الخميس ١٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم مُختار الكَمَالي

دون كيشوت

لَمَّا تَشَرَّبَ أَفْكَارَ الدَوَاوينِ
جُنَّ النَّبيلُ فَيَا وَيحَ المَجَانِينِ
 
وقرَّرَ العَيْشَ كَي يَحمِي العَدَالَةَ مِنْ
ظُلمِ الحَيَاةِ ومِنْ لَدْغِ الثَّعَابينِ
 
فَهيَّأ الخَيْلَ ثُمَّ اجتَثَّ خُوْذَتَهُ
ورَاحَ يَبْحَثُ مَا بَينَ الجَراذينِ
 
عَمَّن يُرَافِقُهُ فِي دَرْبِ رِحْلَتِهِ
عَمَّن يَكُونُ لَهُ عَوْنَ المَيَادِينِ
 
أَغرَى مَعَارِفَهُ , آلَى إِذَا نَجَحُوا
يُعْطِي الذي يَشْتَهِي فَوْقَ المَلَايين ِ
 
فَقَالَ ذاكَ فَقِيرٌ مِنْ مَعَارِفِهِ
إنّي قَبِلْتُ إِذَا حُكْمَاً تُوَلّيني
 
رَدَّ النَبيلُ : بَلَى , فانْغَشَّ تابِعهُ
ذَاَكَ الغَبِيَّ بأَحْلامِ المَسَاكِينِ
 
فَهَيَّأ الجَحْشَ والأَحْلَامُ تَتْبَعُهُ
وقَالَ : مَوْلَايَ مَنْ يُؤْذيِكَ يُؤْذِيني
 
هَذَي البِدَايَةُ كَانَتْ هَا هُنَا وكَذَا
كُلٌّ يُحَرِّكُهُ حُلْمٌ لمِجْنُونِ
 
ذَاكَ الذي حَارَبَ الدُّنْيَا بِمَبْدَئِهِ
وحَاَربَ الظُّلمَ يا ظُلْمَ الطَّوَاحِينِ
 
لكنَّه الحَظُّ والأَحْدَاثُ دَائِرَةٌ
حَتَّى يُعَفَّرَ أَنْفُ الخَيْرِ بالطِّينِ
 
جُنَّ النَّبيلُ فَيَا وَيحَ المَجَانِينِ
ماضٍ يُقلِّدُ أَبْطَالَ الدَّوَاوينِ
 
يَمْشِي وتَابِعُهُ والوَهْمُ ثَالِثُهُمْ
حَتَّى بَدا لَهُمُ جُنْدٌ لِتِنِّينِ
 
يُبْدُونَ أَيْدِيَهُم تِلْكَ التي بَلَغَتْ
أَعْدَادُ أرجُلِها فَوْقَ الثَلاثِينِ
 
مُذْ أَنْ رَآهَا دَبَى فِي فِكْرِهِ أَمَلٌ
وقَالَ بالحُبِّ يَا عِشْقِي أَمِدِّيني
 
والرُّمْحُ مَدَّ وأَرخى بَعْضَ خُوْذَتِهِ
يَجَري لِيَأخُذَ أَروَاحَ المَلاعِينِ
 
فَأغْمَدَ الرُّمْحَ فِي إِحْدَى مَراوِحِهَا
وهَبَّتِ الرِّيحُ ,يا حَظَّ المجانينِ !
 
نَادَاهُ تَابِعُهُ مَوْلايَ يَا مَلِكِي
إنْهَضْ فَمَوْتُكَ يَا مَوْلايَ يُبْكِيني
 
مَا كَانَ للشَّرِّ مِنْ جَيْشٍ تُحَارِبُهُ
حَارَبْتَ يا (دُونُ) أَشْبَاحَ الطَّوَاحِينِ
 
لَكِنَّ سَيِّدَهُ لم يَقْتَنِع ورَوَى
أَنَّ الطَّوَاحِيْنَ مَا كَانَتْ لِتَرْمِيْني
 
لكنَّه الحَظُّ والأَحْدَاثُ دَائِرَةٌ
حَتَّى يُعَفَّرَ أَنْفُ الخَيْرِ بالطِّينِ
 
ماضٍ يُقلِّدُ أَبْطَالَ الدَّوَاوينِ
ذَاَكَ المَريْضُ بأَفْكَارِ المَجَانِينِ
 
يَمْشِي وتَابِعُهُ والوَهْمُ ثَالِثُهُمْ
بَحْثَاً عَنِ المَجْدِ مَا بَيْنَ الدَّرابِينِ
 
(دُونٌ) يُعَلَّقُ بالأَحْلَامِ حَاضِرَهُ
يَحْكِي عَنْ الغَدِّ في تَيْهِ الفَرَاعِينِ
 
وكَيْفَ يَغْمِرُ بالخَيْراتِ تَابِعَهُ
ذَاَكَ الغَبِيَّ بأَحْلامِ المَسَاكِينِ
 
حَتَّى بَدَتْ لَهُمُ فِي الأُفْقِ قَافِلَةٌ
بَادٍ لَهَا غَبَرٌ مِنْ مَشيِ يومَيْنِ
 
قَالَ النَبِيْلُ هُنَا والوَهْمُ يَغْمِرُهُ
المجدُ آتٍ كَذَا قَدْ قَالَ تَخْمِينيي
 
ورَاحَ يَجَري إِلى حَرْبٍ تَخَيَّلَها
يَجَري لِيَأخُذَ أَروَاحَ المَلاعِينِ
 
آتٍ كَبَرْقٍ هَمَى لولا تَعَثُّرُهُ
والخَيْلُ تَرْكَبُهُ بَيْنَ الرَّيَاحِيْنِ
 
والضَرْبُ يَهْمِي عَلَى أَطْرَافِ خُوْذَتِهِ
مِنَ الرُّعَاةِ بِأعْوَادِ الأَفَانِينِ
 
نَادَاهُ تَابِعُهُ مَوْلايَ يَا مَلِكِي
إنْهَضْ فَمَوْتُكَ يَا مَوْلايَ يُشجيني
 
مَا كَانَ للشَّرِّ مِنْ جَيْشٍ تُحَارِبُهُ
حَارَبْتَ يا (دُونُ) قُطْعَانَ البَعَارينِ
 
لَكِنَّ سيّدهُ لم يقتنع ورَوَى
أَنَّ البَعَاريْنَ مَا كَانَتْ لِتَرْمِيْني
 
لكنَّه الحَظُّ والأَحْدَاثُ دَائِرَةٌ
حَتَّى يُعَفَّرَ أَنْفُ الخَيْرِ بالطِّينِ
 
ماضٍ يُقلِّدُ أَبْطَالَ الدَّوَاوينِ
بَحْثَاً عَنِ المَجْدِ مَا بَيْنَ الدَّرابِينِ
 
ذَاكَ الذي حَارَبَ الدُّنْيَا بِمَبْدَئِهِ
وحَاَربَ الظُّلمَ يا ظُلْمَ الطَّوَاحِينِ
 
يَمْشِي وتَابِعُهُ والطِّيْبُ والأَمَلُ
كَيْ يَنْشُرَ الخَيْرَ في كُلِّ المَيَادِينِ
 
دَوْمَاً بِدَاخِلِنَا (دُونٌ) يُحَرِّكُنا
يَأْتِي ويَذْهَبُ بَيْنَ الحِينِ والحِينِ
 
دَوْمَاً بِدَاخِلِنَا (دُونٌ) يُحَرِّكُنا
نَحْ والذي نَشْتَهِي مِثْلَ المَجَانِينِ
 
لكنَّه الحَظُّ والأَحْدَاثُ دَائِرَةٌ
حَتَّى يُعَفَّرَ أَنْفُ الخَيْرِ بالطِّينِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى