الجمعة ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم حسن خاطر

حوار مع الأديبة الفلسطينية ناهد يوسف حسن

فلسطين .. وطني الجريح .. كان ولا يزال محط اهتماماتي في كتاباتي.

ناهد يوسف حسن أديبة وقاصة فلسطينية مميزة تعد من القليلات اللواتي دخلن عالم الكتابة والإبداع عن حب وعشق لا لمجرد حصد الشهرة والصيت.. حملت على عاتقها مسئولية أن تكون مبدعة دائما ولهذا فهي لا تكتب سوى ما تقتنع بأنه مميز وجديد، تكتب الشعر والقصة والرواية.. تكتب في أدب الطفل بإبهار وتسخر قلمها لإسعاد الأطفال بكتابات مشوقة وجذابة.. قدمت مجموعتها القصصية الأولى "حلم العودة" فنالت بها احترام الجميع وتنبأ لها النقاد بمستقبل مشرق في عالم الأدب.. وعندما قدمت مجموعتها القصصية الثانية "عذرا عبدالرحمن" قالوا عنها أنها أديبة تستحق الإهتمام لأنها صاحبة قلم مميز قادر على سرد القصة بأسلوب بديع ومشوق.. وأكدت بمجموعتها القصصية الثانية صدق مقولة النقاد أننا أمام أديبة ينتظرها مستقبل مشرق في عالم الأدب..

ولأن ناهد يوسف حسن أديبة تجيد فن كتابة القصة بمفهومها الصحيح فقد حرصنا أن نلتقي بها ونقوم بإجراء مقابلة معها ليتعرف قراء "ديوان العرب" على بعضا من جوانب شخصيتها وتكوينها الفكري ومكنونات حياتها الشخصية

 بناء القصة أسلوب وفن قد لا يتوافر لدى الكثيرين.
 قصصي قريبة إلى قلبي ولم أكتب قصة ما وندمت عليها.
 لي رواية سترى النور قريبا ..
 أقرأ للشاعر هلال الفارع وللشاعر والأديب عبدالرحمن العشماوي.
 يغضبني من يأخذ عمل غيره وينسبه لنفسه .. ويغضبني أيضا التعصب الأعمى لرأي أو شخصية.
 النقد يساعدني في رؤية أوضح وكتابة أفضل.

* نراك كاتبة وقاصة مبدعة.. فماذا عن طفولتك ومتى كانت بدايتك مع عالم الكتابة؟
 لقد ولدت في فلسطين وسط المعاناة وعشت بنفسي الظلم والجبروت والتعنت الإسرائيلي، ثم نشأت في سوريا حيث عشت لفترة هناك مع أسرتي.. وذهبت بعد ذلك مع أسرتي أيضا للسعودية، وخلال تلك الفترات كانت تتولد عندي كتابات عديدة حيث بدأت الكتابة منذ صغري ولكني لم أنشر شيئاً إلا أثناء وجودي بالمملكة العربية السعودية.

* هل تكتبين القصة القصيرة فقط أم أن لك محاولات في مجالات أدبية أخرى كالشعر والكتابات المسرحية وما إلى ذلك؟
 أكتب في عدة مجالات وليس مجال القصة القصيرة فقط.. فأنا أكتب في مجالات أدبية عدة.. القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً والشعر والرواية الطويلة.. كما أكتب للأطفال.

* ما هي الإصدارات التي أصدرتيها من المجموعات القصصية حتى الآن؟ ومتى كانت؟ - لقد اصدرت مجموعتي القصصية الأولى عام 2007 م وهي بعنوان "حلم العودة" ومن إصدار مؤسسة العبيكان، كما أصدرت مجموعتي القصصية الثانية عام 2008 وهي بعنوان 2008 م من إصدار دار المفردات.

* هل من إصدارات جديدة لك تحت الطبع؟
 يوجد إصدار تحت الطبع وسوف يرى النور قريبا إن شاء الله ولن أفصح عنه الآن ليكون مفاجأة للجميع.

* ما هي دوافعك في كتابة القصة القصيرة هل هي المعاناة أم التأثر بحياة الآخرين أم الاغتراب والقلق الذهني الناتج عن ما تتعرض له مجتمعاتنا العربية؟
 قد يكون دوافعي في الكتابة كل ما ذكرته فطفولتي كانت قاسية بفقد والدتي وبظروف الهجرة من وطني وقد عشت فترة في السعودية التي أعتبرها وطني الثاني وتأثرت بمن حولي ويمعاناتهم فكتبت عن ذلك

* هل القصة لكي تخرج جيدة تحتاج لعوامل عدة إبداعية ووجدانية أم أن مجرد ترجمة القلم لما يدور داخلك كاف لجعل القصة كاملة وواقعية؟
 لا شك أن بناء القصة يحتاج لأسلوب وفن قد لا يتوفر للكثيرين،

* إلى أي مدى يلعب الخيال دورا في سرد محاور القصة لديك؟
 أنا أمزج الواقع بالتوقع وبالخيال، وقد آخذ من قصة حقيقية وأضيف غليها من قصة أخرى حسب ما أراه مقنعاً ومؤدياً للغرض الذي أكتب لأجله.

* ما هي القصة التي كتبتينها وتشعرين أنها الأقرب إلى قلبك؟.. وهل من قصة تندمين على قيامك بكتابتها؟
 أغلب القصص قريبة إلى قلبي، إن لم أقل كلها فقصة حلم العودة تحكي كفاح شعب كذلك قصة عذراً عبد الرحمن التي تحمل جانب تربوي أما قصص الأطفال ففيها معنى بأسلوب يجذب الطفل.. لله الحمد ليس لدي ما أندم على كتابته.

* أين فلسطين والقضية الفلسطينية من القصص التي تقومين بتأليفها؟
 لا شك في أن فلسطين وطني الجريح.. وشعبه المكافح الأصيل كان له جزء من كتاباتي ومازال لدي الكثير إلى أن يكتب الله النصر وتحرير فلسطين من بين أنياب قوات الاحتلال المغتصبة.

*.. وإلى أي مدى من وجهة نظرك نجح الأدباء الفلسطينيين في حمل القضية الفلسطينية إلى العالم؟
 لا شك أن معاناة شعبنا تظهر في قصص كثير من الكتاب فالكاتب والأديب الفلسطيني هو الأقدر على ترجمة هذه المعاناة ويحمل بنجاح رسالة للتعريف ببلده وبظروف الاحتلال التي يعاني فيها الشعب.

* هل شاركت في ندوات أدبية.. ما هي؟ متى عقدت وأين؟
 لا لم أشارك في ندوات أدبية، ولكنني أحرص على حضور الأمسيات الشعرية والقصصية التي تقام حيثما أكون في السعودية أو في سوريا.

* من وجهة نظرك.. القارئ والمثقف العربي ماذا يجذبه من قصص وكتابات وماذا يرفض منها؟
 تتنوع اهتمامات القارئ العربي بين القصة القصيرة والشعر وغيره من الأدب، فهناك فريق ينجذب لعالم القصة القصيرة، وفريق آخر شغوف بالشعر، وآخرون يعشقون الرواية.. ويوجد قراء يميلون للألوان الأدبية هذه جميعا ويتابعون إصداراتها في الوطن العربي أولا بأول.

* هل ترين أن الشبكة الإلكترونية (الإنترنت) سوف تسحب البساط من تحت أقدام الكتب والكتابات المطبوعة أم أنه سيظل الكتاب الورقي هو سيد الموقف؟
 لا أعتقد ذلك فما زال الكتاب يحتفظ بمكانته عند الكثير من الناس وتلاحظ ذلك في الحضور الكثيف للجمهور في معارض الكتاب التي تقام بين الفترة والأخرى في ربوع بلدان الوطن العربي.

* لمن تدينين في نجاحك الباهر هذا؟.. من هي الشخصية التي وقفت بجانبك إلى أن أصبحت كاتبة مبدعة؟
 لله الحمد وقف بجانبي الكثيرون منهم أبي وزوجته التي أعتبرها أماً عظيمة لي، كذلك الكتاب والأدباء الذين وجدت منهم كل مساعدة مثل الأستاذة إيمان العقيل وهند السويلم ولبنى ياسين وغيرهن، فشكرا لهم جميعا.

* هل تكتبين المقال في أي من الصحف أو المجلات؟ أم أنك تفضلين توصيل أرائك وأفكارك عبر القصة القصيرة فقط؟
 لا لم أكتب المقال في أي من الصحف والمجلات، ولكنني أعبر عن أرائي وأفكاري عبر القصة القصيرة والشعر وهذا من وجهة نظري كاف لأنني عن طريق القصة القصيرة والشعر يمكن أن أقول أكثر مما يمكن أن أقوله في المقال.

* وأين تقفين من فن الرواية الطويلة؟
 كتبت روايتي الأولى ولكنني لم أنشر للان منها - أو عنها - شيء وانتظروا صدورها قريبا إن شاء الله.

* هل لك كتابات خاصة غير قابلة للنشر؟ بمعنى أنك تدونين مذكراتك وخلجات نفسك أولا بأول وممنوع الاقتراب منها أو اللمس من الغير؟
 لا أكتب مذكرات أو خلجات نفس لكنني أترجم مشاعري في القصة والشعر، ولهذا فلا يوجد لدي ما يمكن تسميته بـ "كتابات غير قابلة للنشر".

* ما هي أفضل أوقات الكتابة لديك؟
 أكتب حينما تأتيني الفكرة، عندما أرى ما يستحق الكتابة، ثم أقوم بطباعته على جهاز الكمبيوتر على الفور حتى لا تتوه مني الفكرة.

* من هو كاتبك العربي المفضل؟ ولمن تقرأين الآن؟
 الكتاب العرب المميزون كثيرون ولا شك في هذا، ولكنني أحب أن أقرأ في المقام الأول للشاعر المبدع هلال الفارع والشاعر والأديب المتميز عبد الرحمن العشماوي.. ثم أقرأ بعدهما لغيرهما.

* هل من جوائز حصلت عليها خلال مشوارك الأدبي؟
 لا لم أحصل على جوائز طوال مشواري مع القصة والشعر، لكن تم ترشيح مجموعتي القصصية "حلم العودة" لجائزة الشيخ زايد في الأدب.

* ما هي الجريدة أو المجلة المفضلة لديك؟ وما هو أول ما تقرأيه ويجذبك في كل منها؟
 أقرأ أغلب صحف اليومية في المملكة العربية السعودية بحكم إقامتي فيها.. أقرأ أولاً القسم الثقافي في كل منها ثم أقرأ بقية الأبواب والصفحات بعد ذلك،.. وأقرأ أيضا مجلة الفيصل ومجلة الفيصل الأدبية وعالم المعرفة وغيرها.

* هل من هوايات أخرى لك خارج عالم الأدب؟
 لي بالقطع هوايات أخرى عديدة خارج عالم الأدب.. منها الأعمال والفنون اليدوية والرسم فأنا أجيد الأعمال والفنون اليدوية والرسم لدرجة كبيرة قد يصفها المشاهد لها بالبراعة.

* وماذا عن أسرتك.. هل مشجعة لك أم أنها لا تضع ذلك الأمر في حسبانها؟ وكيف توفقين بين الأعمال المنزلية ورعاية الأسرة وبين التفرغ لأعمالك الأدبية؟
 أسرتي ولله الحمد متعاونة جدا، وأحياناً يقوم زوجي بتنسيق أو طباعة ما أكتب بمعنى أنه يساعدني في إنجاز أعمالي الأدبية قدر استطاعته فهو متعاون معي ومشجع لي للغاية. أما عن التوفيق بين الأعمال المنزلية ورعاية الأسرة.. فأنا أعطي عناية أكبر بالأسرة ولهذا فإن أوقات الكتابة وأفضلها تأتي بعد الإنتهاء من الأعمال المنزلية وخلود أطفالي للنوم.

* هل يضايقك النقد؟ ومتى يخرجك عن شعورك؟
 بالتأكيد لا يضايقني النقد ولا حتى يخرجني عن شعوري، بل أنه ينير لي جوانب من العمل ويساعدني في رؤية أوضح وكتابة أفضل.

* ماذا يغضبك؟
 يغضبني كثيرا من يأخذ عمل غيره وينسبه لنفسه، ويغضبني أيضا التعصب الأعمى لرأي أو شخصية دون النظر أهي على حق أم على باطل.

*.. وماذا يسعدك؟
 يسعدني التعاون بين الناس وتفهم كل منا للآخر واحترامه واحترام موقفه وقناعته.

* ما هي أمنياتك التي تودين تحقيقها ولكنها مؤجلة بعد؟
 أن أنتهي من تنسيق كتاباتي التي اقوم بها حاليا وطبعها والوصول بها للمستوى الأفضل الذي يرضي القراء.

* كلمة أخيرة..
 أشكرك وأشكر الموقع المتميز "ديوان العرب" على إتاحته هذه الفرصة لي للالتقاء بالقارئ العربي في كل مكان، وشكرا أيضا على اهتمامكم الكبير بالأدب والأدباء.

فلسطين .. وطني الجريح .. كان ولا يزال محط اهتماماتي في كتاباتي.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى