الأحد ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

حج يا حج

هذه مقوله يقولها الحاج عادة لحث زميله في أثناء أداء المناسك، وخاصة حول الكعبة، وهنا أستعيرها من مفهومها التقليدي إلى مفهوم سياسي ذي معنى أوجهه إلى السيد عباس والست حماس متأسفا عليهما ومنهما، لأنهما لم يفوتا موسم الحج على خير،وبالتالي لم يسمح العم هنية لحجاج بواطنه من غزة أن يسافروا عبر معبر رفح حتى يصبح من الممكن سفر حجاج الخال أبوشعر كذلك عبر المعبر نفسه.!!

الحجاج الفلسطينيين.يتحسبنون على من كان سببا في حرمانهم من أداء الفريضة

وذنبهم..!!

مصر منه بريئة،والسعودية عداها العيب،والجامعة العربية زي قلتها.!!

ويبدوأن من أفشل الحوار هو نفسه من أفشل الحجيج..

بمعنى أن مأساة الحجيج الفلسطيني هذا العام،والعام السابق هي ظاهرة من الظواهر القبيحة للانقسام الفلسطيني البغيض الذي يغذيه ويطيل في عمره انقسام عربي ابغض..!!

فحماس كأداة فلسطينية لهذا الانقسام بما فعلت وتفعل مع الحجاج المحسوبين على رام الله إنما تقول على وعلى أعدائي، وهي تستمد العزم باطراد كلما توالت عليها الصباحا ت بسلام، ودون اجتياحات مؤلمة..!!

ومن يتأمل تصريحات قادتها في الآونة الأخيرة يلمس الثقة الربانية المذهلة والتي تصل يبعضهم إلى مصاف قادة الدول العظمى..!!!

وللحق فان من يكره حماس يتمنى أن تزيد أكثر من سرعتها الجنونية في هذا الطريق لكي تصل إلى نهاية دراماتيكية متوقعة أشبه بنهايات أعظم وأشهر متسابقي السيارات..!!

ومن يحب حماس بحكمة لا باندفاع يتمنى عليها أن تعيد التفكير في كثير من خطواتها المتشنجة والمتسرعة، والتي تعمق الانقسام لان استمرار الانقسام ليس في مصلحتها كحركة على المدى البعيد،وهناك بعض شواهد من التململ والتراجع في الشارع مقارنة بما كان عليه الأمر في بداية عام 2006

أن الارتكان إلى حائط إيراني سوري قطري رغم متانته الظاهرية لن يدوم،وسيتداعى مع أول هبة ريح من تركيا تحمل أمطارا تفاوضية مع إسرائيل..!!

وبالنسبة إلى قطر، فمن الوارد جدا أن تتحول 180 درجة بضغطة زر أمريكي، رغم ثقل المتنفس الاخواني،والذي تعبر عنه قناة الجزيرة بصدق..!!

أما بالنسبة إلى إيران فقد أثبتت الأيام بأنها تضع مصالحها كدولة قبل أي شيء،وقد اقترفت بحق سنة العراق ما اقترفت عبر عناوينها المعروفة،وتحت انف أكبر اخوانجي عربي للأسف..!!

ويبدوهنا أن المصالح في ملعب السياسة تقفز على الدم،وتختصر الصراعات المذهبية!!

وهذا بدوره يجرنا إلى شعور خفي أن هناك أحيانا التقاء ما بين النقائض المعروفة على نقطة برجماتية شبه مبهمة تجمع بين أمريكا وإيران وإسرائيل وحماس، ويترجمها عمليا استمرارية التهدئة ومحافظة إسرائيل عليها بما لا يتفق وسلوكياتها المتعارف عليها،وكذلك الغزل السري المتبادل بين غزة الحاضر وواشنطن المستقبل..!!

أما بالنسبة للسلطة في رام الله كأداة فلسطينية ثانية للانقسام العربي فيبدوأنها تعيش أياما صعبة بسبب الاحباطات التفاوضية المستمرة مع إسرائيل،والهروب الأمريكي الكبير من وعود 2008،ورداءة الانقسام العربي..!!

وتبدوأيضا في حالة استرخاء بما يوحى أن زلزال يونيولم يكن كافيا لتستيقظ من عفنها وتتخلص من ترهلها..!!

كل هذا تحت ضغط العد العكسي من حماس لأيام عباس، حيث تحفر نفقا سياسيا يفضي عند التاسع من يناير إلى تفجير الرئاسة في وجه عباس..!! وربما إلى ترئيس الشيخ بحر على كامل التراب الفلسطيني أودولة غزة المستقلة..!!

عباس يلوح بانتخابات رئاسية وتشريعية،وهولا يملك عمليا نصف الوطن الغربي،وحماس لا تأبه لذلك وتقول له: أعلى ما في خيلك اركب متمثلة بيت جريرالشهير:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا.. فابشر بطول سلامة يا مربع..!!

لأنها مطمئنة تماما إلى أن هذا لن يتم في غزة بدون موافقة سلاحها..!!

اللهم إلا حدث في الأمر مالا يخطر ببالها،وعلى غير ما يقوله عرافوها.!!

وفي عرف المد والجزر الدولي كل شيء ممكن..!!

الجوالفلسطيني غائم كليا ومغبر،وينذر بعواصف أكثر انقسامية،وهوجوموات جدا لإسرائيل حيث تعمل وأطراف عربية ودولية من اجل استمراره وتصعيده، ومن بيننا من يساعد على ذلك بوعي أوبغيره..!!

نعم.الصورة الآن معقدة والعلاقات متشابكة،والمؤشرات مريبة،ولا يتضح منها إلا حقيقة واحدة هي أنه أن لم تحدث معجزة يكون موسم الحج الفلسطيني قد ضاع بين حانا ومانا..!!

وأن شعبنا الفلسطيني فقط يدفع ثمنا يوميا مضاعفا وسط الحصار،ومن أجل صراعات مخجلة لزعامات عابرة..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى