الجمعة ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم قيس طه قوقزة

تـــَرَاتــِيل ْعــِراقيــَّة

التــَّرتيلــــَة الأ ُولـــَى

 
قـــَرَاطــِيس ْ
 
صُبِّي فقلبي لم يعد يــرتــــــــــاحُ
أبداً…ولا تشفي غليلــــــي َ راحُ
 
زمنٌ به قول المـباح ِ محـــــــــّرمٌ
والكـــــــفر فيه محَّلـلٌ ومبــــــاحُ
 
أكلت كلاب الَّلــيل ِ كل عشائنــــا
وغداً سيأكلنا دمٌ ونـبـــــــــــــاحُ
 
فبأي شيءٍ سوف نؤمن يا (مها)
واللَّــــيلُ صبحٌ…والظلام صباحُ
 
وبأي شيءٍ أستعينُ على دمـــــي
فأنا الجريحُ وخصميَ الجـــــرَّاحُ
* * *
أأطيرُ كيف ولم يحالفني الهوى
ورموش ُ عينكِ ما لهن ّ جناحُ؟؟
 
أينَ النوارس والبنفسجُ والهوى؟
أين الندى والبلبل الصَّـــــــداحُ؟
 
كل العصافير الذين أردتهــــــم ْ
أن يكبروا خانوا الغرامَ وباحوا…
 
كُنــــــــــــا نعلم دائماً أطفالنـــــا
أن الحياة بنفـسجٌ وأقــــــَــــــاحُ
 
ونذوب لو ذابوا…ونبكي لو بكوا
ونسير فوق الجمر كي يرتاحـوا
 
ونخبِّئ ُ الدمعَ الجـسور لأنهــم
لَوْ هُم رَأ ُوهُ تعلَّـموه وناحــوا
 
وإذا أتوا التاريخَ داسوا فوقــهُ
لا مثلـــــــنا داستهم الأقــــداحُ
 
صـُـبِّي…فقلبي لم يعد يرتاحُ
أبداً ولا تشــــفي غليلي راحُ
 

التــَّرتيلــــَة الثانية

 
إلى طــفلة عــراقيـــَّة
لا تعبري خطَّ الحدودِ صغيرتي
خلفَ الحدودِ عساكرٌ وجنودُ
 
وبنادقٌ تغتالُ حتى نفسها
ومنازل فيها القريب بعيدُ
 
لا تكثري التَّغريد في أقفاصهم ْ
ما عادَ ينفعُ طائراً تغريدُ
 
رحلتْ شفاهُ الابتساماتِ الَّتي
كانت تطيرُ مع الهوى وتعودُ
 
لمْ يبقَ فيها أخضرٌ أو أحمرٌ
عذراءُ يذبحُ صدرها الموصودُ
 
أينَ الشواطئ والبنفسجُ والهوى
أينَ الأحبةُ والعيونُ السودُ؟؟!
* * *
قولي لهم مع كلِّ خفقةِِ عاشق ٍ
مع كُلِّ جرحٍ في العيون يميدُ
 
سنعودُ يا بغدادُ رغم رحيلنا
سنعود رغم رحيلنا...سنعودُ
 
كلُّ الأسودِ تغيبُ عن أوطانها
لكنها؛رغم الغياب ِ أُســـــودُ
 

التــَّرتيلة الثالثة

 
هَــــــــــوَسْ
يا (نينوى)...
وَحدي وَرَاء البابِ مَذبوحٌ أصيحُ...
 
هَل أنجـبتْ عيناكِ مثـلي شاعــِراً
صلباً يمــوتُ...ولا يبـوحُ؟؟!!
 
عيناكِ تسألني وكـُحلُ رُموشــها
ثمـلٌ؛ كمنــديلِ الودَاع ِ يلـوحُ
 
قُربي ابتســـامتكِ التَّي ما ذُقتـها
إلا وفارقــتِ الحـياةَ َالــرُّوحُ
 
عامـانِ مــرَّا والأنيــنُ مبعثرٌ
ومِـن الوريـدِ أنــا دمٌ مذبوح ُ
 
ظلِّــي هناكَ قصــيدة ًمنـفيَّة ً
عنَّـي...فصوتُ قصائدي مبحوحُ
 
فلربما حمَــلَ الحَــمامُ رسائلِــي
ولربما حَمَـلتْ غـرامي الرِّيـــحُ
 
ولربما مَاتـَــتْ قَـناديلي مَـعـِي
ولربــما يغتــالها التَّصــريحُ
 
قلــبي علـى عتـباتِكُم صَلَّى دَماً
وكأنهُ فـوقَ الصّـَليبِ مســيحُ
 
الله مِن قلـبي يـموتُ مســافِراً
في الُبعدِ خـشيةَ أن أراهُ يــبوحُ
* * *
 
فإذا عجـزِتِ عـن الكلامِ حبيبتي
يكفي عـيوني الصَّـمتُ والتَّلميحُ
 
يأتي الهوى مِن حـيثُ لا ندرِي لَهُ
دَربـــــــــا ً...وبَــعدَ دقيـقتين يروحُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى