الثلاثاء ١٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم طارق موقدي

كم تشبه جدك..قبلتني

ستخبرني نفسي حين اموت..فقد كانت قبل سقوطي على راسي للمرة الأولى حيث ولدت..بكيت بكاء شديدا، وإذ راودتني نفسي أن اعود الى رحم أمي..وددت لو استطيع ان اشتم من التف حولي وابكي..كنت شبيها بجدك..قالت جدتي ومن ثم قبلتني.

ماذا قال الزمان في وقد مر طيفه عابرا مسرعا كما غيمة عنود على صحراء قلبي دون ان يمنحني المطر..إذن هي غياهب المستحيل ايها الغائب ملئ الحضور ملحا على الجرح فلا ماء قراحا ولا انت القدر.

على محطات الاماني اقف وقد طال الانتظار، ولم تتفتق رذاذات ماء تفجر من صخر اصم بين اصابع طفل صار نبيا..وانا كينونة خلقت من طين الجزيرة ملحي وصبار عمري، على هيئة جدي خلقت وليس ابي..اذن اين كفي واين الصور.

ابحر في جداول من كلام..ونسيم الطف من فراشات تدور على زهر لوز في بستان جدي اذا ما غادرته عصافير المواسم على صفحات الغمام، لتنقش أسطورة عشيقين تمردا على القبيلة من قديم الزمان، قالت جدتي ثم قلبتني

آه قلبتني..ولولا بكائي المصطنع كانت ضربتي..وكانت علامات الحياة وأصابعها الرفيعة على شفا حفرة تحت ظهري..رددت أهازيج طير ينام ..ذبحت زوج حمام..نمت على المذبح ونامت في سلام..رأيت عجابا في المنام..وسربا مجلجلا من حمام، وطرت بعيدا بعيدا صاعدا نحو نفسي وشيئا يشابه ظلي فنام.

ما زلت ابحث في لحن الخواطر المنساب من السماوات حلما وعبقا من الورد يكبر إبداع النسيم وزرقة صفحات الماء تعانق انعكاسات وجهي بعيدا في الأخاديد كرائحة الند والعود المحروق وبخور جدي..كم أشبه جدي..قلت، وقبلت نفسي.

أسير الكلام ابقى، يحركني صمت الخيال..اهيم على وجهي في الظلال..سكونه حتى انبلاج الظلام على خط ناي..هنالك فوق هامات القصائد، شموخ النخيل على تلة تعنانق بحر الجليل وخيلاء خيل العروبة على راحتيها حملتني جدتي قرصا كما شمس الاصيل. ..اه كم تشبه جدك، ذرفت لي دمعتين، ومن ثم قبلتني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى