الاثنين ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم وفاء فوزي فضل

نصوص شعرية*

(1)

مجرد تذكير في أوقات
ننسى فيها
لحظات يكتمل فيها القمر وفينا
تختبئ النجوم لتواسي الصباح
حيفا ( مع كسر ِ الأول فجميعهن )
تُسقطُ بي
مرساي
ف
أقفز فوقها
وأعيد تبليل حديقة
مجاورة
بغبار مدينة مرّممة
معادة هي
في اسمها
على ألسنة
مبعثرة بين
أرقام
الأيام وصناديق
البريد
أعود إلى
حارتي
أختال فوق
رؤوسهم الخاشعة
للأبواب
المفتوحة
في اسم المدينة
ف
يختالون فوق
إسفلتها
الجديد
...
ولا أنسى
عادتي
لامبالاة تدخلّي
بأحاديثهم المتذمرة
من
زحمة الناس
والأسعار
المرتفعة
فأفتح
الحروف الأولى في
فمي
أو
بداية الحروف في
مدى الغبار
ف
يتحول تذمرهم إلى
التعقب للأخبار
وأنا – بدوري –
أتربص هبوط الباص في
جبل مدينتي
فداري تحتها- ولكن-
شباك داري يوازي قلبها
 
*****
وهكذا أقفز بعيوني،
مفترقاتهم المتعثرّة بأسماء عنوانين
قد
بُدّلت
وأحاديثهم المترجمة
جسدًا ومكانًا
ومرساهم المتعثّر
بأقدامنا
أصلُ البحر دون المدينة
 
أمّا حيفاي
فإنها تبكي كلّ بداياتنا،
نحن-
من لتوّهم قد احتفلوا بهزيمة
حبّ ثانية
وتعدُهم بأنهم لن يتلقوا
من كسر الأضلع
سوى
عهود بإسقاط ِ
الأحلام سهوًا
في عمود الديار
وعندنا،
ستجدون بذورًا مثلّجة ً
حتى في زوايا الغرف المصغرّة
تيّمنًا بفتح ِ المدى
إنها معدّة لتحرير
الأحلام المكرّرة
التي لا تتذمرّ من
الرطوبة
قصدًا
ولا حتّى من النمل المتكاثر
مع أننا نجوع أحيانًا
وننظّف كلّ يوم
 
*****
لحيفا
عيون كُثر
تحلم بأسماء مدن
لا تُمحى
وإنما
تتكاثر في مهبّ النسيان
فتقتله
وتجلب أفواه
الذاكرة
وكتابة الألسنة
فوق إسفلت
خطوَ طفولة
لا يفجعها المطر
الملوّن
وإنّما
الرؤوس
الخائفة

(2)

ضوءٌ في طريقه الى البعد، وأنا فيه أشمّ آخر الورد.
يطلّ عندي الندى وصدى ظلال المسافة، يتبسّمان الاثنين لإختفاءات أخرى.
يصلهما صوتٌ واحد لوحيدةٍ في عتمِ أول خريف ثالث لا يتغير.
يأخذانه إلى المفترق الأول لشفافية نهاية.
يجمعانه مع أصواتها المحنّطة نفسًا بجانب الآخر، فتقطّر بنداها هي
ضوءها هي ويزرعهما الورد مفتاحًا للأبواب التي أقفلت في وجهِ
بابها بعد أن رأت في مراياها موتها.

(3)

أهواءٌ متفرقةٌ
( ظ )
يبدو
يبدو طفلاً
في
وجهه
ِينتقي ما يريده
من
كلام
يرميه في
العيون
يدور حول
نفسه
راقصًا
على أوتار
أنفاسها الصامتة
ولا يدرك
هو
بأنها
شقية في
أيام
بكائه
و
كلامه
 
*****
(ن)
محنطًا بأقوالٍ جميلةٍ
يدفع بها شكّها
يحوّط بجسدها ذاكرةً لوجودٍ آخر
فتندفع إليه بيقينها وتغدو أخرى في
كتابتها ..
هذه التي تبدو ريحًا
تعصف بأيامها فتقلب بأوقاتها إلى
اللاحين..
تعود إلى أقواله ..
فَ تظنّ بأنه رجلٌ لا يزال
في
زمن ِ طفولة
– وهو بدوره –
يظنّ
بأنها
لم تكتمل إلاّ
في حين
تيّقنه ِ
للنسيان
 
*****
( و )
الآخر يزورني
ظانًا
بأنني
تخطيتك َ
يدّعي بأنّه
مراقبٌ جيدٌ
للحزن
ومشاهدًا بارعًا
لمراسيم النهاية
قبل حصولها
يأوي إلى تساؤله
عن طفولته
الغير منتهية
منتظرًا فك ّ
الحدود
عن الحدود
يتذرع بها
لِ
يتخطّى
حدودي
 
*****
( ن )
يعودني وجهك
قاس ٍ
لكنه
أبيض
لا حدود
تفصله
وإنمّا
ساحة اللعب
تجتذب
ألوانه
و
أرقام
أجسامه ِ
تُؤرَّخ بأزمنته
الماضية
ينسحب منها
في وقت
المطر
يخاف أن
تسيل
ألوانه
كخوفه ِ
عليّ
من
الندى
في صباح
قريب
فإنه
لا
يحبّ
النهايات
يمضي
يمضي في
نقمةٍ
لفرحهِ المرّكب
جيدًا
على يد أوجهه
في
الغربة
وفي بلده، هنا،
بدأ يعتاد الغربة .

(4)

الكلمة
الكلمة
لا تتوقف عن
زحفها
نحوي
تحوم حولي
راغبة بالتقاط صورة
فأتناولها وأنثر فوقها
مرايا مغبرة
فتبكي
أضحك
وأهيمُ فيها
تعودُ أدراجها إلى
قدميّ
وتهزّ بكتفيها رافضة
صمتي
أتناولها وأسألها
بمن التقيت اليوم ؟
فلا تجيب
وتهرب
لتحوم حول أخرى
لا تصمت في كلامها
وإنّما
تتعثر في
صورتها
تريد رمي أوراقها
تدّعي بأنها سخيفة
قبل تمزيقها
تشمّ رائحتها المعتقة
بالأرقام المتقلّبة في
بينها وألوان
حبرها الغير متبدلة
فتصمت
أمام رقمين
يماثلين تاريخ
اليوم
وتأسف على
الدوائر
المتكررة في
البياض الأكثر من
واحد

****

*من مجموعة : " دخول السّماء في شهر العيد " المرشّحة لمسابقة الكاتب الشاب 2008 – مؤسسة القطان،رام الله .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى