الأربعاء ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم بسام عورتاني

مواجهة

إنه هناك...

يجلس في أمكنته، يحيط به صمت النساء ويتذكر معه جفاف الأرض...

إنه يشكك باسمه ويشكك بما تراكم على لسانه...
هو بدوره مكان لتناقضات، فيه تعطى الاسماء حقها بالنطق وفيه طفولة تتعاط الحب بحذر..
هو كان هناك على شكل طير..
كان يحلق وحيدا ليتجنب الهبوط الاضطراري...
كان الغيم في المساء مدا رجه ومد ارج أحزانه..
كان أيضا يبتسم..
ليعاقب بدون قصد من لايملكون شفاه..
ويحرم المستمع من صوته ألذكوري المنضب..

النساء كن يميّزن حرارة جسده عن حرارة الطقس..
لكن عجزن الوصول إلى ذروة التحرر من رغبة حادة، اخترقت مجالات الفوضى وزاحمت العصافير أثناء التهام تفاحه.

هناك.... هو.... عاريا.
لا يملك جرأة غني يطفو على رغباته.
ولا ينتظر غطاء إلا الانتظار، له فيه علو عن العادات وعن أمزجة العامة.
يتجه بخطواته نحو المجهول..
يكتنز من سرائر الأرض ما يلاءم طبيعة آهاته.
وهو مستعد لكل المواجهات الحميمة..
للخسارة كما للانتصار، للذكورة بحجم الانكسار..
وهو نائم يقلم أظافر الحلم..
ويداعبه بلطف، ليعود دائما بحذر.
وينتصر لأي طيف تذكاري دون أن يوقظ أي رغبة..
الورود... تلتف كشريط ملون على خاصرته وتزهر في كل صباح.
وبتأثير ظلّ أي ابتسامة..

عاد هناك..
له بقايا اسم..
وفي يديه مئات الحروف.
عاد تائها بين أصابعه..
هل صالحة كلها للعزف على أي ورقة؟
ماهي الألوان المفضلة لركوب أمواج الحزن؟

استمر بالسعي على أطراف الوعي.
ليتخفى من الجمل المعترضة ومن أحلام الجرّ ومن سلوكات مضارعة تسقط في الشرك.

لوعيه رفعة..
اكتست بخوف ينقذ الموتى من النسيان..
ويحرم الشّر من امتدادات مزعجه.
لوجوده اهتزازات موسيقية ورقصات فولكلور يحترق في كتب التاريخ..
ونحت القصائد على أبواب المعابد.
لديه الحاجات تساوي الكماليات
والوظيفة تحدد المعاني وتجبره ليستسلم..

******

هي... هكذا
لم تعد كالعادة.
بل انفجرت كلاما واحتراقا..
بعد أي قبلة..
هي المكان الذي تتواجد فيه.
فلا هناك.. ولا هنا
هي كالعادة تمر بأطراف نصوص الحب
وتلامس القصائد عن بعد، لتبقى لها حرية الفرار..

هي... هكذا
بعد أن كانت صمتا
تتلوى بهدوء على أوتار الكلمات
لتبقى صدى مقولات الغزل
وانعكاسات الأسماء..
الآن..آلاف الكلمات تخرج من فمها
وآلاف النغمات ترقص على شعرها
وتتزلج آلاف أخرى على عنقها..
الكلام... هواية، بعد أن كان نهاية الأسئلة.

هي.... لتأنيثها أكثر من العادة
ولمعاقبتها هكذا..
عادت إلى حياتها وطقوسها
لتعيش أكثر الأزمان امتلاء بالعشق
ولتبتعد عن فوضى رجل تائه..
عادت.. بعد أن كانت من أهل تلك الأرض..
لتنمو على ما تبقى من صراحة الكلمات
ولتهاجر مرات عديدة بالسنة.
هكذا... يقال لها عندما تغضب
شاوري الورود التي تغار منك
لتعودي متزنة كما أنت تحبين..

هي... قد تكون البداية
لأي شيء مضطرب
ولأي شخص مغترب.
وقد تكون النهاية
لأي عنوان جميل
ولأي عشق نبيل.
هي أصلا نهاية الزمن...عند انحسار الشمس في آخر الأرض المضيئة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى