الاثنين ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم درويش الأسيوطي

يوميات غزة

1. [ صلاة ]
 
من ركامِ المخيَّمِ
تنبتُ ..
مسَّرْبلا بالترابِ البهيِّ
ومُطَّهرًا بالدماءْ ...
من ضجيجِ المخيمِ ..
(في أذنِ المرجفينَ)
تؤذنُ: حي على النصرِ والفوزِ
والافتداءْ .. !!
وتنوي صلاةً بغيرِ ركوعٍ
وغيرِ سجودٍ
وغيرِ انحناءْ ..!!
فهل جازَ لي ..
أن أصلي وراءَ انبعاثكَ
دون طهورٍ ؟!!
فإني تيممتُ بالصمتِ ..
أقرأُ سرًا بفاتحةِ الإنتماء .. !!
 
2. [ حصار ]
 
اتنين وراه ..
واتنين ورا العلوه
واتنين يقولوا:
خدوه على سهوه ..
ولد الحرام شربوا عليك قهوه .. !!
[ مرثية شعبية قديمة]
 
3. [ طيرُ غزة ]
 
يا حمامَ المخيَّمِ ..
يا طيرَ [ غزةَ ] ..
يا خفقةً في سماءِ الذهول ..!!
يا حمام المخيمِ
يا طير [ غزة ]
يا صرخةً في غُبارِ الدمارِ العَجول ..
يا حمام المخيمِ
يا طير [ غزة ]
حوِّمْ ..
ورفرفْ كقلبِ الصغارِ الفتيِّ ..
إذا ما استهلتْ عذاباتُهم بالهطول ..
ليْتَهُ الغيثُ ..
ما أمطرتْهُ السحاباتُ هذا الصباح ..!!
ليتهُ الصيفُ ..
ما أطلقَ الغزو في يومنا من فصول
يا حمام المخيمِ
يا طير [غزة ] ..
حوّمْ ..
فلا صدر بيتٍ
تريحُ عليه جناحيْكَ
ـ يا طيرُ ـ
لا غصن زيتونةٍ بالحقول ..
وماعادَ برجُك
مزدحمًا بالزغاليلِ والأغنياتِ
فقد غالَ برجَكَ
ـ يا طيرُ ـ
غول .. !!
كل [غزة] نارٌ ..
فماذا تبقى بـ [ غزة ] غيرُ الصمودٍ
وغير الدماء .. وغير الطلول ..
كل [ غزة] نارٌ ..
وقد حاصرتْكَ الحرائقُ
ـ يا طيرُ غزة ـ
والصمتُ ..
فلا تستطيع الفرارَ إلى سطحِ جارِكَ ..
لا تستطيع القفول ..!!
فحومْ
ورفرفْ كقلبِ الصغار الفتيِّ
فهذا الغبارُ الغبيُّ سيقشعُهُ الصبرُ
من قلبِ [ غزةَ ]
تشرقُ شمسُ المواقيتِ
بعد الأفول .. !!
 
درويش الأسيوطي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى