الثلاثاء ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤
بقلم عبد الهادي شلا

السدرة

وقف أمامها..تأملها.. لامسها . مر بيده ..تحسسها، ما أجملك؟!!

فتح ذراعيه ..حضنها. أسند خده إلى جذعها الخشن. سمع وشوشاتها

امتلأ بالحب

رمى بجسده على الأرض مسندا ظهره إليها

أغمض عينيه

ورأى.. ما رأى !!

***

أطفال من نور تسبح في بحر من نور

قناديل تتلألأ.. تقفز هنا وتحط هناك ..

فراشات الجنة .

رأى طيورا ملونة.. ما رأت عين مثلها ولا خطرت على بال بشر.

انفرجت شفتاه عن ابتسامة لا إرادية حين لا مست وجهه نسمة ندية.

***

بثوبها الأبيض النوراني تبخترت فوق سحابة من نور باهر، مد يده في النور،

حاول أن يرسم لها طريقا إلى السدرة..اختفت

**

غاصت يده في النور، أراد أن يهديها عصفورا ملونا..وريحانة. أبحرت في النور..

أكثر. تحسس جذع السدرة وجدها على شموخها وصلابتها. اتسعت

مساحة النور و..ملأت ساحة البيت

***

رأى .. ما رأى

على أغصانها غفت عيون القناديل، والطيور..التي ما رأت عين مثلها ولا

خطرت على بال بشر..عشعشت بثوبها الأبيض النوراني.. تحكي لهم حكايات

الطيور التي أجبرها الظلام على الرحيل والقناديل التي وهبت نورها للسدرة

عرفها.. ابتسم .. طار فرحا لما رأى السدرة شامخة وسط ساحة البيت

***

مد رأسه في النور

كتابا صفحاته من فضة.. ناصعة تسر العين، في أنصع صفحة.. رأى:

خالد بن الوليد على رأس حلقة.. ضمت رجالات عظام، صلاح الدين و القسام

ويوسف العظمة وعمر المختار ورأى جمال عبد الناصر، وراء كل واحد منهم

جلس فتى أمام جهاز الكمبيوتر يسجل وقائع الحلقة بينما خالدا يرسم لهم

برأس سيفه على الأرض دائرة كبيرة يتوسطها رسم لبيت المقدس وهو يقرأ

" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله

وعدوكم". الفتيان في نفس اللحظة..

save as

السدرة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى