الاثنين ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم حبيب فارس

كلّ حذاء وأنتم بخير

- 1 –

أدْخِلوا النّعل، مادة أساسيّة، في برامج تدريس الإعلام، إنتَقوا، في عالم تجارة الأحذية، الأسماء المُنافِسة، حذاء جورج بوش، حذاء ضد الإحتلال، حذاء ضد النفاق، حذاء الإستشهاديّ، حذاء كرامة، حذاء مقاوم...!

إجْروا في المختبرات الإلكترونيّة، التجارب على رقائق، متخفّية، داخل، ربطة عنق، قـُرط أوعقد، كُمّ أجير، تَشي بانكشاف جوارب، تفوح، برائحة، أنين وطن، صراخ سجين، جرح مفتوح، عزيمة لا تلين.

- 2 -

تَحَضّرْ أيها الصحفيّ، ليس هكذا تتصرّف (صاحبة الجلالة)، في حضرة أصحاب الجلالة، والفخامة، أليست وظيفة الجارية، الإنحناء أمام الإمبراطور، الزغردة في مواسم الفرح، المآتم، والترفيه عن الغزاة الخائبين ؟

تأدّبْ أيها الصّحفي، فللمهنة قواعد، وللأحذية وظائف، ولل(قذف) أصول، لا غضب، لا تجريد، لا إيجاز، لا استعارة، لا مُبتسَر، و(اللبيب يفهم من الإشارة)...

تَحضّرْ أيها الصحفيّ، إجعل طبّة قلمك، خوّذة مارينزيّ، حبره نفط حرام، وخطوطه سيف سلطان، إيّاك وملامسة حذاء حريمك، دعسة بنزين، إيّاك المقاربة والتخمين، وإن عجّت فضائيّاتنا، بالعريّ، فهي ليست أسواق دعارة، يرتدين أحذية، كِعابها نصف متر، لكنهنّ يَأبينَ خلعهنّ، إلاّ عند اللّزوم، وليس في المجالس العامّة، فهُنّ يَلُمّنّ، بموجبات أسرار المهنة، يلتَزمنَ، تقنيّات السّبق، وضرورات الإثارة!

- 3 –

أمّا و(الحاجة هي أمّ الإختراع)، أمّا وقد طلّقت مذ زمن بعيد، الصحافة الفصاحة، أمّا وقد آن الأوان، لاعتلاء القصيدة الإستشهاديّة، سلّم المجاز، كي لا تؤذي الأبرياء، أمّا وقد انتظرنا طويلاً، أخبار الجنّة من قاطنيها، فكلّ اختراع وأنتم بخير، وكلّ حذاء وأنتم بخير!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى