الثلاثاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم إياد الرجوب

أوّاهُ ما أقسى الغياب

كَرِسالتي العشرينَ غابتْ في المساءْ
غابت كأنْ لا لي مدى
ومدايَ أُفقٌ دونَهُ شَمسٌ غَروبْ
غابت لِتتركَ خلفَها عُمري يَئِنُّ بلا جوابْ
* * *
غابت وكُلُّ الكُلِّ مني في انتظار
يا بعضَ كُلّي لا تَكِلْني للغياب
دَمِّرْ حصونَ الصمتِ في الوادي السّحيقْ
وَأذِبْ من الدربِ السراب
أنطِقْ مُفجِّرةَ البلاغةِ والبلوغْ
فلقد دنوتُ من العذابْ
* * *
رَتْلٌ من السحبِ الثقيلةِ في سمائي يستريحْ
فَجَثَوْتُ في الظلِّ المبعثَرِ مثلَ سُلطانٍ ذبيحْ
ذاك الغيابُ أَقَضّني
يا لها من قاسيةْ!
وغيابُها أقسى قساوةِ عهدِنا
تَقسو فتَقصِمُ ظهرَ فيلقِ وعدِنا
والوعدُ أمسى كالجريحْ
* * *
ويمرُّ طَيفٌ في المنامِ مُذَكِّرًا
أولستَ أنتَ أيا أنايَ القُلْتَ لي:
"يكفيك أنْ تحيا هنا
ويكون في أقصى الدُّنا
قلبٌ لأجلِك ينبضُ؟"
* * *
قلتُ الكلامَ وأعترفْ
نعمٌ.. أنا قلتُ الكلامْ
قلتُ الكلامَ أظنُّ روحي صابرةْ
لكنني غيّرتُ رأيي في الزّحامْ
جرّدتُ سيفي مُذْ فقدتُكِ يا أنايَ
لأرشفَ الأشواقَ من أملِ الإيابْ
أَوّاهُ ما أقسى الغيابْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى