الثلاثاء ٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم جورج قندلفت

بالحديث عن العربية

بعد النجاح الذي سجله كتابه «العربية للمصممين»، لم يكن من المفاجأ ان ينشر مراد بطرس كتابه الثاني «بالحديث عن العربية» الذي صدر في شهر نيسان ٢٠٠٩ عن دار مارك باتي للنشر.

وبينما شكل مؤلف «العربية للمصممين» (Arabic for Designer) أداة أولية لغير الناطقين بالعربية تساعدهم على التعامل مع التصاميم العربية من النواحي الثافية والجمالية، جاء المؤلف الثاني «بالحديث عن العربية» (Talking about Arabic) ليقدم مقاربة شيقة لمسائل أوسع بكثر.

وجنّد مراد بطرس هذه المرة خبرة أقرانه - وهم وجوه معروفة في حقول التصميم والخطوط العربية - للولوج في أمور تتراوح بين التأثيرات الجمالية للعربية وتعليم تصميم الخطوط العربية في بيئة معولمة.

ومهّد للكتاب ألان خوري، أحد أشهر الإعلانيين العرب ورئيس شركة إمباكت بي.بي.دي.أو.، بتقديمه للقارئ المسائل المطروحة وذلك عبر نظرة شاملة لوضع صناعة الاتصالات في الشرق الأوسط.

وسخّر دايفيد ليرمان خبرته الواسعة في الحديث عن التصميم العربي من زاوية غير عربية عارضاً باستفاضة ودقة العوامل التي تدخل في انشاء التصاميم للإعلان العربي.

أما حليم شويري، فيعرض نظرة شاملة على تصميم الخطوط العربية محللاً شروط الابداع في بيئة يميزها التصادم بين العولمة والثقافات واللغات المحلية.

ويختتم جورج قندلفت الجزء الأول من الكتاب «الوضع الحالي للتصميم العربي»، بعرض مدهش عن تطور تصميم المواقع المتعددة اللغات وتبعه بمثال حي عن نظام SPIP الذي يعتبر من أهم أنظمة إدارة المحتوى التي تدعم تعدد اللغات.

أما الجزء الثاني من الكتاب، «خمسة عقود من التأثير على تصميم الخطوط العربية»، فيقدم مساهمات متعددة من مصممين معروفين وناشرين من أنطوان أبي عاد وريمون عطالله وكمال غداس الى ألان هايلي وتوماس ميلو وستيفن ريف. ويعرض هذا الجزء تاريخ تصميم الخطوط العربية عبر أمثلة حية آتية من أهم اللاعبين في هذا المجال من شركات وأشخاص ومؤسسات تركت بصماتها على هذه الصناعة بفضل ابتكارات حقيقية.

ويتكون الجزء الثالث من الكتاب من صالة عرض لأعمال تصميم من مجموعات رائدة وشركات إعلانات عاملة في مجال التصميم المزدوج اللاتيني والعربي.

الخيط المحوري الذي يمتد عبر كل مقال ومثال وصورة في الكتاب، يعالج كيف أثّر التطور التكنولوجي وغيّر استخدام العربية عالمياً ان في الطباعة او على الشاشة. ويعرض الكتاب بالتفصيل كيف سمح تطور تقنيات الخطوط للخط العربي الذي تم ترقيمه التعبير الدقيق عن جمالية الخط اليدوي التقليدي وأتاح إطار عمل لغير الناطقين بالعربية للتعرف على الأبعاد الثقافية والدينية والجمالية للخط العربي في عالم القرن الواحد والعشرين.

وسيكتشف الناطقون بالعربية في هذا الكتاب الكثير من الفائدة في ما يقدمه خاصة انه يكشف لهم كيف لحقت التكنولوجيا بتقاليد الخط العربي العريق الذي أسس للكتابة العربية.

وتركز الأجزاء الثلاثة التي يتكون منها الكتاب على كون العربية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من صناعة الخطوط العالمية وذلك من خلال استخدامها في التطبيقات القائمة بنفسها او في التطبيقات المتعددة اللغات.

يشكل «بالحديث عن العربية» إضافة مهمة لمكتبة كل الذين يهتمون باستخدام اللغة العربية كأداة تصميم ان لاستكشاف تطور صناعة الخطوط العربية او لإنتاج تناسق بين الخطوط العربية واللاتينية او حتى لإظهار إبتكارات التصميم العربي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى