الخميس ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم حسن خاطر

ديوان العرب ينعي الفنان العربي منصور الرحباني

توفي في لبنان الثلاثاء 13 يناير 2009 أحد عمالقة الفن العرب، والركن الثاني في مدرسة الرحابنة الفنان العربي الكبير منصور الرحباني، وذلك عن عمر يناهز الثالثة والثمانين عاما. وكان الفنان الكبير قد أدخل في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي مستشفى"أوتيل ديو"في العاصمة اللبنانية بيروت بعد إصابته بانفلونزا حادّة أثّرت في رئتيه ورفض الأطباء السماح له بالعودة إلى منزله حتى يستقر وضعه الصحي بعد أن كان قد أخضع للرعاية الصحية في غرفة العناية الفائقة لمدة ثلاثة أيام وذلك طبقا لما تناقلته وكالات الأنباء والصحافة العربية وجاء دخوله إلى المستشفى فيما كانت تعرض آخر مسرحياته الغنائية "عودة طائر الفينيق" ضمن مهرجان بيبلوس لعام 2008 م والتي ما زالت تعرض في لبنان حتى الآن، الفنان الراحل هو واحد من اثنين شكلوا في تاريخ الموسيقى العربية ما عرف بالأخوين رحباني عاصي ومنصور وق\ قدما العديد من المسرحيات الجميلة والمميزة وقد كانت الفنانة فيروز هي البطلة المطلقة في جميع مسرحياتهم.

ولد منصور الشقيق الأصغر لعاصي في بلدة إنطلياس بلبنان في بلدة أنطلياس عام 1925 م ، ووالدهما هو حنا الياس الرحباني. وقدم منصور مع أخيه عاصي تحت اسم الأخوين الرحباني الكثير من المسرحيات الغنائية وكانا بلا منازع أفضل من قدم اعمال مسرحية غنائية في الوطن العربي وقد كانت فيروز هي البطلة المطلقة في جميع مسرحياتهم. ومنذ رحيل شقيقه عاصي عام 1986 م قدم منصور الرحباني حوالى عشر مسرحيات ومعظمها ارتكز على سير شخصيات أو أحداث تاريخية تعكس واقعنا السياسي المتعثّر، والبداية كانت عام 1987 مع «صيف 840» بطولة غسان صليبا وهدى حداد) التي جاءت إهداءً لعاصي. وفي عام 1994 قدّم «الوصية» التي لعب بطولتها أيضاً غسان صليبا وهدى حداد ، أما «آخر أيام سقراط» عام 1998 م فشاركت فيها الفنانة كارول سماحة مجسّدةً دور زوجة المعلّم والفيلسوف اليوناني التي ما انفكّت تضطهده بسبب انشغالاته الفكرية ، بعد ذلك ذهب منصور إلى النص اللاهوتي في «وقام في اليوم الثالث» عام 2000 م لينتقل مجدداً إلى سير الشخصيات التاريخية في «المتنبي» عام 2001 م وفي العام نفسه قدّم «ملوك الطوائف» التي لا تخلو من الإسقاطات على الوضع الراهن اللبناني إذ تناولت الملوك العابرة التي كانت تتناحر في ما بينها متأصلة بالطائفية والتمييز العنصري ... أما «آخر يوم» والتي قدمها عام 2004 م فتُعد نسخة جديدة من روميو وجولييت ، وأيضا في عام 2004 م قدّم منصور مسرحية «حكم الرعيان» الذي عاد ليتناول الصراعات التاريخية ويحيلها على الواقع العربي الرديء ، كما تناول نصّ جبران خليل جبران في «النبي» وذلك عام 2005 م ، كما قدّم العام الماضي مسرحية «زنوبيا» الغنائية التاريخية الملحمية وتناولت ملكة تدمر وصراعها للحفاظ على مملكتها من الغزاة والطامعين.

وديوان العرب إذ ينعي للأمة العربية الفنان العربي الكبير منصور الرحباني الذي وفاه الأجل بعد حياة مليئة بالعطاء الفني المميز ، مع خالص العزاء لذوي الفقيد ولتلاميذه ومحبي وعشاق فنه العربي الأصيل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى