الأربعاء ٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم مُختار الكَمَالي

جمرة الغضب

ماذا أقولُ؟ فلا شِعري وَلا أَدَبي
يكفي لِأنقُلَ ما في القَلبِ مِن عَتَبِ
ماذا أقولُ وَقَد فَارقتُ أَروِقَة (الـ
ـبُكمَالِ) مُندَهِشَاً يَقتادُني غَضَبي؟
ماذا أقولُ؟ .. وَأهلُ (البُوكَمالِ) رِجَا
لٌ كُلُّهُم خُلِقُوا مِن مَعدَنِ الذَّهَبِ
كانوا إذا اجتَمَعُوا في ايِّ منطقةٍ
يُقَالُ أنَّ ضياءَ الخيرِ لم يَغِبِ
كانوا النَّخيلَ وَكانوا مَعشَرَاً عُرِفوا
كالعِثقِ هُم دائِمَاً كالتَّمرِ وَالرُّطَبِ
أخلاقُهُم نَبَتَت في حَوضِ (بُقجَتِهِم)
فَوحَّدت بَينَهُم في أكرَبِ الكُرَبِ
وَحَالُهُم حَالُ نَهرٍ خَيِّرٍ أَبَداً
يبقى العَطاءُ لهُ في البُعدِ وَالقُربِ
أهلٌ جَميعاً رَبوا في حُضنِ بلدتهم
تَشرَّبُوا طيبها من مائِها العَذبِ
كانوا إذا افترقُوا عَن بعضِهم جَمَعت
أشتَاتَهُم بَلَدٌ، وَاليومَ يا عَجَبي
غابت عَنِ النَّشءِ أخلاقٌ و تربيةٌ
فأَبدَلُوا غُرَرَ العاداتِ بالذَّنَبِ

قُل لي - بِربّكَ - هَل شِعري وَهَل أَدَبي
يَكفي لأُخمِدَ ما في القَلبِ مِن لَهَبِ؟
ضَاعَ الشَّبَابُ فَلا هَمٌّ وَلا هِمَمٌ
إلَّا مَعَ الجَهلِ نَحوَ الخُبثِ وَالشَّغَبِ
بـ(ـالبُوكَمَالِ) .. وَأهلُ (البُوكَمالِ) رِجَا
لٌ كُلُّهُم خُلِقُوا مِن مَعدَنِ الذَّهَبِ
مَا للشَّبَابِ هُنا أَضحَت هِوايَتَهُ
فِكرَ الخَنَاجِرِ لا التَّفكِيرَ بالكُتُبِ
حَتَّى الطُّفُولَةُ مَا عَادَت مُؤَمَّنَةً
فَالثَّأرُ يُولَدُ للأطفالِ في اللُّعَبِ
بَعدَ القَتيلِ قَتيلٌ قَبلَهُ قُتِلَ
عِشرونَ مِن أَهلِهِ -ذَبحَاً- بِلا سَبَبِ
رُوحُ القَتيلِ أَتَت عَجلى إِلى أُمٍّ
ثَكَلى وَقَالت لَها : قَد ماتَ فانتَحِبي
وَالقَاتِلُونَ فَمَا مَرَّت عَوائِلُهُم
إلَّا من الثَّأرِ نَحوَ الخَوفِ وَالرُّعُبِ
لو أنَّ فِعلَتَهُم لم تُرتَكَب أبَداً
لَعادَ مَن قَتَلوا مَيتاً وَلَم يَطَبِ
فَالموتُ مُنتَظِرٌ في كُلِّ مُنعَطَفٍ
وَاللهُ قَدَّرَهُ مِن أَقدِمِ الحُقَبِ
غابت عَنِ النَّشءِ أخلاقٌ و تربيةٌ
فأَبدَلُوا غُرَرَ العاداتِ بالذَّنَبِ

يا قوماً اشُتُهِروا بالخُلقِ وَالأَدَبِ
وَذِكرُهُم طَابَ في شَامٍ وَفي حَلَبِ
يا إخوةَ الدَّارِ هَل حَلَّاً لِأَطَلُبَهُ
يا إخوةَ الدَّارِ لَو أعلى مِنَ الشُّهُبِ
فَهذهِ الدَّارُ لم تَنضب كَرَامَتُها
كَلَّا وَلا فَارَقَتها نَخوَةُ العَرَبِ
وَالحِقدُ وَالكُرهُ وَالثَّارَاتُ ما اشتَعَلوا
إلا بَنَارٍ نَمَت مِن جَمرَةِ الغَضَبِ
وَ - رُبَّمَا - الجَهلُ وَالأحقَادُ قادِرَةٌ
أن تجعَلَ الأهلَ مِثلَ النَّارِ وَالحَطَبِ

يا مُلهِم الشِّعرِ يا بَحرَاً مِنَ الأَدَبِ
قُل بي - بِربّكَ - هَل بَالَغتُ في عَتَبي؟
قُل لي أَعَابَ شُعوري أَنّني رَجُلٌ
لا يعرفُ الدَّربَ للتضليلِ وَالكَذِبِ
وَأنَّ لِي أَمَلاً في أهلِ مَنطِقَتي
وَأنَّها نَخلةُ (البُكمَالِ) لي لَقَبي
البُوكَمَالُ أَبي ..البُوكَمَالُ أَبي
البُوكَمَالُ أَبي .. البُوكَمَالُ أَبي
حَقَّ العِتَابُ عَليها مِن غَلاوَتِها
حَقَّ العِتابُ عَليهَا فَانتَخَى أَدَبي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى