الاثنين ١٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٨

الحذاء الجديد

بقلن: أحمد يوسف

انطلق جرس المنبه ليُعلن بدء يوم جديد، يومٌ ليس كباقي الايام، يومٌ سيعلن ميلاد حياة جديدة،
لم يفت الوقت بعد، ولا يزال بالامكان البدء من جديد،

لن يبكي على ما مضى، ما فات قد فات، بحلوه ومره، أو بالنسبة له بمره ومره، فلم يكن فيه شيء من الحلاوة الا اذا اعتبرنا ان الجلوس في المقاهي وشرب الارجيلة هو من متع الحياة!

استيقظ اليوم ليصبح رجلا جديدا،

لقد قرر مساء البارحة ان يطوي صفحة الماضي، ويبدأ مشوارا جديدا، وأخذ يردد:

- طريق الالف ميل يبدأ بخطوة، حسنا، سأخطو هذه الخطوة لاصل الى طريق النجاح،
فقد مللت من الفشل، ولن يجرؤ احدٌ بعد اليوم ان ينعتني بالفاشل، نعم لن يجرؤ.

رن جرس المنبه واستيقظ صاحبنا، انه شعور جميل، لم يشعر يوما بمثل هذا الشعور، خليط لطيف من السعادة والامل والتفاؤل والتحدي،

قفز من السرير، وقال: نعم، هذا هو يومي.

بدا يجهز نفسه للخروج،

ارتدى ملابسه، ووقف أمام المرآة يتأمل نفسه:

- تُرى ما كان ينقصني لاكون ناجحا ؟
- لماذا ضاعت هذه السنون هباءا ؟
- من أنا الان وماذا أنا ؟

احضر الحذاء وجلس ليلبسه، أخذ يتأمله ويقلبه بين يديه،

- هذا الحذاء غير مناسب، سأشتري حذاءا جديدا،
- ربما هي فرصة مناسبة اليوم لشراء حذاء جديد.

خرج من المنزل، وفي الطريق توقف أمام متجر لبيع الاحذية، إنه متجر كبير ومعروف في المنطقة، اسمه (احذية المحترم)، وهو يحتوي على تشكيلة واسعة،

- نعم، هذا هو المحل، أحذية المحترم، سأشتري منه حذاءا محترما،
فالحذاء المحترم للرجل المحترم.

توقف أمام المحل وأخذ ينظر ويتأمل ويتذكر،

عادت به الذاكرة الى ايام الطفولة، عندما كان يتسابق مع اصدقائه في المدرسة،

لم يستطع يوما أن يسبق صديقه حسن، كان حسن دائما يفتخر ويقول ان حذاءه سريع جدا، لذلك لن يستطيع أحدٌ أن يسبقه:

- تُرى هل كان حسن محقا ؟ هل كان الحذاء هو سبب سرعة حسن ؟

- هل كنت سأسبق حسن لو كان عندي مثل حذاءه ؟

- لقد كان عند حسن حذاءٌ للرحلات وحذاءٌ للرياضة وحذاءٌ للحفلات،

- حسن الان مديرٌ للإحدى الشركات الكبيرة،

- يا الهي،

- هل للأحذية تأثير فعلا على حياة الانسان ؟

- آآآآآآآه، عليك اللعنة أيها الحذاء القديم، ضيعتني،

- أنا لم أكن فاشلا يوما، أنت السبب، أنا لم أُحسن اختيارك، حسن عرف ماذا يرتدي
وكيف يختار.

- كان عليّ أن أدرك هذا مبكرا،

- نعم، أنا لست فاشلا، لكني لم أرتدِ الحذاء المناسب، لقد أضعت سنين من عمري هباءا
بسببك، ولكن ليس بعد اليوم.

دخل الى المحل واشترى حذاءا جديدا، ثم خرج وهو يحتضن الحذاء الجديد قائلا:

- هذا هو تذكرة مروري إلى النجاح، إنه حذاء النجاح.

بقلن: أحمد يوسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى