الثلاثاء ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم قيس طه قوقزة

تَـــوابِــيت

إني قتلتُكِ واقترفتُ جريمــتي
ونصبتُ في عينيكِ بيتَ حِدادي
 
وتركتُ قلبُكِ تائهاً بدمائــهِ
ودفنتُ تاريخاُ من الأحــقادِ
 
وحملتُ نعشَ هواكِ بينَ أصابعي
وأخذتُ ثأرَ الأهلِ والأجـدادِ
 
وسبيتُ جُندكَ عن بلاطِ مدينتي
وذبحتهم وأعدتُ لعنـــةِ عادِ
 
وجلستِ وحدكِ في الظلامِ كسيرةٍ
مثلَ العرائسِ في ثيابِ ســوادِ
 
* * * *
إنيّ أحبكِ رغم ما اقترفت يدي
ما زال قلبي في الطلولِ ينادي
 
يبكيكِ ألفَ قصيدةً مذبوحةٍ
يبكيكِ أبعاداً على أبــعادِ
 
إني أحبُّ الشعرَ فيكِ قصيدةً
منفيةً تشتاق للإبعادِ
 
عيناكِ في صحراء قلبي أنهرٌ
تغتالني وأنا اليها الصادي
 
وأنا المسافر بين ألفَّ قصيدةٍ
وأنا الرمادُ فمن تـلمُّ رمادي؟!
 
اسمي على الجدرانِ ينزفُ واقفاً
في الشامِ في عمان في (بغدادِ)...
 
سيانَّ عندي أن أموتَ مسافراً
أو أن أموتَ على ذراعِ سعادِ
 
سفكَ الذين أحبهم ربي دمي
وسبُوا بمنتصف الطريقِ جيادي
 
ووقفتُ في وجه العواصف مؤمناً
أنَّ القصيدةَ موطني وبلادي
 
ووقفتُ في وجهِ الرياحِ مدينةً
أعيتْ جميعَ غُزاتها الأوغادِ
 
حاربتُ بالشعر الزمان ولم أخف
من سطوة الأسواطَ والجـلاّدِ
 
واليومَ أرجعُ من جميع معاركي
مزقاً… أجرُّ طفولتي وعنـادي
 
في كلَّ شبرٍ ألفُ جرحٍ غائرٍ
متغلغلٍ شوقاً عليكِ ينادي
 
يا ربُّ إنَّ لكلِ جرحٍ غائرٍ
بعداً وجرحي تائــهُ الأبعادِ
 
هانحنُ نتركُ للرياحِ جنوننا
طفلين نحملُ لعنة الأجدادِ
 
هـا نحنُ يا سمـراءُ نترك بحرنا
ونموت قبل خطيئة الميلادِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى