الجمعة ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد متبولي

شظايا

يلف ويستدير، يدور حول نفسه دورة كاملة، يعود الى نقطة الصفر من جديد، تتحول الافكار لديه الى شظايا فى الفراغ، ويصبح عقله خواء، شيئا فشيئا يستجمع قواه، يحارب الاشباح، يصارع التيه، يهجر الظلمة، يركض خلف الشظايا، يجمعها، يرتبها بشكل منطقى، يعيدها الى حظيرة العقل، وينظر حوله.

يلامس ارض الواقع، يلتحم بالجموع، يرطتم بالارض، يصطدم، يهتز عقله بشدة، تتبعثر الشظايا من جديد ويعاد تشكيلها بشكل عشوائى، يشوش، يدخل فى غيبوبة طويلة، يقاوم الضياع، يعاود الافاقة، يقرر ان يفصل بين العقل والجسد، ليحيا العقل فى عالم من رسمه الخاص، عالم شفاف بلا الوان، بلا مسوخ، بلا اشباح، عالم نورانى يتصل فيه بجميع المخلوقات اتصالا روحيا، عالم يشعر فيه الجميع بالسعادة والاطمئنان، بينما يحيا الجسد فى عالم المسوخ، وحش مثل الوحوش، يصارع من اجل البقاء، يتلون بجميع الالوان، يبتسم فى العلن ويلعن فى الخفاء، معلنا نفسه ثعلبا فى ثوب الحمل.

تزيد الفجوة بين العقل والجسد، يتقاتلان، ينتصران، ينهزمان، مادة تخنق الفكر، وفكر يخنق المادة، يتمزق، ينقسم شطرين، احدهما يجذبه للقاع، والاخر يصعد به للسمو، يتشتت من جديد، يلف ويستدير، يدور حول نفسه دورة كاملة، يعود الى نقطة الصفر من جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى