السبت ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

صواريخ واللا بيزنس

المقاومة كالدين..واجهة طاهرة..نقية باتت كبحر غزة قابلة للتلوث والتنكيل والاستغلال السيئ..!!

اقتنع الجميع بضرورة التهدئة ويصموا عليها بشكل أو بأخر وأسموها من ياب التدليل أو الترفع أو الدلع عدة تسميات منها "استراحة المحارب أو "ضرورة تكتيكة" أو " بداية الانتصار "

ورغم أنها تهدئة غير متوازنة وغير منصفة بين الحمل والذئب إلا أنها كانت ضرورية للشعب المحاصر المخذول من الجميع لكي يلتقط أنفاسه قبل موجة جديدة للقادم المجهول..!!

لم يبق لدى المزايدين أي ذخيرة أو حجة للجعجعة فقد استوي الناس كعدس طنجرة الضغط من فرط نار الاختناق وتجارة الأنفاق..!!

الغريب والمريب أن ترى أجشع التجار ومصاصي دماء الغلابة في الصفوف الأولى مع كل صلاة يبسملون ويسبحون وبرتلون ويحفظون عن ظهر قلب ما قال الله وقال الرسول..!!

وهم فيما يبدو يقضون شهر عسل مع الحال الراهن على طريقة خذ وهات..!!

المهم..بدأت التهدئة كرجل مسن أدخل غرفة الإنعاش ويعاني قصورا شديدا في وظائفه الحيوية، فكلما بدأت إسرائيل تحت ضغط الاتفاق المصري بفتح معابر صوفا وابرز وكارني يطلق صاروخ أو اثنان من غزة بحجة أو بأخرى..لتقفل إسرائيل المعابر يوما أو يومين عقابا وهكذا بجبر المحاصرون على مشاهدة اللعبة المملة كمسلسل "سنوات الضياع " المعاد رغم أنوفهم..!!

والسؤال لماذا تطلق الصواريخ..؟!!

ومن يطلقها..؟!! ولمصلحة من..؟!!

حماس الرسمية بريئة.. لأنها الراعي المقابل للاتفاق ومن مصلحتها أن تستمر التهدئة وهي مستعدة لامتصاص المزيد من ضربات وتصرفات الغطرسة الإسرائيلية لضمان الاستمرارية بعض النظر عن المنتوج الاعلامي المخصص لسوق الاستهلاك المحلي شعارات الأقصى الرنانة وأناشيدها الحماسية..!!

من إذا..؟!!

اعتقد أن هناك من التنظيمات ومسميات المقاومة المعروفة وغير المعروفة لها مصلحة في رد الدين إلى حماس والتنغيص على دورها القيادي والرئيسي للعملية تماما كما كانت تفعل أيام كان الحكم في غزة فاتحا ذراعية للراحل عرفات ورئيس وزرائه عباس..!!

وهناك أيضا تنظيمات مقاومة حقا لا تستطيع تحمل الثمن الذي يدفعه عناصرها في اغتيالات ومداهمات الضفة المستمرة فتطلق صواريخها كتعبير عن أن التهدئة بهذا الشكل "قسمة ضيزى "..!!

وهنا يوجه اللوم اليها لان البصم على تهدئة لا بسري على الضفة كغزة.. لابد وان يؤدي الى هكذا نزيف ووجع..!!

و كما يتناقل العامة فهناك نوع ثالث ورابع وخامس..الخ من المقاومة التجارية التي تطلق ما يسمى بصواريخ البيزنس..!!

وهذه صواريخ جديدة لها شكل المقاومة ولكنها تهدف إلى حماية مكاسب تجار الأنفاق وتجار السلاح المستفيدين جدا من حالة استمرار الحصار "فدخول البضائع من المعابر بهدد قطعا غول الاحتكار والغلاء والصفقات المريبة الذي بات بعرفها الجميع في غزة دون تدخل يذكر من أولى الأمر..!!

الصاروخ المحلي أو المهرب..بات له ثمن..يباع وبشترى كما الشعير في سوق الحمير..!!

والآن بستطيع أي إمبراطور جشع من الأباطرة الذين ترعرعوا كطحالب بحرية في جو الحصار أن يشتري وبطلق..لتبقى المعابر مغلقة ولا استبعد أن تكون إسرائيل نفسها وراء هذه المافيات بشكل أو بأخر لزيادة معاناة هذا الشعب الضائع في خضم الشعارات والممارسات والمتناقصة لزعامات ومصالح فردية وأنانية..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى