الثلاثاء ٢٤ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم عزيز العرباوي

استغـــــــــــراب

بالأمس حين تعرفت على هذه المجموعة من الشباب الذين كنت التقيت بهم مصادفة بالمدينة، لاحظت أحدهم يضحك بصوت مرتفع. يشرب المشروبات الغازية بدون توقف. يحرك أنامله مع النغم الموسيقي ويصر على سماع الأغاني التي يحبها ونسمعها معه مرغمين. يعيد الكلام وراء المغني ويهتز على إيقاعها.

استوقفني الأمر في أول وهلة وكأنني داخل مستشفى المجانين. كل واحد يهيم في عالمه الخاص. يحب ما لا يحبه الآخر. صخب وضوضاء داخل المقهى. بينما صاحبها يضرب على وجهه ويولول مثل امرأة فقدت بعلها ووليدها في آن.

تساقطت الأفكار في حجري: كيف يفعل هؤلاء العقلاء -في نظري- ما أراه يفعلونه؟ كيف يفقدون صوابهم دفعة واحدة ولساعات طويلة دون تعب؟ كيف أنهم معلمون، وكنت أعرف، لقد كانوا كائنات خارجة من جنة لا يستطيعون الرجوع إليها ماداموا أحياء في هذا الخلاء؟ وكانوا غير الناس الذين خبرتهم طوال زمن معرفتي بهم على رغم قصرها، فكيف يفقدون عقولهم بخبث طفولي مكروه...؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى