الثلاثاء ٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم بسام عورتاني

العيد والرمز

أتى العيد ليحفر رقماً جديداً على وجوه من يخصهم، ولينبت ورودا جديدة على شفاههم.

تعودنا أن يأتينا العيد ونحن كما نحن ولم نتعود أن نذهب إليه ونحن كما يريد.

أتى العيد محملا كالعادة بامتيازات من يتخذون الغربة وطن وبخصوصيات من يسكنون الوطن غربه,
عيد من؟؟ هذا السؤال يطرحه من يأخذ مسافة من الأرقام والتواريخ ويجيب عليه من يملكون عينا واحدة.

يأتي العيد للسنة، لينصر الأطفال أحيانا أو ليغني على أطلال التاريخ الذي انتصر في يوم من الأيام.

العيد لا يتكرر كما يعتقد الناس وإنما يكررهم بأشكالهم وألوانهم وبامتيازاتهم وخصوصياتهم.

هو سلطه تحترم نفسها، تعلن أنها ستدوم يومين أو ثلاثة وتعلن أنها ستنصر مجموعة على أخرى وتبرر عقابها لمن يعشقون الوحدة والغربة للانقلاب عليه.

أستطيع أن أفهم العيد من خلال جملة واحده مشتقة من نفس الأحرف الثلاثةع.ي.د وهي يدْعُ العيدُ ليَعدْ.

إذن يأتي العيد لنقف أمام وعده، ولنحسر أنفسنا بين السماء والحجر، بين العلو والاندثار.

يدْعُ ما ملكت الصدور والقبور، ليستفز فضول المختبئين بين التعاسة وجبنهم.

ويَعد بوهم له لون جميل، وإحساس ينجب من أي سحابة ومن أي عابر سبيل. يَعدُ بقناع لوجه تعود على الأقنعة ولزمن تجاوز كل الأزمنة والأوسمة.

سجن العيد مرة، بين ضياء القمر ونور الشمس، بين السماء والسماء فأمطرت الأرض قنبلة.

أعتقل العيد مرة لينجب أكثر الأزمنة. هذه المرة يأتي العيد تائها بين حقيقة الأمكنة.وسيضع مولوداً ليوجه صبره وليرفع شأنه وليرسم بتراب الأرض حدودا للعاشقين والتائهين.

يأتي العيد ليعاقب من تركوا للصبر حيزاً يُبنى فيه طموح من هم هناك، ويبني للحزن بيتا من سنبلة.

للعيد وجهان كما للعملة يدان: وجه يعلم أنه بدايةٌ جديدة.

ووجه مختبئ ليترك الحياة للحزن فيصبح أجمل هوية.

للعيد موهبة الطلوع باكرا ليتسنى له مباغتة الشمس وهي عارية. فهو ماكرٌ مغامرٌ يراودها لينجب القضية ويعاشرها لتصبح عاهرة، فيهرب بصمت ويترك وجهاه يلاحقان الضحية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى