الاثنين ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

مظاهرة في القاهرة

كل القلوب والعيون الفلسطينية الصابرة والمرهقة تتجه الآن إلى القاهرة..وتصلي بصمت أن ينجح حوار الإخوة الأعداء هذه المرة.. ولسان الحال يقول..زهقنا..قرفنا..يا رب خلصنا..!!

نجاح الحوار ممكن.. ويمكن أن يتم في خمس دقائق لو توفر إخلاص النية لله ثم الغلابا، ويمكن ألا يتم في خمس سنوات أو خمسة قرون..لو توفرت الأنانية..!!

ولن تستطيع مصر لوحدها أن تصنع من الفسيخ شربات إذا لم تتوفر القناعة والرغبة لدى المختلفين في إنهاء مهزلة الانقسام..!!

هناك لاشك مصلحة لبعض الأفواه الكبيرة من الطرفين لبقاء الوضع على ما هو عليه حرصا على نفوذ ومصالح ومكاسب..!! وبالتالي يطلقون بين الفينة والأخرى زخات من رصاص البيانات التاريخية، ووابلا من صواريخ التصريحات العنترية المنفرة،ربما تعويضا عن صمت البنادق في شهور عسل التهدئة..!!

الناس كل الناس تصلي لله أن ينجح الحوار،لان عدم نجاحه يعنى اغتيال غبي ومجرم لفرصة قد لا تتكرر.. إضافة إلى احتمال كبير أن يرتفع سقف البشاعة والدم بين الأخوين لتبدو معه بشاعة ما جرى بالأمس خجولة ومتواضعة، فمالا يمكن اليوم تصوره حدوثه قد يحدث مهما كان في الغد،لأنه قد حدث اليوم فعلا ما لم نكن نستيطع تصور حدوثه بالأمس القريب..!!

قد نتحو-لا سمح الله- إلى دجاج يتبادل جزاران الذبح فيه بلا أدنى شفقة طالما يحقق لهما ذلك الربح ويرضى لديهما غرور الذات..!!

بينما إسرائيل تتلمظ، وتراقب كفهد جائع قطيع الحمر المتناطحة بغباء..!!

لهذا لا أرغب حتى في مجرد النظر إلى ظلمة الكهف..طالما أن لدي الفرصة في نأمل نور الشمس المنعكس على الأشياء من حولي، ومع ذلك لن أفرط بالتفاؤل لكي لا تكون الصدمة أكبر..!!

خاصة وان المعطيات والمؤشرات الفلسطينية والعربية والرباعية لا تبشر كثيرا بخير..!!

كل الاحتمالات واردة والباب مفتوح أمام سيناريوهات متعددة..

فاللاعبون الهواة في القاهرة كثر، واللاعبون المحترفون من ورائهم أكثر..والسؤال هل سينجح حوار القاهرة بامتياز، وليس كما نجح مع الرأفة رغم كثرة التبويس.. لبضعة أيام فقط في مكة..؟!!

محك النجاح هنا ليس كثرة الأدعية والشعارات والتصريحات والابتسامات والمصافحات والاحتضانات والقبلات، وإنما مدى صدق المتفاوضين مع الله أولا ثم أنفسهم والآخرين..!!

المفارقة في اعتقادي.. هي أن طرفا سيكسب إن نجح الحوار أو فشل بينما الطرف الآخر سيخسر في الحالتين..!!والأمر وان بدا متحيزا وغريبا يحتاج لإدراكه إلى قليل من التأمل والتفكير..!!

وتحضرني هنا قصة الواوي الجائع الذي دخل كرما من ثغرة ضيقة في الجدار فأكل ما شاء أن يأكل ولكنه لم يستطع الخروج إلا عندما عاد جائعا كما دخل..!!

نتمنى على الله وليس ذلك عليه بعسير أن يلهم المتحاورين المتظاهرين في القاهرة الاتفاق على حكومة انتقالية وطنية وأجهزة أمنية خالية من فيروس الفصائلية..!!

تحترم الوطن والمواطن في الطريق إلى انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة..

تؤسس لعهد جديد من الوحدة الوطنية والأمن والأمان يكسبنا الاحترام الاممي الذي نفتقد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى