السبت ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم باسل محمد البزراوي

صحراء نامي

صحراءُ يغرقُ في الظلامِ كِرامُها
ويئزّ في وجهي النحيل ضرامُها
 
وتلومُني حين انتصبتُ مُنافحاً
عن أمّةٍ نامت، ولذّ مَنامُها
 
أنا مَن وقفتُ على لهيبِ مَصائبي
وحملتُ روحي فانتشتْ آلامُها
 
روحي تصيحُ وقد سما فيها الهوى
والقاذفاتُ دجا بها إجرامُها
 
واغتالت الحلمَ الجميلَ بوقعةٍ
سوداءَ أرمَدَ مقلَتيَّ سِخامُها
 
رفّت رفيفَ الفجرِ نشوانَ الهوى
حين البريّة قد سَجا إظلامُها
 
أنا ما بكيتُ ولا شكوتُ وصُحبتي
قلبٌ نمَاهُ من الجبالِ رِضامُها
 
وألِفتُ صوتَ النائحاتِ وقبلتي
حريّتي..حريّتي.. وإمامُها
 
وطني، وثورتيَ التي أسقيتُها
نهراً من الدّمِ كي يشبَّ أوامُها
 
صحراءُ، نامي واستفيقي واصدَحي
وارغَيْ بأغنيةٍ يئجُّ غرامُها
 
صحراءُ، نامي وانتشي في سَكرةٍ
حمراءَ، طابَ على الصدور هيامُها
 
تلِجُ الغواني السافراتُ جِنانَها
ويهيمُ في حاناتِها أقزامُها
 
نامي هناك على الشموعِ بذلّةٍ
واستمطري عشتارَ يَهْمِ غمامُها
 
فتسيلُ من شريانِ غزّة ديمَة
ويحينُ من قبل الحِمامِ حِمامُها
 
فدماءُ غزّة أقسمتْ بهوانكم
أنْ يستعيذَ من الهوانِ كِرامُها
 
لتذودَ عن شرفٍ أهنتم وجهَهُ
في أمَّةٍ يُغري الصِّغارَ سَقامُها
 
جاعت فلم تأكلْ يثديَيْها الهوى
ليذل ّما بين الورى أعلامُها
 
فإذا تقاطرَ غيثها روَت اللّظى
وسقى قلوبَ الظامئينَ رِهامُها

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى