الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم يونس توفيق الحمداني

الرّحلة

أسدلتُ عليَّ الصمتَ
وقلتُ لعمرٍ مات
إليكَ دمي
نار من همٍّ
تشعل منها شمعكَ والأقمار
وتملأ أقداحا فرغت
إلا من أحزان لاتنضب
مهرا
آويتُ الجسد المنهوك إلى ركن
ورشفتُ دموعي ملحا ممزوجا بالخوف
وبالكلمات المرة
حتى بات الخمر يفوح نساء من خزف
تصاعد فوق سماء الكأس
وتلمع في طيات ثيابي
صارت بارات الغرباء بليل محطات المدن المصفرّة
تعرفنـي
وجها تتجمع فيه الحسرة
حين يصادف صوتا ينهض خلف القاعة
يعلن بدء الرحلة
فلورنسـا -
للذاهب
للآتي
سيهبّ قطار بعد قليل
من يبقى؟
من يرحل؟
من؟
اتسمّع لغو قطار آتٍ
أو غاد
وألاحق آخر أهملني
أستسـلم للريح الخرساء؛
وحول شرودي يطلع فوق المقعد
قرب رصيف الليل
غناء شرخ
كنت أداريه الأعوام بأكملها
وأعاتبه
إما ينساني -
أو يرقى حلمي
أتسمر فوق رصيف
لايدري تعبي
والبرد يقطر في جسدي حرّا
فرحا
أترقب وجها يغفو
آخر يحلم تحت عمود الضوء
بآيات أو خبز
أو حتى بيت من أعشاب
وغصون
قلت لفارسة الأسفار
أجارتنا إنّا أغراب في أرض -
يتعفن فيها الحزن
وكلّ غريب للمحزون هوى ونسيب
لاعتب ياجارتنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى