الثلاثاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم حفيظة مسلك

المتمردة

المكان: بالقرب من الحـــقيقة

الزمن: لحظة تمـــــــرد

الحدث: إجاصة حان قطافها

مدخــــــــــل

للتي أعياها طول المسير..رسآلة رمآدية في ذهاليز مظلمة

للتي تمسك بطرف ثوب..ترسم معآلم حقيقة صغيرة بين الأشيآء

ثقب في حقلة الجرم المشهود..أفكار متطآيرة في جمجمة خرسآء

للتي إستيقظت شهيتها بعد انقطاع..هرعت لالتهام بقية عمرهآ

إليكِ سيدتي

إندلقت الحكآية في كأس المرآرة تقيأ الألم على مرآى الشريآن

إختصرتْ تفآصيل المكآن،قررتْ دبحه قربآنا للحظآت التي مرت عليهآ تجآعيد الزمن

استحضرتْ المستقبل وحكمتْ عليه حكماً قآسيا أمآم كائنات تستقر في مكمنـــها، ذات

الحراشيف الزلقة،تمارس هواية التزحلق بالقرب من رهيف قلبها،بقية وشوشة تساؤلاتها

المشنوقة، إستنشقت ذرات من التقزم الفوري، فنفخت صدرها بشهقة مهترئة، خلخلت الموازين

ليبتلعها الهواء وترقص على جثمانها كل الجيمات البكمآء..الصمآء.. يحيط معآلم أنوثتها

مخآرج أفواه بغلاف جوي سميك ليزدآد عنآء الحرف المستبد،أرض جرداء يابســـــة
مندهشة تحت سديم تسآؤلاتها وبحثها عن الحقيقة

المـــــــــــشــــــهد 1

المــــــرآة

تلتفت يمنة وشمالا تم تسأل نفسها:

مند متى وأنا عاشقة لتضاريس الألم؟ مند متى أصبحت حبيبة التعرية؟

تلهو بالقرب من مرآتها،تحاكيها بلغة فضة، هبآت طائشة تبدو كقماشة اختلطت فيها الألوان والمقاييس

تنظر إليها..أفران عيونها تركز على صلابة حرقتها..انعكاس صورتها الوحشية آمام المـــرآة

"الأشد تموجا..الأشد استحالة... الأشد سوادا"

تصرخ في وجهها في ترانيم قصيدة كيدية..صواعق فجائية..تقلبات أزلية

أنتي من جعلتني أهرول الى جميع المحلات..بدل أن أشتري ثوب عرسي

هاجمتني بالكفن وخسوف شمسي..أنتي من زينتي لي ملامح وجهي ببهارات يكرهها القمر

يشمئز منها الوتر..ينبذها السحاب فيرميها حبات من المطر..الصقر بالمقربة من فُتاتي ورآئحة موتي

تضحك مني وعلي ذرات الهواء..أنتي من رميتني في العراء..غطيتني بأتربة.. أفسدتي بقية الأحشاء

أنتي من شق قلبي..جعلتني أخشى الإقتراب من الزهراء..ركوب السحاب لتبديد الأدخنة والرماد..

تعرفين الحقيقة وتستغربين؟؟

أدفن أنفي في الأرض كالنعامة وتضحكين؟؟

منكي أسوأ إشارة في المحارة

سحقا لحجارتك وهي تفقس براءة البيضة في المنارة

أيتها الغبية وراء الستارة سرقتي مني كل النضارة

المشـــــــــــهد 2

الجــــدار

بعدما انتهت من المواويل المغناطيسية.. المرثيات المتنافرة..حصد الإنتقام والإقرار بلوعة القاتل المأجور

إتجهت نحو الجدار.. تتأمله بعيونها الجاحظة.. المتدفقة بالشراسة..غطرسة.. مشية لبؤة ترسم معالم سلّمٍ

لتصل الى قمته الشامخة.. تنظر الى الخسارة الجسدية..قوقعة عظامها المتآكلة وشقوق كعبيها.. ترتطم أسَافلها

بأعالي طولها.. المطمور بالطحالب وغرائب الأصوات المتحركة والمفككة..عصيّة الدمع..خشنة النحيب

حتى الخلايا الداخلية تئن بشيخوخة تقتات بمصل فضلاتها النفسية

تخاطبه وقد بلعت كل ريقها وارتجاف لسانها:

هجرتُ كل البشر ولجأت اليكَ لتبادلني شجو الأحاديث المسائية..أقترب منك فترميني بصلابتك

أهمس لك بوجعي فتبعثر مواضع طوفاني وغزير شتائي

أرسم على وجهك أجمل المخططات.. فتخدعني بالانقلابات ومسح رسوماتي الطفولية

أنتحر بلغتي وسذاجتي.. فتدير ظهرك لي مدعيا وقت تجديد الطلاء

حسبتُك من أهل البرزخ فاخترقتَ هويتي في دنيا المكائد والجرائم الانسانية

أمرعليك ليل نهار.. فأجدك من أعلى قبة البرلمان.. تضحك مني وعليّ بمختلف الخطابات

والشعارات الخاوية..جلبتي لي الامتنان وسرقت مني كل فنون الكلام

تبا لك.. لا ينفع معك الا مطرقة تدسّ السم في دائرتك المركزية وثقب يزيل زواياك الأربعة

خـــــروج

بعدمآ اكتسحت كل الأجواء وعطرت غرفتها

بريآح هوجاء..قررت مسح دموعها..تهدئة

زلزالها..اخماد بركانها..إعادة تفاصيل حياتها

ترتيب أوراق دفاترها..ابتسمت لفجر ايلول

وانطلقت في زقزقة العصافير وحفيف الأشجار

وما العمرالا شقاء وتعب السنين


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى