الثلاثاء ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
قصتان
بقلم محمد سعيد الريحاني

ثورة

" يحيا بوغاتشوف، قائد ثورة الفلاحين! "
" يحيا بوغاتشوف، زعيم الفلاحين الثوار! "
" يحيا بوغاتشوف، يحيا بوغاتشوف! "

صيحات يرددها الفلاحون الثلاثون ألف الثائرون على سياسة الإمبراطورة كاترينا الثانية وهم يلوحون بالبنادق وراء "بوغاتشوف "، العسكري الهارب من الجندية مدعيا أنه الإمبراطور الشرعي المغتال بيدي الإمبراطورة والمبشر للفلاحين بإنهاء نظام الإقطاع وتحرير الأقنان والفلاحين.

كان " بوغاتشوف " يتقدم المسير على متن حصانه نحو المدن الكبرى واثقا من وزنه ومن وفاء أتباعه ومن بركة الرهبان الذين كانوا يباركونه على طول الطريق قبل أن يقفز من حصانه ويفر هاربا مذعورا بين الوديان والصخور يطارده أتباعه من الفلاحين الذين علموا أن إمبراطورتهم كاترينا الثانية تعد من يسلمها "بوغاتشوف" حيا جائزة مالية خرافية.

فرض كفاية


رفع السكين أعلى من قامته ثم هوى به مرات ومرات على بطنه حتى خر صريعا على الأرض وسط الدماء الفوارة بشكل غريب من أحشائه.

ظلت دائرة الدم تتسع حول الجثة المسجية على الأرض وواصل سُمْكها علوه حتى وصل عتبة الباب فتسرب لونها الأحمر القاني إلى الخارج واستحال معه شريطا داميا يجري دون توقف على الشوارع بين عتبات بيوت الحي ويتسع عرضيا باستمرار ويعلو يعلو يعلو...

خرج الناس يتساءلون عن مصدر فيضان الدماء الذي حل بالمدينة في فصل حارق، كفصل الصيف. تتبعوا المجرى حتى وصلوا أخيرا إلى باب البيت الذي تنبع منها الدماء، ففتحوه ركلاَ...

وسط البيت، على الأرض، كان الرجل لا يزال ينزف دما وفي يده اليمنى السكين وفي يده اليسرى ورقة كتب عليها: " الرفض فرض كفاية".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى