الخميس ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم عبد الله الحميدي

غزّة

زوجُها السيد صور وجدّها السيد فلسطين

شَبِعَ الفلسطينيون من الكلام والهرج ونحن معهم. قال الشاعر العربي الكبير، الحسن بن هانئ، وداوني بالتي كانت هى الداء. ما قضية فلسطين؟ وما كل هذا النزاع والصداع العنيد المرّ المستمر والقديم الجديد لدى الفلسطينيين والمحتل الصهيوني واليهود والعرب والمسلمين والعالم؟ غطست فى بحر الكتب خاصة التاريخ والسير والمراجع لأقرأ حكاية تاريخ فلسطين. من ناحية علمية صارمة كالحجر، أقدم ذِكر لفلسطين وجدته فى الموسوعة البريطانية حيث يعود بحضارة فلسطين الى 11 ألف سنة، وهو ما يعرف بالعصر الحجري الأوسط. يا سلام! لأن العلماء وجدوا أدوات حجرية عمرها 11 ألف سنة. لا زال الحجر أداة وتاريخ وسلاح الى الآن يا سيدي! وحجر فى يد طفل فلسطيني أعزل ليرمى به جنديا يهوديا مدججا بالسلاح خائفا من حجر الطفل أبلغ من سنتليون قصيدة ومقالة من نوع عساك سالم! وقصة عساك سالم لمن لا يعرفها. هو دعاء ومثل يعرفه سكان جزيرة العرب. وقصته أن رجلا حدّث آخر عن ثالث واصفا إياه بالخير والصلاح. فأجابه صاحبه عساك سالم. لأن من وصفه كان ظالما كذوبا فاسقا فى ثياب عادل زاهد. فذهبت مثلا شعبيا.

أخذت معجم البلدان وفيه قرأت: (وقيل: إنها سميت بفلسطين بن سام بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وقال الزجاجي: سميت بفلسطين بن كلثوم من ولد نوح، وقال هشام بن محمد: إنما سميت فلسطين بفليشين بن كسلوخيم من بني يافث بن نوح، ويقال: ابن صدقيّا بن عيفا بن حام بن نوح، ثم عُرِّبت فليشين). (أولها رَفَح من ناحية مصر وآخرها اللَّجون من ناحية الغَوْر، وعرضها من يافا إلى أريحا نحو ثلاثة أيام أيضاً، وزُغَرُ ديار قوم لوط، وجبال الشراة إلى أيلة كله مضموم إلى جند فلسطين وغير ذلك، وأكثرها جبال والسهل فيها قليل).

وفي كتاب ابن الفقيه: سميت بفلسطين بن كسلوخيم بن صدقيا بن كنعان بن حام بن نوح. حدثني بكر ابن الهيثم قال: سأَلت عبد الله بن صالح عن البربر فقال: هم يزعمون أَنهم من ولد بَرّ بن قيس بن عَيلان، وما جعل الله لقَيس من ولد اسمه بَرّ وإِنما هم من الجبَّارين الذين قاتلهم داود وطالوت، وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين، وهم أَهل عَمُود، فلما أُخرجوا من أَرض فلسطين أَتوا المغرب فتناسلوا به وأَقاموا في جباله، وهذه من أَسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها، وهي: هَوَّارة. أَمتاهة. ضريسة. مَغيلة، وَرْفَجُومة. ولَطية. مَطْماطة. صَنْهاجة. نَفْزة. كُتامة. لَوَاتة. مَزاتة. رَبُوحة. نَفُوسة. لَمْطة. صَدينة. مَصْمُودة. غُمارة. مِكْناسة. قالمة. وارية. أُتَينة. كومية. سَخُور. أَمْكنِة. ضَرْزَبانة. قَطَطَة. حَبير. يَرَاثن واكلان. قَصْدَران. زَرَنْجَي. بَرغُواطة. لواطة. زَوَاوة. كزولة. وذكر هشام بن محمد أَن جميع هؤُلاءِ عمالقة إِلاّ صنهاجة وكُتامة، فإِنهم بنو افريقس بن قيس بن صيَفي بن سبَأ الأَصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبَنى إِفريقية فلما رجع إِلى بلاده تخلّفوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلاد فبقوا إِلى الآن وتناسلوا). (وقيل: إنما سميت إِيلياء باسم بانيها وهو إِيلياء بن إِرم بن سام بن نوح، وهو أَخو دمشق وحمص وأُرْدُنَّ وفلسطين). (غَزّة: مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقلّ، وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان، قال أبو المنذر: غزة كانت امرأة صور الذي أنشأ مدينة صور الساحل قريبة من البحر).

بعد هذه المقدمة، إليك صورة بانورامية (شاملة) مختصرة لحكاية تاريخ ذلك البلد كما قرأته. هذه المقالة عبارة عن مشاركة وجدانية أعددتها لأخوتنا فى غزة خاصة والعرب عامة. العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين خلال الألف الثالثة قبل الميلاد. وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة أخرى. موقعها الجغرافي في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها مميزات منها الإجتماع الديني والتبادل الإقتصادي والثقافي مع جزيرة العرب ومصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر قبل خمسة آلاف سنة. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال الألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا مثل العموريون، الحيثيون. على أية حال، هُزم الغزاة من قبل تحالف المصريين والكنعانيون.

بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.

مملكة إسرائيل

بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد.

التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد إبن داود ووريثه، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت هذه المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب.

عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.

الحكم الفارسي

اليهود المنفيون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظيم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الاجتماعية والدينية.

الحكم الروماني

الحكم الفارسي لفلسطين استبدل بالحكم اليوناني عندما أحتل الإسكندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود.

خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى عليه السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا.

لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين.

قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.

الخلافة الإسلامية

بدأ الحكم أسلامي لفلسطين 1500 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأولى للمسلمين ( الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الأقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك.

أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين.

أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين أقل أهمية.

عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وعلوم جديدة في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.

الحكم العثماني

الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في يد العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. اشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة.

ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة.

تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسع عشر، ولرغبة الغرب للتخلص من اليهود والمسألة اليهودية. وخصوصا مع إنتشار معاداة السامية واللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى أرض الميعاد في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.

الإنتداب البريطاني

إحتلت بريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى من خلال إتفاقية سيكيس بيكون مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين.

هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921.

في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل غير عادل.

في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد اضطهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين.

الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.

فترة مابعد الحرب العالمية الثانية

الكفاح الفلسطيني، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، أستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني.

الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني.

مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون.

قامت إسرائيل في 1948، وجاءت خمسة جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. لكن، عدم التنسيق وأسباب أخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل إحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجئ فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، حافظوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم. ثم حرب 1973 ثم السلام مع مصر والأردن. ثم ما عايشناه جميعا الى حد الآن.

بعد ذلك رجعت لأخبار الساعة والإنترنت لأجد الكثير من المُضحِك المُبكِي. أنقل لكم بعضه.

في الوقت الذي ينتظر فيه الجانب الفلسطيني من الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التي دعا إليها بدعم من المجموعات العربية والإسلامية ودول عدم الإنحياز تمرير قرار يدين العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة، يقول الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، السفير أهارون ليشنو يار: ننتظر أن يدين المجلس حماس لاستهدافها المدنيين وإطلاقها الصواريخ بطريقة غير مميزة ضد المدنيين الإسرائيليين من نساء وأطفال منذ اسابيع وأشهر وسنوات.

و تعليقي أن السفير يلعب دوره ويقوم بواجبه. فى الواقع، ستون عام والجلاد يلعب دور الضحية. ودم الكبش الفلسطيني ينزف بحمرة وحرقة فلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية. فما نراه فى أحداث غزة هو جزء من جزءِ من ظلم مستمر. شعب أعزل محاصر يواجه إرهاب دولة وعنف جيشها. فى مسرحية يلعبها كبار مجتمعين لمصالحهم وضحيتها صغار متفرقين. وأرضها فلسطين. ولا ننسى العراق والصومال وغيرهما. ليس الفلسطينيون يدا واحدة وكذاك العرب. كبار أكبر من العرب واليهود والتاريخ يعيد نفسه. أليس كذلك؟ الحق مع العرب والقوة مع عدوهم. الحقائق مرة والنصح ثقيل. والذُّل نتيجة طبيعية لعدم التعاون والإتفاق. الآن، فى هذه الظروف القاسية، ليس الهدف إسترجاع الحق والأرض بل المحافظة على ما تبقى من الإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم. اليوم لا وقت للعتاب واللوم. خاض العرب عدة حروب خسروا معظمها وخسرت القضية معظمها. من الحماقة أن نرتكب المزيد من نفس الأخطاء. ومن الحكمة أن نتفاهم ونتعاون ويعذر بعضنا بعضا.

فى موقع سويسري (سويس انفو)، وجدت لقاءاً مع صحفية ومن ضمن الحوار.

 ما هي اللهجة التي تعتمدها وسائل الإعلام العربية في تغطيتها للقصف الإسرائيلي على غزة؟

كارين فينغر: بالطبع، تطغى الزاوية العربية على الموضوع. وما نراه في صـُحفنا وقنواتنا التلفزيونية (في أوروبا) يتناول في معظمه هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس على إسرائيل ودفاع إسرائيل على نفسها، لكن هذا الشيء لا يرد ذكره في البرامج العربية التي تبث مواد أكثـر عن التظاهرات الضخمة في العالم العربي. كما تُظهر لقطات من داخل غزة كالمباني المُدمرة، وصورا أكثر للقتلى والمُصابين. ونحن (في الغرب) لا نُشاهد هذا العدد الكبير من الصور المُروعة، لكنها، للأسف، جزء مما يحدث.

سارع الشاعر الغنائى إسلام خليل مؤلف أغاني المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم إلى كتابة أغنية عبر من خلالها عن تضامنه وكل المصريين مع غزة التي تعرضت لعدوان إسرائيلي أسفر عن مقتل 318 وجرح المئات.

ونقلت وكالة الأنباء الالمانية عن خليل قوله الاثنين انه بمجرد ما شاهد احداث غزة الاخيرة على شاشات التليفزيون قام بالاتصال فورا بشعبان عبد الرحيم وقال له افتح التليفزيون واتفرج على اللى بيحصل وقال له أنا هاكتب وأنت هتغنى لأننا لازم نقف جنب الفلسطيني. وأضاف إسلام: اتفقت مع شعبولا على تسجيلها بسرعة لإثبات موقف، خاصة أن الفنانين المصريين أصبحوا كسالى ولم يتحرك أحد للتضامن مع الشعب الفلسطينى ولو بأغنية. ومن كلمات الأغنية:

غلبت أكتب أغانى مش لاقى كلام يتقال
اللى بيحصل فى غزة حرام ده ولا حلال
قنابل نازلة طالعة على الأرض وعلى البيوت
والدنيا فى غزة والعة والناس عمالة تموت
يا عالم حد يلحق يا عالم حد يحوش
إن شاالله حتى بجزمة زى اللى خدها بوش
الشعب العربى اتأذى.. الشعب العربى حزين
على اللى بيحصل فى غزة وبيجرى فى فلسطين
مكسوف أكتب أغانى والدم مستباح
لكن ورقتى ميدانى وقلمى هو السلاح
بدل ما تلوموا مصر وتجيبوا سيرة الناس
شوفوا الحرب اللى دايرة بين فتح وبين حماس
طول عمر مصر واقفة وبكامل شعبها
مشغولة بالقضية وبتسعى لحلها
الظلم الإسرائيلى ع الوطن العربى زاد
وما بنعملش حاجة غير بس نقف حداد
دى دولة ملهاش لزمة وهدفها دايماً قذر
عايزا لها ألف جزمة زى بتاعة منتظر.

إنتقلت لموقع يمني وفيه قرأت. وقال الحاخام يحيي يوسف موسي من منزله في المدينة السكنية بصنعاء لأخبار اليمن (نيوزيمن) بأن ما قامت بها الحكومة الصهيونية تتنافي مع كل الديانات السماوية والتي حرمت قتل النفس. وأضاف بصفتي يهوديا ومواطنا يمنيا أقول إن ما يحدث في غزة على أيدي الصهيانة جرائم حرب وإبادة تنتهك كل المعاهدات والمواثيق الدولية، وهي مدانة في كل الشرائع السماوية، وكل المواثيق والعهود الدولية وختم بقوله نشعر بالخزي تجاه ما يحدث في فلسطين، وموقفنا واضح وهو موقف فخامة الرئيس حفظه الله.

وفى أخبار العربية قرأت. واجهت لاعبة التنس الإسرائيلية شاهار بير (22 عاما) احتجاجات بسبب العملية الاسرائيلية التي تشنها بلادها على قطاع غزة وذلك خلال مباراتها في دور الاربعة في بطولة أوكلاند في نيوزلاندا الخميس 8-1-2009. فقد تجمع حوالي 20 شخصا يحملون لافتات ويرددون شعارات تندد بإسرائيل أمام البوابة الرئسية للاستاد مقابل شخص واحد فقط كان يحمل لافتة كتب عليها (حماس تغتال الامل). وجرى تعزيز الاجراءات الامنية وتفريق المتظاهرين قبل بداية المباراة التي خسرتها اللاعبة الاسرائيلية أمام الروسية إيلينا. وكانت بير رفضت الانسحاب من البطولة معللة ذلك بقولها: أنا لست حكومة إسرائيل ولا أمثل إسرائيل.. أنا لاعبة تنس.. وهذا ما أمثله الآن. وأوضحت بير التي تعد هذه المشاركة الثالثة لها في هذه البطولة إنها لم تتعرض أبدا قبل ذلك في أي مكان لمثل هؤلاء المتظاهرين.

التعليقات أحيانا تُعطي أكثر من الخبر الأساس. كانت أكثر من سبعين تعليق أقتبس منها ستة.

الاسرائليين منبوذين من قبل العالم كلة حتى من قبل الأمريكان لكن الحقيقة ان الحكومات الغربية هي من تقف معهم بسبب الولايات المتحدة.

(انا لست حكومة إسرائيل ولا امثل اسرائيل) رغم اختلافي معها الا انني معجب بكلماتها اتعرفون لماذا؟؟ الاسرائيلي والاوروبي لا يمثل الا نفسه ولا يحشر نفسه بكل شي ولا يهرف بما لا يعرف على العكس من العرب تلاقيه مطحون طحن من حكومته ورغم ذلك يتكلم بالنيابة عنها في المحافل الدولية ويلبس علم بلاده على فانيلته،، انا لست ضد الوطنية ولكن الحياة موقف وعندما يكون من حولنا غير شرفاء فيجب الا نفتخر بهم. لو كانت عربية وقالت هذا الكلام اول شي اتهموها بالعمالة وكره العرب وثاني شي قالوا انها باعت الوطن لاجل الغير.

كما يبدو من الصورة، تستطيع هذه الشقراء أن تتغلب على عشرين ذكرا وبسهولة !

هي قالت انها ليست الحكومة الاسرائيلية و هذا حقيقي و لكن للاسف! معرفش يتشطر علي الحمار يتشطر علي البردعة. هل من العدل انهم بدل ما يروحوا يضغطوا علي اسرائيل و يخلوها توقف الحرب البشعة و القصف الوحشي يضغطوا علي لاعبة تنس ملهاش صلة بأي شئ؟ يعني دة نفس اللي بيعمله جمهور انجلترا ضد المسلمين عشان معترضين علي الارهاب الناس للأسف بقت قاسية و بتوجه غضبها غلط و في الاتجاه اللي مش هيحل حاجة.

لكل من يقول السياسة شيء والرياضة شيء آخر أقول للعلم فقط كل إسرائيلي ذكر أو أنثى فوق 18 وحتى 50 عاما هو مجند في الجيش ويجب عليه أن يخدم في الجيش شهرا في السنة إذا كان في الإحتياط.......فكلهم مجرمون وقتلة.

قبل 3 ايام قام الجمهور التركي ايضا بمهاجمة فريق كرة سلة اسرائيلي وفجر المباراة قبل ان تنتهي .. وقد تمكنت الشرطة التركية من انقاذ الفريق بصعوبة من بين ايدي الجماهير الغاضبة .. واستغرب عدم الكتابة عن هذا الخبر.

بعد ذلك قرأت قصة صحافية سويسرية محايدة، لم تكن مغادرتها غزة سهلة رغم حملها بطاقة صحافة قانونية من مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي. هذه المرة قضت كارين حوالي ساعة ونصف في مركز عبور أجبرها فيه جنود إسرائيليون ( لا تراهم عن قرب في حين ينظرون إليها عبر شاشات الكاميرا ويحدثونها عبر مُكبرات الصوت) على خلع سروالها، ليس مرة واحدة فقط، بل ثلاث. في كل مرة، ينتظرون أن ترتدي مُجددا سروالها وتربط حزامها كما يجب، ليطلبوا منها خلعه مُجددا، حتى أنها اعتقدت أن المسألة ربما تكون "نـُكتة". لكن سرعان ما سيطر عليها الشعور بالخوف والإهانة وملأت الدموع عينيها.

ويوم تسلمها جائزة زيورخ للصحافة، تلقت كارين اعتذار الجيش الإسرائيلي عن الإهانة التي عزاها متحدث باسم الجيش للمخاوف من الهجمات الإرهابية على الحدود بين غزة والدولة العبرية. اعتذار "تساهال" لم يُنْسِ كارين فنغر الإهانة، لكنها اعتبرته أمرا جيدا ليعلم الجميع ما حدث وليعلم الجيش الإسرائيلي أن لا أحد يقبل تلك المعاملة. وبلهجة مُستاءة وثائرة، أضافت كارين: لا يجب معاملة الصحفيين والبشر هكذا، ما أشاهده دائما من معاملة مع الفلسطينيين أسوا بكثير، فهم يُجبرون الناس مثلا على الانتظار ساعات طويلة في مراكز العبور. رجال يظلون بأياد مرفوعة، ناس تُسجن، ناس لا يُسمح لهم بالخروج من نابلس أو جنين، سيدات يضعن في مراكز العبور (...) هذا ما أراه، وهذا أسوأ مما حصل لي. الفرق أن لديهم أوراق هوية فلسطينية وأنا لدي أوراق سويسرية. أنا يمكنني أن أحتج وهم لا. وهذا يُظهر الظلم.

زوجُها السيد صور وجدّها السيد فلسطين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى