الخميس ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم نوزاد جعدان جعدان

قصص ملغومة 1

الأرجوحة

أغراها منظر الأرجوحة الجميلة المطرزة بالزخارف النادرة والتي تتمايل، فصعدتْ إلى الأرجوحة وبدأتْ على متنها الرحلة، فعند ارتفاعها إلى أعلى كانت تطلق ضحكاتٍ مجنونة ساحرة وتصرخ ُ مبتهجة وعندما تهبط تجهش بالبكاء و يرتسم وسام الحزن على صدرها، فتارة تضحكُ عاليا وتارة تبكي قويا ..وأخيرا انقطعتْ الأرجوحة لتسقط ويتوقف عندها البكاء والضحك..

بانتظار القطار

ملّ من عثراته وضاق ذرعا بحظه الذي يذهب للنوم عند استيقاظه، فكان يتوق للأزهار وينام على سرير من أشواك ، كل هذه الأسباب دفعته للانتحار فقد كان ضعيفا لا يستطيع مواجهة الحياة وأمسى شوقه للانتحار كشوق الحابس لبوله إلى عزلة يتبول فيها.

أراد الانتحار بالقطار حصرا ويمشي القطار على جسده، توجه إلى مكان منعزل يسير منه القطار وتمدد على السكة وانتظر مجيء القطار، رآه صياد متجول وسحبه من يده ونصحه بأنه إن أراد الانتحار فلينتظر قدوم القطار الحديث الذي سيأتي للبلدة في العام القادم فالميتة أشرف و أرقى مستوى بالقطار الحديث..

اقتنع بفكرة الصياد وانتظر قدوم القطار الحديث وتزوج ومازال ينتظر أصبح عنده أربعة أولاد وما زال ينتظر وغدا عنده مجموعة من الأحفاد وما زال ينتظر وتوفي بعد ان صام ثمانين رمضانا ولم يعد بحاجة انتظار القطار الحديث الذي لم يأتِ إلى البلدة حتى الآن ..

الحائط

كان يخشى من ظله عندما يمشي بمفرده، يخاف من كل شيء من حوله من المطر والشمس والقمر ..

عندما يتعارك مع أحد المارة فلا يدافع عن نفسه ولو كان على حق بل يفتح خديه الأيمن والأيسر وجميع أعضاء جسده، ويقول: سأمشي قرب الحائط وأقول يا ربي السترة..

كلمة الاعتذار هي أكثر وأسهل كلمة مستخدمة عنده، فأمنيته أن يعيش بدون مشاكل ولم يتجرأ قط أن يقطع الشارع والإشارة خضراء ..

أكل عليه أخوته حقه ولم يطالب بحقوقه، فقط كان يقول: سأهرب من المشاكل وسأمشي بالقرب من الحائط ..فقد كان يهاب من المشي تحت الشمس خوفا من أن تشكل الشمس ظله ..
بينما كان يردد المثل الشعبي (امشي الحيط الحيط وقول ياربي السترة ) لم يشعر إلا بسقوط الحائط على رأسه..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى