السبت ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم حسن خاطر

الرواية الأولى للكاتب الكويتي وليد جاسم الجاسم

(فانيلا) حلقة جديدة في سلسلة روايات عالم الواقعية

 استطاع الكاتب وليد جاسم الجاسم خلال الرواية في التعبير وبنجاح تام عن واقع ملموس.


 الأسلوب الجميل للكاتب أحد الدعائم الأساسية في نجاح روايته.
 مواضع التصوير بالرواية تجعل القارئ وكأنه يعيش بالفعل مع أحداث الرواية وأبطالها.
 الرواية بوجه عام ممتعة ومشوقة للقارئ لاكتمال أركانها وسلاسة سردها.

صدرت في الكويت مؤخرا رواية (فانيلا) للكاتب الكويتي وليد جاسم الجاسم.. تقع الرواية في 151 صفحة من الحجم المتوسط تصدرها غلاف أنيق من تصميم الفنان يسري ماهر، ولقد استهل الكاتب روايته بإهداء مميز إلى الأديب الشاعر مبارك بن شافي الهاجري.. (إهداء إلى أخي.. الزميل.. الأديب.. الشاعر.. مبارك بن شافي الهاجري.. شكرا لإصرارك عليٌ وأتمنى أن أكون بقدر حسن ظنك).

تدور أحداث الرواية حول أسرة (عبدالله) تلك الأسرة الكويتية العريقة التي كانت تسكن في منطقة ضاحية عبدالله السالم – وهي إحدى أرقى الضواحي السكنية في دولة الكويت – والتي كان يعمل في بيتهم سائقهم الهندي يدعى (كريشنم) وزوجته الخادمة "ميري" وهما من أبناء إحدى القرى الصغيرة في مدينة كيرلا الهندية والتي تشتهر بعبق الفانيلا الذي يملأ الحقول فيها .. أنجب (عبدالله) وزوجته "هيه" إبنهما "معارك" كما أنجب في ذات العام "كريشنم" و"ميري" إبنهما "دانيال" .. "معارك" كان يشعر في طفولته بالحب تجاه "دانيال" .. كيف ولا وقد ولدا في نفس العام وترعرعا في نفس البيت .. يقول الكاتب واصفا ظروف هذا الحب: "رغم الفارق الكبير في المستوى الاجتماعي ورغم أن هذا "معارك" بن (عبدالله) .. المعزب صاحب البيت وذاك هو (دانيال) بن "كريشنم" السائق المنكسر الذي يشقى من سنين في الكويت لكسب قوت يومه وضمان مسكنه ومأكله ومشربه .. رغم كل ذلك الفارق فإن الحب كان يجمع بينهما .. فهما أشبه بالأخوين اللذين كبرا في بيت واحد .. كم سرقا غفلات من "هيه" و(ميري) فلعبا مع بعضهما البعض الكرة .. أو تسابقا ركضا في الحوش .. أو عبثا سويا في مزروعات ورود الحديقة".

(دانيال) و(معارك) كانا يلعبان من وقت إلى آخر مع ابن جارهما (باقر) وهو ولد في مثل عمريهما وفي ذات المرحلة الدراسية .. "معارك" كان يحب فعلا صديقه وجاره "باقر" .. وكلاهما كانا يحبان "دانيال" صديق طفولتهما الذي صار يتقن اللهجة الكويتية عموما.

توفى الأب "عبدالله" نتيجة مرض عضال تاركا لزوجته "هيه" أبنهما "معارك" الذي أصبح في ابن الثماني سنوات وابنتهما "منيرة" ابنه الثلاث سنوات .. ولقد أفسحت وفاة "عبدالله" المجال لمزيد من توطيد العلاقة بين "معارك" و"دانيال" .. بل وبين "دانيال" و"منيرة" الصغيرة التي كانت تسعد كثيرا وهي تراقب محاولات "دانيال" لإضحاكها فهو صار بالنسبة لها إنسانا مرتبطا بالفرح والسعادة .. صارت تسعد لمجرد رؤيته ولو من بعيد.

.. وبتعاقب السنوات .. "دانيال" و"معارك" صارا في الثامنة عشرة من العمر و"منيرة" في الثالثة عشرة من عمرها وبدأت تغزو جسدها علامات الأنوثة الجسدية الفاتنة ويزيدها إغراء ذلك الشعر الأسود الليلي الناعم المنسدل على كتفيها.

"معارك" ضل الطريق مع أصحابه وألهوه معهم فأهمل دراسته في عامه الأخير من الثانوية ولم يحصل على مجموع جيد يؤهله لدخول الجامعة ولكن الدراسة بالنسبة له كانت عبئا وكان يفضل التسكع بسيارته الفاخرة مع أصحابه .. يغازل البنات ويدور من قهوة إلى أخرى ومن مطعم إلى آخر ومن سوق إلى آخر .. ولا مانع من ليلة في البحرين وليلتين في دبي من شهر لآخر ولا أحد يقدر على إقناعه بأن يكمل دراسته فهو يحيا حياة أقرب إلى التمرد.

أما "دانيال" الذي نجح في الثانوية العامة بمجموع 93 % فقد واجه الحقيقة المرة وهي أن الجامعة المجانية الكويتية لن تقبله رغم مجموعه الكبير .. ووالده الفقير لا يمكنه أن يتحمل مصاريفه في جامعة خاصة بالكويت .. و"باقر" الذي كان شابا على قدر كبير من تحمل المسئولية فقد تمكن من دخول كلية الطب بجامعة الكويت بسبب مجموعه الكبير ..

"دانيال" قرر الذهاب إلى بلده بالهند للالتحاق بكلية الطب هناك تلك البلد التي لم يرها إلا ثلاث مرات طوال عمره البالغ 18 عاما ومجموع الثلاث زيارات التي قام بها إلى الهند كلها لا يزيد عن مائة يوم ..

في لحظة الرحيل "منيرة" شعرت بغصة كبيرة ورغبة في البكاء وهي تودع "دانيال" الذي لمح دمعة حبيسة في مقلة "منيرة" .. تلك النظرة التي رمقته بها وهي تودعه .. تلك الدمعة التي احتبست في عينيها رافقت "دانيال" طوال الطريق إلى المطار ..

"يا إلهي .. ما الذي أشعر به تجاه هذه الفتاة؟!!" هكذا صاح "دانيال" في نفسه وهو على مقعد الطائرة في طريقه للهند.. واستطرد يقول: "أنا هندي .. وهي كويتية .. أنا ابن سائق .. وهي كويتية أصيلة.. أنا مسيحي .. وهي مسلمة .. يا إلهي إن فارق الديانة يبدو هو المعضلة الوحيدة التي يسهل حلها .. إذ يكفي أن أشهر إسلامي فأصبح جديرا بها .. ولكن كيف لي أن أعالج معضلة الجنسية؟ .."

لم يكن "دانيال" يملك أي سلاح في هذه اللحظة ليحارب به آملا بلوغ مناه والزواج من "منيرة" إلا سلاح العلم .. فهو الوسيلة الوحيدة التي يمكن له عبرها أن يرفع من شأنه ويزيد من احترامه فهو سوف يحصل على بكالوريوس الطب ويصبح طبيبا ثم يعود إلى الكويت للعمل بها شريكا في عيادة مع صديقه "باقر" الذي سوف يتخرج طبيبا هو الآخر وسبق وأن وعده بأنه سوف يقوم بإحضاره مرة أخرى للكويت لمشاركته في العيادة الخاصة التي سوف يقوم بتأسيسها فور تخرجه.

عاش "دانيال" حياة صعبة في "كيرلا" رغم ما بها من مواطن جمال ورائحة الفانيلا المنتشرة هنا وهناك ولكن يكفيه حزنا هو أن "منيرة" ليست بها .. وهذا سبب وحيد لجعله يحيا حياة صعبة للغاية هناك ..

ظل "دانيال" على تواصل مستمر مع محبوبته "منيرة" عن طريق "الإنترنت" ولقد اعترفت "منيرة" لـ "دنيال" في رسالة عبر الإيميل وبأدب جم أنها تحترق شوقا لعودته وتنتظر اليوم الذي تراه فيه طبيبا يرتدي الروب الأبيض ويعالج مرضاه .. بل وتتمنى أن تكون هي أول مريضة تستسلم بين يديه لعلاجها ..

ومرت سنوات خمس وقال "دانيال" في رسالة لـ "منيرة" عبر رسالة إلكترونية بعثت بها إليه: "هانت .. ما بقى شيء على العودة إلى الكويت .. مضت خمس سنوات وباقي أن أكمل عاميين إضافيين في الدراسة .. اليوم عيد ميلادي .. صار عمري 23" .. ردت عليه منيرة برسالة أكثر رومانسية حيث قالت له: "لك العمر كله .. وأنا جمعت كل هدايا عيد ميلادك .. عيد ورا عيد .. وأنتظر رجوعك الكويت أعطيك إياهم كلهم .. مس يو وايد حبيبي".

وفي هذه الأثناء ظهر في الأفق "سالم" ابن عم "معارك" و "منيرة" وهو يكبر "معارك" بثلاث أعوام ويكبر "منيرة" بست أعوام .. تقدم "سالم" لخطبة "منيرة" ولكن منيرة رفضته في بادئ الأمر وأبلغت عبر الإيميل "دانيال" بالأمر فبادر "دانيال" بالاتصال هاتفيا بصديقه "باقر" في الكويت واعترف له بحبه لـ "منيرة" ورغبته في الاقتران بها وأنه لا يريد أن يقترن بها "سالم" فرد عليه "باقر" قائلا له مستنكراً : "تتزوجها !! .. تريد أن تتزوج منيرة أخت معارك ولد عبدالله وأنت .." ، "دنيال" يكمل ما أراد أن يقوله "باقر" قائلا : "وأنا هندي ..صحيح .. أنا ابن سايق وخدامة .." .. وقال له "باقر" ما معناه .. "اصرف نظرك عن هذا الموضوع لازم تركز ما بقى شيء على دراستك وترجع طبيب .. ونعمل مشروعنا .. لا تسمح لعواطفك تدمرك.."

قطع "دانيال" علاقته بـ "منيرة" على مضض رغم أن حب منيرة ما زال يداعب قلبه ويطير النوم من جفونه .. ولهذا وافقت منيرة على الزواج من ابن عمها "سالم" وهي كارهة لهذا الزواج ولهذا لم يدم الزواج طويلا وسرعان ما انفصلا وأصبحت منيرة مطلقة وعادت إلى بيت أمها "هيه" وعادت مرة أخرى قريبة من سكن "كريشنم" وزوجته "ميري" ذلك السكن الذي سوف يحضر ويعيش فيه "دانيال" بعد أن يحصل على شهادة الطب ويصبح طبيبا.

أما "معارك" فقد غاص في الملذات والشهوات وقضاء الليالي الحمراء في أحضان الساقطات وبنات الهوى تاركا أمه وأخته في مهب الريح تتقاذفهم الأمواج والأعاصير..

عاد "دانيال" إلى الكويت وقد أصبح طبيبا ولاحظت "هيه" شغف وتعلق ابنتها "منيرة" به فقررت طرده من السكن فلقد أصبح رجلا يافعا لا مكان له مع أبيه "كريشنم" وأمه "ميري" في بيت "هيه" وابنتها "منيرة" .. وبالفعل ذهب ليعيش في غرفة ملحقة بالعيادة الخاصة التي أصبح يشارك صديقه "باقر" فيها بعد تخرجه هو الآخر من كلية الطب – جامعة الكويت.

ازدادت الأسرة تفككا .. فبعد أن عملت "منيرة" في إحدى البنوك العريقة طلبت من إدارة البنك أن يتم نقلها للعمل في أحد فرع البنك التي تم افتتاحه حديثا في الهند رغبة منها في أن يعود الدكتور "دانيال" للعمل في الهند ومن ثم تتاح لها فرصة الزواج به .. "معارك" غاص أكثر وأكثر في الملذات وشرب الخمور ومصاحبة فتيات الليل وتزوج من "سميرة" إحدى الساقطات التي يتحرك جنينا في أحشائها .. تزوجها وهو لا يدري ما إذا كان هذا الجنين منه أم من غيره من عشاقها السابقين .. تزوجها وهو لم يأبه لشيء إلا حبها حتى لو كانت بائعة هوى لا تعرف كم رجلا اهتز فوق بطنها وكم صديقا رأى كل أسرارها وعرف كل تفاصيل جسدها .. هل أصبح "أحمق ؟!! .. ديوث ؟!! هذا لا يهم .. المهم أن تصير "سميرة" ملكه ولا يهمه تاريخها في شيء.

واختتم الكاتب روايته بتأكيد منه على التفكك الذي أصاب هذه الأسرة حيث أوضح أن "هيه" منذ أن مات زوجها "بو معارك" لم تشعر بأنوثتها ولم تشعر بلذة كاملة أبدا ولم تنم في أحضان رجل يعتصرها عصرا .. وهذا ما دفع بها إلى أن ترتدي قميص نوم مثير يكشف أكثر مما يستر بكثير .. وذهبت إلى السائق "كريشنم" في سكنه ليمتزج رائحة البخور الذي يملأ جسدها مع رائحة عبق الفانيلا الذي يملأ جسد "كريشنم" .. الرغبة تتفجر من عينيها وصرخت فيه قائلة: "أسمعني صرير فراشك الحديدي .. أريد أقوى ما يمكنك من صرير .. إنه حرمان سنين .. انتهى في غرفتك الآن".

لا يختلف إثنان على أن رواية "فانيلا" رواية واقعية وتعد حلقة جديدة في سلسلة روايات عالم الواقعية إستطاع الكاتب المميز وليد جاسم الجاسم في التعبير خلالها وبنجاح تام عن واقع ملموس ولا شك في أن نجاحه هذا قد حققه لاعتماده على عدة أسس نذكر منها:

 الأسلوب الذي قام الكاتب بكتابة روايته به حيث أنه تمتع خلالها بأسلوب أدبي جميل يجعل القارئ يتمتع بالفعل أثناء قراءته للرواية ، فعندما يشرع القارئ في قراءة رواية "فانيلا" فإن الكاتب نجح في أن يجعله لا يتركها إلا إذا انتهى من قراءتها من الغلاف إلى الغلاف ، فكلما قرأ فصلا منها تشوق لأحداث الفصل الذي يليه ليقف على ما وصلت إليه أحداث الرواية .. وهكذا إلى أن ينتهي من الرواية كاملة.
 نجح الكاتب أيضا في مواضع التصوير بالرواية وأن يجعل القارئ يتخيل نفسه وكأنه يعيش بالفعل مع أحداث الرواية وأبطالها .. فمثلا يقول في الفصل (22) واصفا استعداد "هيه" أم "منيرة" لزيارة أم "سالم" لخطبة "منيرة" لابن عمها "سالــــم": " .. تحمل "المبخر" وتنتقي كسرة كبيرة من البخور الباهظ الثمن الذي يستخدمونه في بيوتهم .. وضعت البخور على قطعة الفحم المتقدة في المبخر المصنع من خشب الصاج والمزخرف بنقوش نحاسية .. وأخذت تدور على صالات الدور الأرضي من المنزل .." ، وفي الفصل (26) يصف الكاتب ببراعة منيرة وهي جالسة على الأريكة حيث يقول: "منيرة مستلقية على الأريكة في الطابق السفلي من المنزل .. أشعة الشمس الداخلة من النافذة تنعكس على جسدها اللامع .." ، وفي الفصل (28) يجسد لنا الكاتب ببراعة أكثر مشهد مقابلة "ميري" لنجلها "دانيال" بعد عودته من الهند وقد غاب عنها مدة 7 أعوام كاملة .. حيث قال: ".. وما أن رأته حتى صرخت وركضت صوبه .. احتضنته .. أخذت تقبل كل جزء يصادفها .. تشم ابنها شما .. وتبكي فرحا .." وفي الفصل الأخير من الرواية كتب يقول واصفا – بأسلوبه المنمق - "هيه" وهي تتهيأ للذهاب إلى "كريشنم" في غرفته: ".. تلبس قميص نوم مثيرا يكشف أكثر مما يستر بكثير، رائحة البخور الهندي .. بخور كيرلا .. تفوح من جسدها الأملس .. وتشم من "كريشنم" عبق الفانيلا".
 يحسب للكاتب أنه كان كلما استخدم كلمة من اللهجة الكويتية المحلية قام بكتابة شرح لها في الهامش بذيل الصفحة وفي هذا مساعدة منه لتوضيح بعض الكلمات التي تيسر فهم الكلمة ومدلولها لدي القارئ الغير كويتي الذي يتناول قراءة الرواية.
 يحسب للكاتب أيضا صارحته وجراءته المعهودة في طرحه لأحداث الرواية كما يبدو هذا جليا في ما كتبه على الغلاف الأخير للرواية حيث كتب يقول: ".. ما بين قرود دارون وعبق دهن العود .. ولذة الفانيلا تفاجئنا هذه الرواية بعلاقات إنسانية من نوع مختلف .. علاقات تعري ذواتنا وتكشف حقيقة ما يدور في عقولنا".

رواية "فانيلا" بوجه عام رواية ممتعة ومشوقه للقارئ لاكتمال أركانها وسلاسة سردها وعذوبة أسلوبها وهذا ما دفعني إلى أن أبدي ملاحظة واحدة عليها وهي أن الكاتب وليد جاسم الجاسم كان في مقدوره أن يجعل أحداث الرواية تطول في فصول أكثر وصفحات أكثر وتخرج علينا الرواية بحجم الروايات العادية كي تزيد من متعة القارئ وقضائه لأطول وقت ممكن بين دفتي الرواية وأحداثها ، ولكن كلما تذكرت أن وقت الكاتب وليد الجاسم ضيقا ومحدودا لدرجة إنه يقتنص وقتا من بين أوقات مشاغله العديدة في عالم الصحافة والإعلام - بصفته نائبا لرئيس تحرير جريدة الوطن الكويتية بجانب عمله رئيسا لمجلس إدارة قناة الوطن الفضائية - كي يتفرغ خلال هذا الوقت للكتابة أجد أنه لزاما علي ضرورة القيام بتوجيه عظيم التحية والشكر للكاتب وليد جاسم الجاسم على روايته هذه والشكر موصولا أيضا لمن دفعه لاختزال وقتا من وقته من أجل الخروج علينا بهذه الرواية الجميلة "فانيلا" وهو من خصه بالشكر في مقدمة روايته هذه الزميل الأديب الشاعر مبارك بن شافي الهاجري مع تمنياتنا بروايات أخرى لوليد جاسم الجاسم ليصبح أحد فرسان الرواية العربية الذين لا يكلون ولا يملون من أجل إثراء المكتبة العربية برواياتهم المشوقة والممتعة.

(فانيلا) حلقة جديدة في سلسلة روايات عالم الواقعية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى