الخميس ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم عبد الغفور الخطيب

أنوثةُ وطن

إلى وطني الكبير
ـ 1ـ
في وطني نقولُ:
ما أسودَه حاضرَنا..؟!
أَسْوِدْ بِهِ منْ كافرٍ..؟!
نقولُ:
ما أبيضَهُ حاضرَهم..؟!
أَبْيِضْ بِهِ منْ باهرٍ..؟!
فلتسقطي يا أمَّتي فريسةَ الأنيابْ
من الشّمالِ للجنوبْ
من شرقكِ لغربكِ
يا قصةَ العارِ ويا روايةَ الأذنابْ.
في وطني المذهلِ بابتكارهِ
نرصِّعُ.. نلمِّعُ
ندلِّلُ.. نعلِّلُ
ونعطفُ ونقطفُ الرقابْ..
بلاغةٌ ليسَ لها نظيرُ
في وطني المنهارِ دائماً
في وطني المؤمنِ بالثوابِ والعقابْ..
ختامُها: نوقِّعُ... نسلِّمُ!!!
نوافقُ الأغرابْ.
 
********
في وطني:
نحنُ مع السَّلبِ مع الإيجابْ..
مع كلِّ أفَّاقٍ وسمسارٍ يبيعُ حلمَنا
ودونما حسابْ.
في وطني:
منْ يأسِنا وحزنِنا
نمرِّغُ الوجوهَ كلَّ يومٍ بالتُّرابْ
في وطني:
يستنكرُ النُّحاةُ جُلُّهُمْ مسائلَ الإعرابْ..
ويعلنونَ أنَّنا لم نحسنِ الجوابْ.
 
********
مشكلةُ الأَعرابْ
في وطني الممتدِ منْ ماءِ المحيطِ للخليجْ..
ليسَ لها حلٌّ هناكْ
في مجلسِ الأمنِ الأبيِّ !!
أو مجالس الخرابِ عندنا
مجالسِ الأنصابِ
في الأعيانِ والشُّورى
وفي الشَّعبِ أو الأمَّةِ
أو في مجلسِ النُّوابِ
أو...!!
ربما الحلُّ هناكْ
في مجلسِ الشُّيوخِ.. في الكُونْغِرْسِ
في واشنطنَ الأربابْ..
ربما في مجلسِ العُمومِ في لندن
أو باريسَ
أو برلينَ
أو روما
وأو.. وأو.. وأو
لكنَّها (آم شور)
ليست في عواصمِ الأَعرابْ..
 
ـ 2 ـ
في وطني نرتِّلُ القرآنَ في المساءْ
ونَرْكَعُ.. ونَسْجُدُ.. ونَخْشَعُ
ونُجهِدُ النُّفوسَ كي نُرضي الإلهَ في السَّماءْ
ومَعْ شروقِ الشَّمسِ نصطادُ النِّساءْ.
 
********
في وطني:
نُدرِّسُ التاريخَ
تاريخَ البناةِ بازدراءْ..
وندرسُ الحاضرَ بانتشاءْ..
في وطني المليءِ بالعويلِ والبكاءْ
الكلُّ يحتاجُ الفناءْ.
في وطني نحتاجُ للأخفش
كي نُعْرَبَ فعلاً قائماً بذاتهِ
أو فاعلاً
أو نرتقي لموقعِ ابتداءْ..
لكنَّنا دوماً نعيشُ حالةَ المفعولِ فيهِ
أو بِهِ، وأَوْ، وأو
وهكذا نحيا على الهامشِ دونما بناءْ.
 
********
في وطني الغنيِّ بالنِّفطِ وبالغازِ
وبالسَّوائلِ الكثيرة،
لا نرتجي أنْ يَقْدُمَ الشِّتاءْ.
 
********
في وطني:
مسائلُ العُرْبِ غريبةٌ عنْ منطقِ العقلِ
ولكنْ
ليسَ أبناءُ بلادِ الشَّمسِ
منْ يعتنقُ المنطقَ والعقلَ
وقانونَ البقاءْ..
فكلُّنا مستغرِقونَ بالأسى
وكلُّنا متيَّمونَ بالنُّواحِ كالنِّساءْ..
أنوثةٌ ما بعدها أنوثة
أنوثةٌ لَمْ نرها قطُّ على الغبراءْ
لوطنٍ كبيرْ
لوطنِ الحريمِ وطنِ النِّساءْ.
إلى وطني الكبير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى