الاثنين ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم حسن خاطر

يا تلاميذ غزة

قصيدة شعر كتبها الشاعر السوري الكبير نزار قباني (21 مارس 1923 م - 30 أبريل 1998 م) عام 1988 م أي منذ 21 عاما مخاطبا فيها تلاميذ غزة .. قصيدة مؤثرة للغاية تبدو كلماتها وكأنها كتبت لما يحدث في غزة اليوم ..

وقد زيلتها بقصيدة كنت قد كتبتها منذ عدة أيام قبل أن أعثر على قصيدة الشاعر نزار قباني .. فليسامحني كل من يقرأها على أنني أقرنت اسمي بإسم هذا الشاعر العربي الكبير ولكن جاء هذا من منطلق وحدة المشاعر والأحاسيس تجاه الأحداث الجسام التي تمر بها غزة وتلاميذها وأهلها الأحباء.

يا تلاميذ غزة
شعر: نزار قباني
يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا
كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة لاتبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا
إضربوا إضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا
إننا الهاربون من خدمه الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم ان تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا
يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقراونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي والقمع ونبني مقابرا وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا وطردوا من رؤوسنا الافيونا
علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا
من شقوق الأرض طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا
هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا
أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا إغسلونا
إن هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة الف أهلا بالمجانين إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي ولي من زمان فعلمونا الجنونا
 
وأضيف إلى شعر شاعرنا المتميز نزار القباني وأقول :
 
لا تسامحونا يا تلاميذ غزة .. بالله عليكم لا تسامحونا
وبالقلم الأسود على صفحات الكراسات تخيلونا وارسمونا
واقلعوا أحذيتكم الطاهرة وعلى رؤوسنا بقوة إضربونا
فكيف لا نهب لنجدتكم وبالصمت قادتنا إلتزموا .. وألزمونا
هو جبن وخوف على الكراسي وللشجاعة إفتقدوا وأفقدونا
تجول اسرائيل بين دياركم قتلا وسحلا وبقتلكم وقتل شبابكم قتلونا
وبالتمزيق وقتل الأمل فيكم أكدوا الجبن والخسة والأنانية فينا
بالله عليكم قولوا لي من هب لنجدتكم من العرب .. من أهلينا
فقط شجب وصوت عال واستنكار وشعوبا عربية مساكينا
تتظاهر الشعوب .. والشرطة تضرب وتفرق وتعتقل المتظاهرينا
هكذا نصرنا لكم وانتم تقتلون ونحن لا نمد إليكم ايادنا مساندينا
ولا نهب لنجدتكم ونصركم ولا نرد اليهود عنكم إن كنا فاعلينا
ولو كانت فينا نخوة ومرؤة وشجاعة لإليكم مشينا وجرينا
وحملنا السلاح وأشهرناه في وجوه أعدائكم وعنكم كنا مدافعينا
ولقلنا صائحينا .. يا تلاميذ غزة يا أحباب .. نحن لكم منقذينا
فما يحدث لكم شيء مرعب .. قتل .. بكاء .. دموع .. وأنينا
ومن السهل أن ما حدث لكم ولأهلكم .. يحدث لشعوبنا ولينا
ولن يتورع اليهود عن فعل الأفاعيل المشروعة وغير المشروعة فينا
طالما أننا صامتون لا قوة لنا ، فقط نشجب أحيانا ونصمت حينا
وبعد أن فقدتم الأمل في نصرنا لكم .. قدموا لله شكوى فينا
و لكن لا يفوتكم أن الله بالمرصاد وسينصركم على أعدائكم
وسيرفعكم عاليا فوقهم وفوقينا
وسوف يسألنا رب العباد .. ماذا فعلتم لتلاميذ غزة وأهلهم وأهل
فلسطين وقت أن كانوا لكم متوسلينا ؟؟
ولن نجد لدينا جوابا وسنقف بين يدي الله يومئذ أذلة.. صاغرينا

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى