الثلاثاء ١٧ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم نبيهة راشد جبارين

أيُّ العواصمِ أنتِ..يا قُدسُ؟!

دربي الطويلُ إليكِ
فيه نفحُ الطيوبِ دليلي
حبي الجليلُ إليكِ
فيه همسُ القلوبِ سبيلي
شوقي العظيمُ إليكِ
يسمو ويعلو
مثلما تعلو الجبالُ فيكِ
ويعلو مثلَها حسّي
حين وَصَلْتُ حِماكِ
وجالت روحي في سماكِ
يا قدسي
اللهُ أكبرُ نداءُ المآذنِ
وأجراسٌ هناك تُدَقُّ
تآخت في النداءِ والجَرْسِ
تستقبلُ العيونَ الّتي
عَشِقَتْ
فاخضَرَّتْ
فأينعتْ
في حدائقِ الأُنسِ
أدباً ثقافةً علماً
وتراثاً يطيبُ للنفسِ
وتساءَلَ ناظريَّ:
أيُّ العواصمِ أنتِ..؟ يا قدسُ
أعاصمةُ الثقافةِ؟
لا، لا يكفي..!
فأنتِ عاصمةُ الثقافةِ
والآدابِ والعلمِ
والدينِ والإيمانِ والحِلْمِ
والصّبرِ والألمِ
والتاريخِ والأخلاقِ والقِيَمِ
والمجدِ والعَلَمِ
أمُّ الثقافاتِ كلِّها أنتِ
سائلوا الصخرةَ عنها
عن ثقافةِ العمرانِ
والفُسيفسا والزجاجِ
عن ثقافةِ الإسراءِ والمعراجِ
واسألوا القيامةَ عنها
عن ثقافةِ العذراءِ
والمسيحِ والتكليمِ
واصغوا إلى الأقصى
مباركٌ حولَه من اللهِ العظيمِ
واسألوا السورَ عن المدينةِ العريقةِ
عن البواباتِ والساحاتِ
والحاراتِ العتيقةِ
وهذا المسجدُ العمريُّ لم يزلْ
ُيلقي دروسَ التسامُحِ مع كلِّ فرضِ
ودروسَ المحبةِ للناسِ والأرضِ
دمتِ يا قدسُ لنا
عاصمةَ الثقافاتِ كلِّها
ودامَ اسمُكِ
للمدائنِ إكليلاً وتاجا
ودمتِ بوابةَ السماءِ
ومسرى النبيِّ والمِعراجا
وليبقَ نورُ زيتِكِ
ينيرُ للعلمِ والإيمانِ السّراجا
ولتبقِ يا قدسُ
عاصمةَ الدُنى
ونورَها الوهّاجا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى