السبت ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم عبد الفتاح الزايدي

احتواء

القمر لازال وحيداً في سماء لا أعلم أن كان تربع أو جلس أو وقف وحيداً فيها لكنه دون منازع استطاع أن يبقى وحيداً كملك جميل وسيم ويتكلم لغات شتى وتقع الآلاف من الفتيات في حبه الجميلات والقبيحات منهن ، لم تستطيع البضعة الآلف من النجوم القابعة بجواره ، رغم جمالها أن تنتزع حبنا للقمر من بين ضلوعنا ، أشعته الباردة الممزوجة بتاج كلاب القرية وتسلل ضوء تلك الأشعة عبر أسقف المنازل ونوافذها ، كان دافئاً طالما أنتضرنا بزوغه .

جلست على أحد مقاعد حديقتي أحدق في كل ذلك الجمال الإلهي فعجبت من بقاء ذلك القرص الأبيض ملكي الوسيم قابعاً ينتظرني كل ليلة لأحكي له صلف والدي وعجرفة أخي الأكبر لأنه يمنعني من مشاهدة أفلام الكارتون عبر التلفزيون بل وصل صلفه حد مصادرة شريطان لفيروز كنت أسمعهما خلسة وأنتزعهما من ذلك المسجل واشمهما بعد نهاية كل أغنية لأنهما هدية من " وردة " ابنة الجيران بحجة أني " مراهق " وهذا شيء خطير جداً والدليل تلك البثور الحمراء على وجهي وبضعة شعرات متناثرة على دقني أشكي له تلك الآلام المبرحة والصفعات التي تعرضت لها عندما أحتسيت لأول مرة سيجارة محلية من جارنا " فرج " ذو الكرش المنتفخ ، حتى أيام غيابه التي لم أعرف أين يختبئ ولكن يظهر لي تقريباً خمسة أيام في الشهر وأراه بكل بشاشته وزهوه في منتصف الشهر تقريباً ماذا علي أن أفعل يا قمري ... فلقد طال غيابك حتى تراكمت حولي الأحداث ؟.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى