سيل الألم
يا والدي
طال الاشتياق
وخانك البصر
لرؤية ابنك الغريب
أعلم بأنك
كنت تستضيف
صخرة في الدم
وهجرة إسماعيل
كانت حطام الهرم
-هنا الحطام-
فراقك
قافلة نزف وندم
يا رفيق الفقراء
المسافات تسرقها
الطرق
 
****
 
-هنا صوت أمي-
السكون يسكن
سكينتك
وأنت تتلو
سورة مريم
في رقى
وترنيمة وتهمهم
أمي حمامة
من آل البيت
تسول وتتوسل
لرب الحرم
تمر في مرآة
مرارتها
وهى بألف مريم
ترمم
انكسار قمر
من أقمارها
يا أطهر أم
بين الأمم
عطريه بنور
نوارك
وشيليه بشلال
حنة وحنين
شالك
 
****
 
-هنا صوت الانهيار-
خذ ما شئت
من نحيب
يا حبيب
ضاق الكون
وقلبي في حظره
الشيب
أعلم كبدر يخاف
من الخسوف
شيء يستدرج
خطاك
نحو فخ الخوف
هو الجلل
وأنا أشبه
خيط معلق
به جبل
كأنك تشبهني
وأنا أشبهك
وكلانا متشابهين
كعصفورين
نوزع أجنحتنا
بين ثنايا العصور
 
****
 
-هنا صوت التيه-
لم تجفل الفراشة
من ندى رمشك
وأنا في معاهدة
لا سهو ولا هوس
وتراب يرتب
تربتك ورتبتك
في ليل يرتل
قرآنك
يداهمني حلم
وفارس وفرس
وقرب قبرك
نرجسه وجرس
وملائكة تحرس
الفردوس
 
****
 
-هنا صوت الملائكة-
برق يلسع
تجاعيد غمامي
فوق حجرة الفقد
أرمي ما تبقى
من حنطة
وحنظل
كي تنام
بين يديك
أنثى الهدهد
حبر يهطل
في بحر
يلبس الأسود
ونيازك ناري
عطشى لشهد
وورد
 
****
 
-هنا روح الحور-
لؤلؤ عينيك
تسرح وتسبح
وتسبح
في التسبيح
يا روضة والدي
هل هو في رضوان
الخليل
يا تربة والدي
كوني تبولا
وبتولا
ويا غربة والدي
كوني فسحة
من نور عين
إلى الحور العين
وظلال النخيل
يا روح أبا إسماعيل
آلا يكفى صحبة
الصحابة
والسبيل نحو السلسبيل
وحوض الشهداء والرسول
سليمان يونس الحزين
رثاء لروح والدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى