الخميس ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم عبد الرزاق الدرباس

خـلـيـجـيــة

لمن كل هذا الجمال الذي لا يضاهى..
وفيض النعيم؟
لمن ترسل الشمس وهج التلاقي..
فينهار أطلس ثلج تراكم في هدأة الليل..
تحت النجوم؟.
وسود العباءات قد طرزت بالقلوب..
ودر العفاف الذي يجعل الورد صعب المنال..
ولون اللقاءات وعدا حرونا..
إذا اختمرت في الهشيم الرسوم.
لمن " شيلة " خبأت تحتها..
مجد تسريحة كالخيال..
وعشر ليال..
تنام على كحلها السرمدي المقيم؟.
 
*** *** ***
لمن ضوعة العطر كالغيمة المشتهاة؟
إذا غالبتها الرياح لتحيي في الأرض ما مات..
قبل الحساب وقبل القيامة حين تقوم؟.
لم يزل في لهاث المساءات حلم جميل..
يراودني بالوقوف أمام محاريبها حين تغفو..
على سرر العاج تحت الحرير..
وريش النعام يلامس وجها تعمد بالمستحيل..
كسورة " مريم " وعرش " سدوم "
لمن هاتف قرمزي إذا مازحته أصابعها المترفات..
يصير براقا..
يشق المسافات ، يحمل زهر التمني هازئا بالذي رسموا..
من تخـوم.
إذا أينع الحرف في شفتيها..
همى قمر الشعر والنثر فوق الكثيب.. يتبع..
وأغصان " غاف " تلوت على حرقة الشمس خلف الخيام....
وهاجت مياه الخليج لترسم خارطة الحب ولهى..
فتنفخ فيها من الروح شيئا..
وتطلقها كي تعوم.
 
*** *** ***
لمن كل هذا الدلال؟ وبعض الوصال؟؟
لمن تلة من بخور وعرس بصالة خير الفنادق..
إذا حان يوم الخميس أذان العشاء؟..
وأثمرت الأمنيات بسور الكروم.
ليس ذاك النعيم سوى نفحات أتت من قصور الحكايات..
في " ألف ليلة وأنثى "
لتغمس بالشهد خبز الزمان البخيل..
وترفل في دعة النفط بين أنين الصواري و" فانيلة النوخذا "..
و" الدعون " التي عطرتها قبيل ارتحال الغوالي..
بـ " لنش " و" بوم ".
لمن ناقة ما انحنت كي نعلي هوادجها..
حيث كل الظعائن صارت حديدا يكر على أرجل من سواد؟..
وما عاد فرسان " عبس " يطوفون حول بعير " لعبلة "..
خشية فرس وروم.
مضى زمن مستبد كملح الخليج..
وجاء زمان جديد من الصعب فيه حراسة " ليلى "..
فليلى وزيرة ، وليلى مذيعة..
وليلى رياضية تعتلي صهوة المجد..
رغم رياح السموم.
ستكتب في صفحة الافتتاح غدا :
إن وعدا أكيدا سيجمع " قيسا " بليلى..
وإن الجنون محال يدوم.
 
*** *** ***
لمن خور هذي الأنوثة يمتد وسط البوادي.. فتحيا على ضفتيه عصافير ماض.. يتبع..
وبعض نوارس أيقظها صوت " نهامكم " إذ يغني..
أمام المراكب : " أوووه يا مااااال "..
هي السمرة المنتقاة إذا أخرجت نحلة ما جنت من رحيق..
ففاض الحنين
وزينة عمر ترتب في الروح شمع الحياة..
لمن قهوة عبقت في رحاب المجالس تومئ للأهل..
كي يستريحوا بواسع " بشت " ليطرد حقد " البسوس " وكبوة " داحس "..
غداة جرى الدم بين بطون العشائر كالرافدين.
لمن غاص قوم بعمق الخليج وعادوا بـ " دانة "؟
عساها تزين جيد المهاة فخاب الأمل..
إن جيد المهاة يزين كل لآلي البحار..
ويمنحها الدفء مثل ضياء النهار..
لمن أحرف نقشت في الخواتم؟..
تعلم من أحنت النائبات له ظهره أبجد الحب..
عن ظهر قلب..
لمن رنة القرط؟..
توقظ كل صليل الحلي " بمندوسها " قبل بوح المرايا..
ويغفر ربي غداة الصلاة جميع الخطايا..
لك الله يا بنت ملح الخليج الذي صار حلوا..
إذا ما نظرت إليه !!
ويا بنت تلك الرمال التي خجل النهر..
من فيضها الحاتمي الجديد الذي يسجد الجود بين يديه !..
لك الصورة الـ لا تموت..
إذا يبست إصبع الراسمين وماتوا
– فديتك - إن الحرائر يفدين طوعا بلا منة أوأذى..
ويفديك عرشي الحزين وقطر الندى والجهات.
 
*** *** ***
لمن حلم كانبساط الرياض بضفة نهر؟..
وهمس كري السواقي لأرض معفرة بالظمأ..
على وجنتيك تموت الدموع.. يتبع..
وتصبح بوحا له في النفوس نشيج..
لمن خجل في الخطا والكلام؟..
لمن خفر في ارتغاب المباح ورد السلام؟.. خليجية أنت بنت العرب..
فكل السيوف التي صدئت سوف تهجر أغمادها..
عند خصرك..
وكل الخيول التي قيدت سوف تكسر أصفادها..
عند فجرك..
وكل الرجال التي فرطت سوف تلعن أوغادها..
عند ثغرك..
خليجية ؛ كم هريق من الحبر فدوى عيونك !..
وما زلت بيتا من الشعر يسعى له المنشدون بثامن شوط......
ولا يصلون.
خليجية ؛ كم سفحنا من العطر حول خبائك !..
وما زلت لغزا يحاول كل النحاة اكتشاف قواعده..
يعجزون.
خليجية ؛ لن يجود الزمان علينا بعمر مديد..
فقد مر جل الذي سمح الله فيه لنا أن نعيش..
فكوني زمانا جديدا لنا..
كي نكون.
فما أنت إلا صقور على ذروة الكبرياء..
وبعض البغاث تحاول تمريغها..
ولكنهم يخسؤون.
وما أنت غير رفيف الأماني بساحة يأس
فمدي يدا من بياض الفعال لنمسح بعد ليالي البكاء..
دما في العيون.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى