السبت ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم باسم الهيجاوي

حين تبكي فاطمه

عشرين عاماً شدَّني وجعي إليَّ ،
وما عرفْتُ سوايَ طفلاً ،
في الكهولةِ ،
يستريحُ على تَعبْ
ورمى عصارته لتبقى ،
صرختي في ماء صوتي ،
والندى كفني ،
ووجهكِ خامة الكلماتِ ،
أغنية نَمَتْ
عصفورة للدفءِ ،
غزلاناً تفيض بها المراعي ،
حين يسرقني اندفاعي ،
نحو نجمٍ يقتربْ
آخيتهُ أفقاً لنافذةٍ تطلّ على بلادٍ ،
كنتُ فيها أغتربْ

عشرين عاماً ،
أغرسُ الأشعار تحت نوافذي
وأخطُّ للوجع الجميل مداد صوتي ،
حين يورق عن كَثَبْ
أفقاً لوجهكِ ،
زهرة تلد الحدائقَ حين تنثر عطرها
يا أجمل امرأةٍ عَرَفْتُ ،
وأجمل امرأةٍ أُحبُّ ،
وأجمل امرأةٍ تُخبّئني يداها ،
في حقول الأخضر المنسيِّ ،
هل جفَّت حقولي ، كي أرى
جَرَس النهاية يُعلن الآن انكساري ،
في دمارٍ مُرتَقَبْ ؟
وأرى العواصف أمطرتني ،
حين جئتُ ،
وأيقَظَتْني ،
نجمة ، خبّأْتُها عشرين عاماً ، للتعبْ ؟؟
عشرين عاماً كنتِ سيدتي ،
وفاتنتي ،
وكانت أنجم الأشياء تنثر فوق شعرك فرحتي
أمَلاً تعتَّقَ ،
حين جاءك وانسكبْ
قمراً من الحلم المصفّى ،
حين أخفى ،
ما أحَبْ
في بسمة امرأةٍ أضاءت في فمي
مرّ الكلامِ ،
وغادَرَتني ،
لم تودعني قليلاً كي أرى
فيها دمي
أو كي أُعيد وصيَّتي
وأُعيد موّالاً لنجمٍ زفَّني
في قلب عاشقةٍ تغادر ما اشتَهَتْ
من جنّةٍ يَبِسَت قليلاً ،
وانتَهَتْ
لتذيع سيرتها الجديدة ،
في بكاءٍ قادمِ .
عشرين عاماً شدَّني
وجعي إليَّ ، ولم أجِدْ
لأراجع الأسماء والأشياء غيركِ ،
لم أجدْ
انشودة لسماء صوتي ، لم أجدْ
بوّابة فَتَحتْ يديها ، لم أجدْ
قَمراً يدلّ على الطريق ، ولم أجدْ
شجراً يظلّ من الحريق ، ولم أجدْ
سَكناً يُهدهد وجنَتَيَّ لتستريحَ ، ولم أجدْ
شفتين ترقص بينهنَّ الأغنيات ، ولم أجدْ
وجهاً لعينيَّ اللتين أقامتا حدّاً عليَّ ، ولم أجدْ
أذنين تسمع ما تورَّد من حديثٍ للمساءِ ، ولم أجدْ
غيري تفرَّد بالبكاءِ ، ولم أجدْ
وطناً سواكِ ومسكناً آوي إليهْ
من رحلة الأسماء والأشياءِ ،
كي أنسى رمادي ،
حين ثُرتُ لهُ عليهْ
لأعيد صوتي في بقايا جثَّتي
وأعيد سيرة ما اشتهى
في راحتيهْ

عشرين عاماً ،
آهِ ، من عشرين عامْ
وأنا أزفُّ قصائدي
وطناً جديداً للكلامْ
أسقي الصهيل لخيل أيامي ،
وأطلق كل قافلةٍ ،
وأركضُ خلف حاديها ،
لأرسم نجمةً
غَرِقَت طويلاً في الظلامْ
لأعود في فوضى الغَبَشْ
وتعود ملآى بالعطشْ
في نار شهوتها ،
وحاديها ينامْ

سَرَّجْتُ ألف قصيدةٍ
حتى طَعَنْتُ قريحتي
ومداد صوتي ما نَضَبْ
وَرَسمْتُ ألفَ حكايةٍ
لفضاءِ وجهكِ كنتُ قد خبَّأتها
أسْرَرتُ فيها رغبتي
بنشيديَ المحروق ما بين الأصابعِ ،
كنتِ وحدكِ ،
حين جئتكِ ،
شاهراً للريح سيفي ،
قيل : ترتعش الفراشةُ ،
في فضاء النار تسقطُ ،
قلتُ : ترقصُ ،
حين نفترش الغمامةَ ،
والطيور على فضاء البوْحِ تصدحُ ،
للنشيد المرتَقَبْ
واستَوقَفَتني زهرةٌ
مرَّت أصابع نحلتي في شعرها
ألقَت عبير الحبِّ فيَّ ،
وكنتِ وحدكِ ،
كنتُ طفلاً ساجداً للعشبِ أن ينمو ،
وأرقص كي أُضيء ذبالة الفرح الجميلِ ،
على شفاهٍ تقتربْ
فعلامَ يتركني شراعكِ ،
نازفاً بالموجِ ،
هل كانت ليَ المرآة وحدي ، أمْ لنا ؟
نحن الذين تفرَّقَت أسرارنا
بين البلادِ ،
وصرتُ وحدي اوقظ الذكرى ،
بسوء المنقلبْ ؟؟
وعلامَ تأتيني الطفولة في الكهولةِ ،
تستريح على تعبْ ؟
وعلامَ يأتي الميّتونَ النائمونَ على سريرٍ من خشبْ
يسْتَذْكرونَ دروسهمْ ؟
ويراجعون قصائد العشق التي خبَّأتها ؟
والناس من حولي أفاقوا ،
حين ماتوا ،
يرقصون على نشيد جراحهمْ
يترنَّحون من الطربْ
وعلامَ لا تأتي القصيدةُ ،
كي تثير بنا الموات ،
وما تكدَّس من عطبْ ؟
ولمَ النوارس غادَرَت شطآنها ؟
ولمَ العصافير التي ارتاحت لديَّ تفرُّ منّي ،
نحو ألسِنَة اللهبْ ؟؟
لأرى الهوى
شجناً هوى
في غابة الحرمانِ ،
في صوت العصافير التي ارتَحَلتْ ،
وقد خبَّأتُ فيها نرجس الأشياءِ ،
وهْيَ تمرُّ بين أصابعكْ
أو دفء حلمكِ ،
أو صدى أوجاعك المنثور بين ملامحكْ
لمـّا يفيض بك التعبْ
وتحطّ فوق حروفك الثكلى ،
عصافير الكلامِ :
" الفتنة " الأخرى لنا
أو " زينة " الوقت الذي ما مرَّ يوماً بيننا
حتى يُزخرف ما نريدْ
انشودة فيها " محمّد " أو " يزيدْ "
وطنان في وجهٍ يمرُّ الى الذرى
من غابة الشجر القتيل ، لكي يرى
آذار يزهر في الخريفِ ،
وما يعاف القلب جسراً ،
كي ينام الجوعُ ،
أو جسراً لتعبرَ لي خطايَ ،
لتستردَّ طيور حقلي صوتها
أو أسترد نشيديَ المحروق ما بين الأصابعِ ،
سُكَّراً بين الشفاهِ وأغنيات مزهرهْ
ترخي جدائلها عليَّ ،
لكي تفرّ لها الأصابعُ ،
أو تبوح إذا رأتني عابرا
يحتلّني شجر الطريقِ ،
وأشتهي ناقوس صوتكِ ،
طائراً في ما أُخبّىءُ من حكايا ،
في حقول الأمنياتِ ،
وأشتهي قمراً لأعبرَ نحو ذاكرتي ،
ونجماً فوق قارعة الطريقِ ،
لعلَّ ما أَبْقَيتِ مني ،
يستريح على المقاعدِ ،
تحت شمس الذاكرهْ
أو أشتهي صيفاً ليعبرَ ،
كي تنامَ غيوم أيامي ،
وأنهضَ ،
شاهراً في الريح صوتي ،
كيف أشْعَلتِ المسافةَ بيننا ؟
كيف اشتَعَلتِ صدىً تلاشى ، وامتطى
عصفورة للريح ما أطلَقْتُها
حتى تظلَّ مغادرهْ ؟
لأعود في فوضى العتابِ ،
مع التوجّع والعذاب ،
مع الشجون تردُّ لي
حلماً ليبقى شارداً في المقلتينْ
أو فاقداً جسداً تسمَّرَ في سحابة دمعتينْ
أو أعلن الآن انهزامي ،
من حريق الماءِ ،
أو أبكي ،
وأحرق ما تبقى من صوَرْ
كي لا أظلّ على سفَرْ
أو كي تفرّ طيور مذبحتي إليكِ ،
لتستريح على يدينْ
وأفرّ نحوك قاتلاً
قَتْلاه قلبيْ عاشقينْ .

أنا ما حملتُ الآن حزني ،
أو تذاكر صرختي
يوماً لهذي المذبحهْ
أنا ما حملتُ بيارقاً
هَرَبَتْ إليَّ ، تشدُّ فيَّ البارحهْ
إلا ليشربَ من دمي
شجرٌ تنفَّسَ ماء روحكِ ،
صدّقيني ،
كنتُ أعمى يا امرأه
أطلَقْتُ فيها ـ دون أجنحةٍ ـ طيوري ،
فارتَقَتْ
وتساقَطَتْ
في المشرحهْ
أنا ما حملتُ الآن قلبي ،
حين جاءكِ يعترفْ
أني هَزَمتُ الحلمَ فيكِ ،
فسامحيني ،
وانتصَرتُ على خطاكِ ،
وعاتَبَتني ،
في الصباح المرِّ عيناكِ التي حطَّت بقلبي ،
صرخة في كلّ حرفْ

أنا ما حملتُ الآن قلبي ،
حين جاءكِ يعترفْ
أني كَسَرتُ زجاج روحكِ بالصدفْ
أني سرقتُ مدائن الأفراح منكِ ،
بلا تذاكرَ ،
لم أمدّ يدي لأقطفَ غير زهرة أقحوانْ
يتساءل النوّار فيها :
ـ هل تحب ؟ وينتهي
ليديْنِ تجمع ما تناثرَ من نشيدٍ للمكانْ
وقرأتُ فاتحة عليهِ ، وما انقضى
مما مضى
لَمْلَمتُهُ بيديْنِ من تعبٍ تباهى ،
كي تصير الأمكنهْ
عطراً يفوح وأغنيات ممكنهْ
في وجه غابة بيلسانْ
وتصير ورداً للأصابع في يديكْ
وعلى الشفاه قصيدتين ودندنهْ

كم زهرةٍ أرخَتْ يديها فوق شعركِ ،
حين غازله الهواءْ ؟
كم نجمةٍ خبّأْتها
لفضائك المنسوج فيَّ ،
وغازلَتني ،
حين شاهَدَت ارتباكي ،
وافتَعَلتُ لها الغناءْ ؟؟
كم طائرٍ فرَّتْ قصائده لصوتكِ ،
حين جاءْ
يحكي عن القمر المذهَّب ،
حين يذهب للعراءْ ؟
ليضيء سيرته القديمة ،
في عيون حبيبتهْ
ويعود في أنشودتهْ
وجهاً جديداً للمساءْ ؟؟
كم صورةٍ أخفَيتُ فيها لهفةً
سالت على العينينِ ، تفضح ما خبا
لتشدَّ وجهاً طيّبا
نحو الوراءْ ؟
تتعشَّق التذكار فينا ،
هل نسينا ،
كي نخيِّمَ في العراءْ
عصفورتينِ تضيء واحدة لأخرى ما تريدْ ؟
قمرين يقتربان يلتصقان ، يسقط فيهما
وجع البريدْ ؟
ويذوب في عينيهما صدأ البكاءْ ؟؟

صُوَرٌ من التذكارِ ،
نافذة ، وقلب ينفَطِرْ
في كلّ يومٍ يشعلون وراءهمْ
نار الحديث ، وما انتَهَتْ أصواتهمْ
في كل ركنٍ أو ممرْ

صُوَرٌ من التذكارِ ،
شمس تحرق الأشياءَ بعدَكِ ،
حين تسرق ما نخبّىءُ من نشيدٍ للقمرْ
ـ يأتونَ ؟
لم يتَرَجَّلوا
بعد انكسار الموج فوق صخورهمْ
يتسابقون من العراء الى العراءِ ،
الى البكاء من البكاءِ ،
ومن حنينٍ أشعَلوه وغادروا
نحو البدايةِ ،
ـ هل سيأتونَ المساءَ ؟
سيرجعونَ ؟
أم استراحوا ؟
قادمونَ ؟
مغادرونَ ؟
وأيقَظَت فيهم بلادٌ صوتَها
كي يسرقوا ثمر الشجرْ
أو ما أفاءَ ، ويتركوا لي بَعدَهمْ
منفى القصيدة حين ترجع وحدها
لتعدَّ مائدة الحنينِ ،
لتشربَ الشايَ المعبّأ ،
في كؤوسٍ من ضَجَرْ ؟؟
ـ أعدَدتَّ شاياً للصباحْ ؟
ـ أعدَدتُني
وفتحتُ نافذتي ،
وألقيتُ التحيةَ للنشيد المستباحْ
ـ كوبينِ ؟
ـ لا ، كوباً ،
وينكسر النظرْ
من كل نافذةٍ تطلّ على الطريقِ ،
سيرجعونَ ؟
وفي فضاء الهجر ناموا ،
يسرقون ندى الخطى
يُلقونَ ـ في الفجر ـ التحيةَ للفراغِ ،
وأيقَظَت فيهم بلادٌ صوتَها
والهجر أيقظَ ما اختَمَرْ
من طينة الحلم التي سقَطَتْ ،
ليسرقها المطرْ ؟؟

أشعلْ لفافة تبغكَ الآنَ التي ...
ـ أشعَلتُ أغنيتينِ ، لي ولنجمتي
ولها كَتَبتُ رسالتينِ ،
بوردتينِ ،
وما تبقى من فراشٍ منكسرْ
طارت زنابقهُ ، وظلَّ على حنينٍ ينتظرْ
أُكتبْ إذنْ ما شئتَ من وجعٍ ،
وحاذر أن تقولَ لأصدقائكَ ،
عن مماتكَ ،
في بلاد السوسنهْ
وارسم بلاداً ممكنهْ
فيها يطيب لك اللجوءْ
حتى يعود لك الهدوءْ
وتعود تلك الأزمنهْ
ـ أسْرَرْتُ نرجستينِ ،
واحدة لقلبي ،
واحترقتُ على ضفاف الثانيهْ
وغَرقتُ في بحر الهدوءِ ،
ولا مراكب تستريح على لغاتٍ حانيهْ
لتلمَّ أمواج الكلامِ ،
وما تناثَرَ ،
في رؤى متناثرهْ
لأظلَّ أركض نحو باب المنزل المركونِ ،
خلف الذاكرهْ
حتى إذا جفَّ الحنين أعدتُّ سيرتهُ لأبدأَ ،
من جديدٍ أنتظرْ .

ما كنتِ وحدكِ ،
حين فاجأَنا الصباحُ المرّ يبكي ،
لي ولكْ
حتى تثير سفاسفُ الأشياءِ وجهاً ،
للغبارِ ،
وللدمارِ ،
وكي تعذّبني معكْ
أو كي يظلّ سراج روحكِ ،
في المسافات التي تمتد فيما بيننا
ثملاً ،
وأجراس الفراق تدقّ معلنةً لنا
ما تشتهيهِ ،
بلاد حزنٍ ،
وارتجاف في فؤاد دَلَّلَكْ
فلمن أُخَبِّىءُ كل يومٍ لهفتي ؟
ولمن سأرعى جنَّتي ؟
لسواكِ ، أم للعابرين وقد رأوا بي أدمعكْ ؟؟
ولمن أُلملم ما تناثرَ في المنامْ
في كل صبحٍ ،
حين يبنيه الكلامْ
حتى أُهدهد مسمعكْ ؟؟
وأرى طيوري في شفاهكِ ،
حين اوقظ مبسمكْ
ولمن ، ومنْ
تبتزّ في صمتٍ عواصفها لتبكي ،
كل يومٍ ،
لي ولكْ

عَبَثاً أُفتِّشُ عن بلادٍ لستِ فيها ،
عن فضاءٍ لستِ فيهْ
عَبَثاً أُفتِّشُ عن شَبيهْ
يحتلّني هذا المساءْ
فخذي الحقائبَ ،
رتِّبي أشلاء روحكِ ،
واحرقي ما شئتِ من صُوَري ،
سأبقى جرحكِ المدفون في عينيكِ ، لن تَتَحَرَّري
منّي ، ولن يهتزَّ في صدري نشيجكِ ،
حين يغزوكِ البكاءْ
وخذي جمالك وارحلي
وخذي بلاداً كنتِ فيها ،
واحجزيها ،
عن فضاء تدخُّلي
وخذي الفساتين الجميلة ،
سوف تبكيكِ المرايا ،
عندما تبكين من شجرٍ يجفُّ ،
على حرائق سندياني ،
حين يسرقك المساءْ
أو عندما تبكين من ألَمٍ ،
ولا أُعطيكِ صدري للبكاءْ
وخذي عناوين انكساري ، وارحلي
وتذكَّري
أنّي أُغادر جنَّتي برضايَ ،
أعرفُ ،
أنني بيديَّ أحملُني الى منفايَ ،
أعرفُ ،
غير أنَّكِ لن تريني ،
عندما تُبدين روحاً للجمالِ ، لتزحفي
لفضاء إعجابي ،
ولن تَتحرَّري
من شمع صوتي ،
حين ذاب على شفاهكِ ،
صدِّقيني ،
أنتِ مثلي ، والأسى يحتلّ فيك الكبرياءْ
وبلادنا وطنٌ وحيدٌ ،
واقفٌ في الماء يبكي ،
كي نعيدَ له الموانىءَ ،
كي نخبِّىءَ زهرة للوقتِ ،
ريحاناً لميلاد الندى
أفقاً جديداً للصدى
ولأغنيات قادمهْ
تهفو لتوقظ ما تبقّى من نشيدْ
صوتاً يُعيدْ
قمر البداية نحو شمسٍ حالمهْ
وتعود غزلان البراري ،
كلّ يومٍ لانتظاري ،
حين أرجع في المساءْ
وتعود فوق شفاهنا
كل العصافير التي ارتَحَلت طويلاً ،
للغناءْ .


مشاركة منتدى

  • عزيزي الشاعر .. أعترف لك بأن قصيدتك الشعرية هذه أسرت مشاعري وألهبت أحاسيسي وأدمعت عيني وقلبي بما فيها من لغة وتعبيرات تجاوزت حدود الوصف .. انت رائع ..
    منال عبد الحميد القاسم
    القاهرة

  • أنا ما حملتُ الآن قلبي ،
    حين جاءكِ يعترفْ
    أني كَسَرتُ زجاج روحكِ بالصدفْ
    أني سرقتُ مدائن الأفراح منكِ ،
    بلا تذاكرَ ،
    لم أمدّ يدي لأقطفَ غير زهرة أقحوانْ
    يتساءل النوّار فيها : ـ هل تحب ؟ وينتهي
    ليديْنِ تجمع ما تناثرَ من نشيدٍ للمكانْ
    وقرأتُ فاتحة عليهِ ، وما انقضى
    مما مضى
    لَمْلَمتُهُ بيديْنِ من تعبٍ تباهى ،
    كي تصير الأمكنهْ
    عطراً يفوح وأغنيات ممكنهْ
    في وجه غابة بيلسانْ
    وتصير ورداً للأصابع في يديكْ
    وعلى الشفاه قصيدتين ودندنهْ

    لا أرغب بالتعليق ، وأكتفي بالنص يرسم هذه الصور الرائعة كل تفاصيل هذه القصيدة ، هو الابداع بعينه ، دمت ايها الشاعر الفذ وأدام الله عليك هذا القلم الذي يعرف كيف يمخر عباب البحور

  • عَبَثاً أُفتِّشُ عن بلادٍ لستِ فيها ،
    عن فضاءٍ لستِ فيهْ
    عَبَثاً أُفتِّشُ عن شَبيهْ
    يحتلّني هذا المساءْ
    فخذي الحقائبَ ،
    رتِّبي أشلاء روحكِ ،
    واحرقي ما شئتِ من صُوَري ،
    سأبقى جرحكِ المدفون في عينيكِ ، لن تَتَحَرَّري
    منّي ، ولن يهتزَّ في صدري نشيجكِ ،
    حين يغزوكِ البكاءْ
    وخذي جمالك وارحلي
    وخذي بلاداً كنتِ فيها ،
    واحجزيها ،
    عن فضاء تدخُّلي
    وخذي الفساتين الجميلة ،
    سوف تبكيكِ المرايا ،
    عندما تبكين من شجرٍ يجفُّ ،
    على حرائق سندياني ،
    حين يسرقك المساءْ
    أو عندما تبكين من ألَمٍ ،
    ولا أُعطيكِ صدري للبكاءْ
    وخذي عناوين انكساري ، وارحلي

    لوحة مفعمة بكل ألوان الشعور..

    أحتاج أن أتأملها مرارا ففي كل مرة تأسرني الظلال..

    شكرا لك أيها الشاعر..

    وتحية إعجاب لهذا الحس الوارف

  • شاعري العزيز .. رائعتك هذه تحمل لغات عديدة لم تختزل الاحاسيس المكتظة فيها .. لغة لا يحملها الا الشعراء العظام .. لغة مليئة بانتشار المشاعر المرهفة .. كيف لا .. وشاعرها هو الهيجاوي .. ما أروعك يا سيدي .. ما أروعك .. واتمنى لو تفتح نوافذ المعرفة بيننا .
    دمت شاعرا معطاء ..
    ريتا السعيد

  • قصيدة اكثر من رائعة اعجز عن الشكر للاستاذ باسم الهيجاوي

    • حمود القرم .. تحية لك ومحبة .. وغرسك هذه الزهرة النابضة في تربة ديوان العرب هي اشارة طيبة لحضور قلبك القلب .. مع اعتذاري للتأخير في الرد على حضرتك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى